هدد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء روسيا واوكرانيا بلجوء شركات الغاز الاوروبية الى القضاء اذا لم تستأنف شحنات الغاز الى الاتحاد الاوروبي "بسرعة". وقال باروزو في البرلمان الاوروبي في ستراسبورج موجهاً كلماته لموسكو وكييف "اذا لم يحترم الاتفاق بشكل عاجل ستنصح المفوضية الاوروبية الشركات الاوروبية بنقل المسألة الى القضاء وستدعو الدول الاعضاء الى القيام بتحرك تشاوري للتوصل الى وسائل بديلة للتزود بالطاقة ولعبورها". وبدأت روسيا ضخ امدادات الغاز الى أوروبا عبر اوكرانيا الثلاثاء ولكن الاتحاد الاوروبي قال ان الغاز لا يصل على الاطلاق أو يصل بكميات ضئيلة الى الدول التي تعاني من نقص في الطاقة. وتتهم روسيا اوكرانيا بمنع وصول الغاز الى أوروبا ولكن كييف تقول انه ليس هناك ضغط كاف في شبكة خطوط الانابيب. في غضون ذلك بعثت كل من بلغاريا وسلوفاكيا -وهما من من أشد الدول تضررا في الاتحاد الاوروبي- برئيس وزرائها الى موسكو وكييف في مسعى جديد لاستئناف امدادات الغاز. واكد روبرت فيكو رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يزور كييف الاربعاء لاجراء محادثات مع رئيسة الوزراء الاوكرانية يوليا تيموشينكو ان بلاده لم يعد لديها من احتياطيات من الغاز سوى ما يغطي احتياجات 11 يوما. وسأل نظيرته الاوكرانية "الى متى يستمر هذا الامر؟" ولفت الى انه بعد 12 يوما ستضطر بلاده للجوء لاجراءات لم تشهدها في تاريخها من قبل. الا أن تيموشينكو قالت انه ليس بوسع بلدها عمل الكثير، ومضيفتا ان اوكرانيا ليس لديها ما يكفيها من الغاز. ومن المقرر ان يزور فيكو موسكو في وقت لاحق الأربعاء للاجتماع مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين جنبا الى جنب مع رئيس وزراء بلغاريا سيرجي ستانشيف ورئيس وزراء مولدوفا زينايدا جريسيناي. وأعلنت سلوفاكيا التي تحصل على كل احتياجاتها تقريبا من الغاز من روسيا حالة طواريء في السادس من يناير/ كانون الثاني 2009 خفضت بموجبها امدادات الغاز لكبار العملاء، واضطرت حوالي 1000 شركة الى اغلاق أبوابها أو خفض الانتاج. وذكرت شركة "جازبروم" الروسية -التي تحتجز تصدير الغاز- الثلاثاء توقف صادراتها لاوروبا بسبب ظروف قاهرة وهو تعبير يعفي المورد من التزاماته بسبب ظروف خارجة عن ارادته. وتطالب "جازبروم" كييف بسداد فواتير غاز بقيمة 614 مليون دولار، ودفع سعر قدره 450 دولارا لكل 1000 متر مكعب من الغاز في عام 2009 ، ويماثل هذا الاسعار التي يدفعها العملاء في الاتحاد الاوروبي ولكن بزيادة كبيرة عن سعر عام 2008 البالغ 179.5 دولار. ويرى محللون في كييف ان اوكرانيا المثقلة بأعباء ديون والتي تعاني بشدة من تأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي لا يمكنها دفع هذا السعر. وقطعت الازمة امدادات الغاز عن 18 دولة في ذروة موسم الشتاء وتسببت في توقف العمل في عشرات المصانع في جنوب شرق أوروبا. (أ ف ب، رويترز)