الوفد 3/1/2009 ** كل يوم ريّان جديد.. نسلِّم له ذقوننا.. ثم نبكي.. ولا نتعلم الدرس.. الجديد أيضا في كل مرة، أن الضحايا ليسوا من الغلابة.. إنما هم من رجال الأعمال والفنانين ونجوم الكرة.. والتهمة هي الاستيلاء علي مبالغ مالية ضخمة، تصل إلي 200 مليون دولار.. أي تتجاوز المليار جنيه.. يذهب إليه الضحايا بأنفسهم.. ويتوسلون إليه أن يأخذها.. وأن يقبلهم عنده.. ليفوزوا بالعائد الضخم.. الذي لا يعطيه أي بنك في العالم.. الغريب أن كل هؤلاء »النصابين« لا نعرف بهم.. ولا نعرف عنهم أي شئ إلا بعد الهروب.. أو بعد إلقاء القبض عليهم.. بدأت الحكاية بالريان.. ثم توالت بأسماء مختلفة.. بعضهم أوهم ضحاياه أنه يتاجر في المحمول.. والآخر أوهم ضحاياه بأنه يتاجر في الأراضي.. وهذا نبيل البوشي أوهم ضحاياه أنه يتاجر في الأوراق المالية.. واللعب في البورصات العالمية.. مقابل فائدة سنوية قدرها 40٪!! ** وقضية البوشي المحبوس في الإمارات الآن تكشف عن مسألة خطيرة جدا.. وهي أن »البوشي« عاش »آمنا« طوال بقائه في مصر.. لم يشعر به أحد.. حتي راح يلعب في الإمارات، فألقي القبض عليه.. ويبدو أن دبي ستبقي مقبرة كل رجال الأعمال.. الذين يخرجون علي النظام.. كما أن القضية تطرح علامات استفهام تستعصي علي الحل.. هي لماذا لا يودع الناس أموالهم في البنوك.. والإجابة عند اتحاد بنوك مصر.. وعند البنك المركزي.. وليس أي جهة آخري.. هل لأن الناس لا تثق في البنوك.. أم لأن البنوك لم تعد تقدم العوائد المتوقعة.. أم لأن الناس لا تريد أن تضع نقودها في البنوك.. ولو أن تلقي بها في البحر!! ** لا أريد أن أخوض في مسائل أخري.. تتعلق بقضية ثراء رجل لا يعرفه أحد.. ثم نكتشف أنه ملياردير.. ومن هذا المسائل التي أعنيها.. أين الأجهزة التي تعرف دبَّة النملة.. ولماذا لم توفر الحماية للمواطنين.. ولماذا تركت »البوشي« وعشرات غيره يعملون دون ضوابط.. وكيف »يثري« البوشي وغيره من الهواء.. من غير أن يقف أمامه أحد.. وكيف أصبح مليارديرا.. ولماذا يفضل الناس »البوشي« وغيره.. علي البنوك.. وماذا يجدي تسليم »البوشي« لمحاكمته في مصر.. أما أهم ما في القضية.. أن »شيخ المنسر« في كل حالة.. يحمل باسبوراً أجنبياً.. ويتنقل بين سويسرا ولندن.. وأمريكا.. ومحطته الأخيرة دبي!!