افادت استطلاعات الرأي لدى الخروج من صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الثلاثاء ان حزب كاديما (يمين وسط) بزعامة تسيبني ليفني قد حصل على اعلى نسبة من الاصوات في انتخابات الكنيست الاسرائيلي متقدما بنسبة طفيفة على حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو. وأوضحت التقديرات التي اعلنها مسئولون في الحزبين ان كاديما مرشح للحصول على 30 مقعدا من اصل 120 مقعدا في الكنيست مقابل 28 لحزب الليكود. ومع ذلك، يبدو نتانياهو من خلال تحالفه مع اليمين المتطرف والاحزاب الدينية المتشددة الاكثر حظا لتشكيل ائتلاف حكومي يمكنه ان يستند الى اغلبية من 63 نائبا. وقد اظهرت استطلاعات التلفزيون الاسرائيلي حصول حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتشدد على 14 أو 15 مقعدا والعمل على 13 مقعدا. وكان مراقبون اسرئيليون قد تحدثوا عن احتمال تفجير حزب كاديما لمفاجأة وتفوقه على الليكود نتيجة لاقبال الناخبين العرب على التصويت في الساعات الاخيرة. وأحجم الناخبون العرب عن المشاركة في الساعات الاولى عن التصويت، لكن تصريحات لناشط يميني حثّ انصاره للتصويت لقائمة حزب اسرائيل بيتنا الذي يتزعمه افجدور ليبرمان استفزت الناخبين العرب، ودفعت عددا كبيرا منهم للمشاركة. وكانت نسبة التصويت العامة فىالانتخابات الاسرائيلية ال-18 قدارتفعت مقارنة بعملية الانتخابات السابقة في عام 2006 حيث بلغت نسبة التصويت حتى عصر الثلاثاء 41.9% من اصحاب حق الاقتراع، فيما تدنت نسبة المشاركة العربية فى التصويت بسبب الحرب على غزة. وقال رايو اسرائيل ان نسبة التصويت التي سجلت في نفس الساعة من عملية الانتخابات السابقة قد بلغت 39% بينما بلغت نسبة الاقتراع في انتخابات عام 2003 44.2%. وقال فاتن غطاس رئيس طاقم يوم الانتخابات في الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، احدى القوائم العربية الثلاث المشاركة، ان النسبة بلغت 21% في الثالثة بعد الظهر بتوقيت اسرائيل. كانت استطلاعات الراي قد ان مشاركة الاقلية العربية ستكون ادنى من السابق بسبب بسبب الاستياء من الحرب على غزة، وعادة ما تكون نسبة المشاركة العربية ادنى من النسبة العامة، فقد بلغت 56% في 2006، مقابل نسبة عامة من 63.5%. كان الناخبون الاسرائيليون قد توجهوا الى صناديق الاقتراع صباح الثلاثاء للادلاء باصواتهم رغم البرد القارس بعد مخاوف من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التي يتوقع ان تحمل الفوز لاحزاب اليمين. ويعني نظام التمثيل النسبي ان اي حزب بامكانه ان يدخل البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدا اذا ما تخطى عتبة الاثنين بالمئة في الانتخابات العامة. والانتخابات التي تجري الثلاثاء هي الثامنة عشرة منذ انشاء دولة اسرائيل في عام 1948، تتيح الفرصة لاكثر من خمسة ملايين مواطن بالتصويت في 9263 مركز اقتراع في انحاء البلاد. ويتنافس اكثر من 33 حزبا على مقعد في البرلمان المقبل ، رغم انه لا يتوقع ان يدخل البرلمان سوى نصف ذلك العدد ، حسب استطلاعات الرأي. وفي اعقاب الانتخابات ، سيكون امام الرئيس شيمون بيريز سبعة ايام لتكليف زعيم الحزب الفائز بتشكيل الحكومة.وبعد ذلك سيكون امام زعيم الحزب 28 يوما لتشكيل ائتلاف. وفي حال الضرورة يمكن لبيريز تمديد الفترة 14 يوما اضافيا. وفي حال لم يتم تشكيل ائتلاف ، يكون بامكان بيريز تكليف زعيم حزب اخر للقيام بهذه المهمة ، وسيكون امامه 28 يوما لتشكيل ائتلاف.واذا لم يكن ذلك ممكنا ، يكلف بيريز شخصا ثالثا بهذه المهمة. وفي حال فشله في تشكيل ائتلاف خلال 14 يوما ، فان الرئيس يدعو الى اجراء انتخابات جديدة. والشخص الذي يتمكن من تشكيل ائتلاف من 61 نائبا على الاقل هو في العادة زعيم الحزب الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات.ولم يتمكن حزب واحد في تاريخ اسرائيل من الفوز بالمقاعد ال61 اللازمة للحكم لوحده. وتجرى الانتخابات وسط اجراءات امنية مشددة جدا خشية من وقوع هجوم فلسطيني واطلاق صواريخ من قطاع غزة او حوادث حيث انتشر اكثر من 16 الف شرطي في كل ارجاء البلاد في حين فرض اغلاق تام على الضفة الغربية اعتبارا من مساء الاثنين. والانتخابات التشريعية مقررة اساسا في 2010 لكن تم تقديم موعدها بعد استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في ايلول/سبتمبر اثر الاشتباه بضلوعه في عدة قضايا فساد. وقد تصدر النتائج الرسمية صباح الاربعاء او حتى الخميس في حال كان الفارق ضئيلا جدا بين المرشحين. تأجيل التحقيق مع ليبرمان من جهة اخرى، قالت مصادر قضائية اسرائيلية إن المحكمة العليا قررت تعليق التحقيق الأمنى الذى تجريه الشرطة مع أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" اليمينى المتطرف فى قضية تبييض الأموال المتهم فيها، على ان يستأنف التحقيق بعد الانتخابات العامة. ويشتبه في أن ابنة ليبرمان لديها حسابات مصرفية باسمها في قبرص قد تكون سمحت لوالدها القيام بنشاطات غير شرعية. (ا ف ب)