"ساعة للأرض" هي الساعة التي أطفئت فيها الأنوار في آلاف المدن بنحو 88 دولة بالعالم، ليحمل الظلام خلالها رسالة بيئية من الشعوب إلى الزعماء للتعامل مع ارتفاع مستويات التلوث التي تسببت بظاهرة الاحتباس الحراري، ومن ثم التغير المناخي. ففي مساء السبت 28 مارس/ آذار 2009 - حوالي الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة - وللعام الثالث على التوالي، ساد الظلام مجموعة من المعالم الشهيرة، من بينها "الأهرامات" في مصر و"برج إيفل" في فرنسا ومبنى "الأكروبوليس" التاريخي باليونان وأبنية الفاتيكان وشلالات نياجارا وستاد "عش الطيور" الأولمبي في بكين. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان هو المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري والتي تمثل أكبر تحدي حقيقي يواجه الكرة الأرضية. وتشير أصابع الاتهام إلى الأنشطة البشرية والتجاوزات في حق البيئة. خبراء المناخ العالميون اكدوا أن العالم يملك الوسائل لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري بتكلفة غير مرتفعة باستخدام التكنولوجيات المتوفرة حاليا، شرط عدم التأخر في التحرك. ومنذ ذلك الحين والدول الكبري تلعب على وتر التخفيف من حدة الانبعاثات الحرارية حفاظاً على مناخ الأرض. وبهدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على البيئة من أى مخاطر قد تهددها، تسعى الدول إلى تسخير التكنولوجيا فى المساعدة على معالجتها، الأمر الذي جعل مختصون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يبتكرون كمبيوتر بيئي خاص يقوم بحساب كمية الانبعاثات الغازية الناتجة عن نشاطات الإنسان وتأثيرها على البيئة. ومن منطلق مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، انطلقت من مدينة سيدنى الاسترالية العام 2007 خطوة ايجابية تتمثل فى حملة أطلقت عليها "ساعة الأرض" قام بتنظيمها الصندوق العالمي للحياة البرية، ليتوقف الناس قليلاً، وليفكروا في الطاقة الكهربائية التي يستخدمونها، والتي تعتبر مصدراً من مصادر انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، الذي يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم. وفى مبادرة 2007 شارك نحو مليوني شخص في الإشارة الرمزية التي شهدت إطفاء الأنوار في جسر الميناء الشهير فى سيدنى ودار الأوبرا المجاور له. وأثناء التجربة الأولى ظلت الأنوار الضرورية مضاءة لأغراض السلامة بما فيها أضواء الشوارع، بينما أعلنت شركات تزويد الطاقة في استراليا أن التجربة عملت على خفض استهلاك الكهرباء بنحو 10.2 %. وكان نجاح مبادرة "ساعة الأرض" قويا لدرجة أن الحكومة الاسترالية تبنت المبادرة هذا العام ودعت الإدارات الحكومية إلى إطفاء الأنوار في المباني العامة. وتتطلب ساعة الأرض من السكان في المدن المشاركة أن يطفئوا الأنوار والأدوات الكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة لزيادة الوعي بانبعاثات الكربون التي يلقي العلماء باللوم عليها في ارتفاع حرارة الكوكب. كبير منظمي الحملة " أندي ريدلي" اعلن إنها لقيت مساندة في 35 دولة ومن 30 مليون شخص. ومن ضمن المدن خارج أستراليا التى اعلنت مشاركتها هذا العام (كريستشريش- وبانكوك- وسول- ودبي- وتورنتو- ومانيلا- وكوبنهاجن –وروما- ودبلن- وأتلانتا –وشيكاجو- وسان فرانسيسكو- ومكسيكو سيتي). وشارك ملك السويد كارل السادس عشر جوستاف في هذه الحملة باطفاء الانوار في ثلاثة قصور لمدة ساعة، في ستوكهولم – ودروتينغهولم - واوليريكسدال، فيما اطفأت ايرلندا الانوار في مجموعة المباني الرسمية طوال ساعة. وكانت دبي أول مدينة عربية قررت حكومتها إطفاء الانوار لمدة ساعة على سبيل المشاركة في المبادرة العالمية "ساعة الارض"، التي تهدف لحماية البيئة من تغير المناخ، حيث دعت الدوائر الحكومية في المدينة السكان لإطفاء الانوار غير المهمة بداية من الساعة الثامنة بتوقيتها المحلي. ويأمل المنظمون في توعية الناس بأهمية توفير الطاقة، لأن انتاج الكهرباء مصدر للتلوث وأحد أسباب الاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن إطفاء الأنوار لمدة ساعة واحدة لن يؤدي على الفور إلى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، لكنه يلفت الانتباه على البدء باستهلاك كميات أقل من الطاقة وهو أحد أهداف الحملة.