بداية الطريق كانت بتعاطي المخدرات والإدمان عليها غير أن نهايتها بدت أكثر مأساوية إذ انتهت بالوقوع في شباك العمالة و التخابر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من أجل إسقاط الشبان الفلسطينيين وملاحقة المقاومين...أسطر و كلمات قليلة تلخص سيرة ذاتية "سوداء" لأحد المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية الذي أعلنت أجهزة الأمن في غزة عن اعتقاله اخيرا مع عملاء آخرين وبحوزتهم عدد من هذه الأجهزة المتطورة بما فيها "الشرائح الالكترونية". العميل الذي يرمز له "ن.م" من غزة ألقي القبض عليه قبل الحرب الأخيرة على غزة بأيام حيث كان بحوزته عدد من هذه الشرائح الالكترونية التي يحاول زرعها في أماكن متفرقة من أجل توجيه الصواريخ المنطلقة من الطائرات باتجاه المكان. وأكدت الأجهزة الأمنية في غزة لموقع "المجد نحو وعي أمني " المختص بقضايا الأمن والعملاء و نشر الوعي الأمني بين المواطنين أن العميل المعتقل يعد من أخطر العملاء خاصة أنه كان يدير شبكة من العملاء تزيد عن خمسة عشر فرداً و يتبع لشبكة أكبر تضم عددا كبيرا من العملاء. وطورت أجهزة المخابرات الإسرائيلية من وسائلها التكنولوجية المستخدمة في محاربة المقاومة الفلسطينية من أبرزها الهاتف النقال و الرصد الميداني وطائرات التجسس بدون طيار والشرائح الإلكترونية و غيرها. ورغم أن العملاء كان لهم دور بارز في تحديد الأهداف المستهدفة و ملاحقة المقاومين خلال الحرب على غزة إلا أن المخابرات الإسرائيلية اعترفت أن عددا كبيرا من عملائها انكشف أمرهم وتمكنت فصائل المقاومة من القبض عليهم. شبكة الشرائح..! ويروي العميل المعتقل تفاصيل الشبكة التي اختصت بزرع الشرائح الالكترونية لموقع المجد:"أدير شبكة صغيرة ضمن شبكة كبيرة تتبع لأحد العملاء الذين تم إلقاء القبض عليهم , حيث كان مستأجرا شقة على أنها شقة للعقارات وحولها للدعارة والإسقاط ". وكان العميل "ن.م" يتلقى الشرائح الالكترونية من عميل آخر اختص عمله بمطاردة ومراقبة الشخصيات المطلوبة للاحتلال من المقاومين حسب الاعترافات التي أدلى بها. وذكرت الأجهزة الأمنية أن الشرائح الالكترونية المضبوطة تعد من أدق الأساليب التي يستخدمها جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" في قصف الأهداف حيث يتم توجيه الصاروخ إلى الهدف مباشرة كما ترتبط الشريحة الالكترونية بالأقمار الصناعية الفضائية ليتم تحديد الهدف بدقة تقارب 100% ويسقط الصاروخ عليها بدقة كبيرة جدا. ويتم من خلال الشرائح تحديد المكان المستهدف بالدرجات الصغيرة إما عن طريق خدمة "GIS" أو غيرها لأن هذه الشرائح ترسل إشارات تستقبلها أجهزة خاصة يتم من خلالها التعرف على المكان المستهدف فيما تحمل هذه البطاقات شيفرة خاصة يتم إدخالها إلى الصاروخ الموجه تدفعه للتوجه مباشرة جهتها . شعبة الموت.. وتلقى العميل عشرة رقاقات الكترونية لتنفيذ عدد من العمليات القي القبض عليه أثناء محاولة وضع إحداها في احد الأماكن في قطاع غزة حيث اعترف أنه وضع إحدى هذه الشرائح في ورشة في منطقة عسقولة وسط مدينة غزة وتم قصفها بالفعل في اليوم التالي . واعترف العميل أنه وضع قطعة الكترونية أخرى على غطاء البنزين في سيارة أحد المقاومين حيث تم استهدافها ونجاة المطلوب الذي كان يستقلها في حي الزيتون مؤكداً انه شارك في العديد من العمليات الأخرى في القطاع من ضمنها توجيه أفراد شعبته لزرع عدد من القطع الكترونية في أماكن متفرقة. وأوضح موقع "المجد.. نحو وعي أمني" أن العميل المعتقل يتاجر في المخدرات منذ عشرين عاما ويتعاطاها منذ عشر سنوات بعد أن تم إسقاطه في شباك "العمالة" عن طريق ضابط مخابرات إسرائيلي كان يزوده بالمخدرات لبيعها ونشرها بين الشبان من أجل الإيقاع بهم و إسقاطهم أيضا. ومن أبرز الأساليب التي تلجأ إليها المخابرات الإسرائيلية لتجنيد عملائها عبر ترويج المخدرات وابتزاز المواطنين أصحاب المصالح الخاصة مثل العمال و المرضى و كذلك الإسقاط الجنسي الذي يتبعه عمليات مساومة و ابتزاز لإرغام الضحايا على التعامل مع إسرائيل. وتمكنت أجهزة الأمن الفلسطينية مؤخرا من اعتقال العديد من المتهمين بالتخابر مع قوات الاحتلال والمتورطين في الإبلاغ عن أهداف للمقاومة والمشاركة مع القوات الخاصة الإسرائيلية لإرشادهم على المقاومين و الأماكن التي يلجأون إليها.