قررت جامعة هارفارد الامريكية السماح للعاملين بالتقاعد المبكر وزيادة المصاريف الدراسية فضلا عن تجميد زيادة الرواتب لتوفير الاموال بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها وقف الجامعة العريقة. وستطلق الجامعة خلال الاسبوع الاخير من فبراير/شباط 2009 برنامجا للتقاعد المبكر الطوعي لنحو 1600 من موظفيها، فضلا عن تجمد الرواتب للعام الدراسي المقبل، وترفع رسوم الدراسة بنسبة 3.5 %. وقالت درو فاوست رئيسة جامعة هارفارد ان الجامعة ستقوم ايضا باعادة تقييم خطط تشييد مجمعها العلمي الجديد في حي الستون بمدينة بوسطن بعد الانتهاء من وضع اساسات المجمع بنهاية عام 2009 . وكتبت فاوست في رسالة للطلبة والاساتذة والعاملين مفصلة مجموعة من الاجراءات التي تعتزم أغنى جامعة في العالم اتخاذها لتوفير الاموال "سنبحث عما اذا كانت هناك وسائل ملائمة لتقليل تكلفة المجمع". وفي اواخر عام 2008 صدمت هارفارد دوائر الاستثمار والتعليم حين أعلنت ان أوقافها والتي تقدر بنحو 36.9 مليار دولار خسرت 22 % من قيمتها أو قرابة 8 مليارات دولار في الاربعة شهور الاولى من السنة المالية التي بدأت في يوليو/ تموز من نفس العام. وتتوقع فاوست الاربعاء ان يخسر وقف هارفارد -الذي يغطي عادة نحو ثلث ميزانية نفقاتها السنوية- 30 % من قيمته خلال العام المالي 2009/2008 ويحقق أسوأ ايرادات خلال 40 عاما. وتعاني أغنى جامعة في العالم من نقص في التمويل بسبب الازمة المالية، واوضحت الجامعة في ديسمبر/كانون الاول 2008 ان المصاعب الاقتصادية قد يقلص المساهمات المالية من المانحين والمؤسسات وستظهر اثار التعاقدات ومنح البحث الاتحادية من خلال الضغط المكثف على الميزانية الاتحادية. يأتي ذلك بينما يمثل التعليم العالي صناعة تسهم في النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة والدليل على ذلك تزايد القيد وتوسع الجامعات وتنامي المنح الدراسية. وتعد جامعة هارفارد أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية على الإطلاق تاتي الاولى في الترتيب العالمي للجامعات وهي أكثر جامعة في العالم من حيث عدد الخريجين والباحثين الذين حصلوا على جوائز نوبل وغيرها من الجوائز والأوسمة العلمية الأشهر عالميا. وتقع جامعة هارفارد في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوستس الأمريكية وقد أسسها جون هارفارد عام 1636 لتناظر جامعتي كامبريدج وأوكسفورد في بريطانيا. (رويترز)