اتشرت فى الاونة الاخيرة في احياء القاهرة الكبرى الحضانات العشوائية التى لاتتوافر فيها المقومات الاساسية، وتهددها اخطار ناشئة من سوء اختيار الموقع والمقومات اللازمة للحفاظ على امن وسلامة اطفالنا، فأين الأجهزة الرقابية المعنية وهل تتقاعس عن دورها؟ أجابت عزة ابراهيم مدير اداراة الطفولة بوزارة التضامن الاجتماعى إنه: يوجد لدينا حاليا بمحافظة القاهرة 12000 حضانة مرخصة ومستوفية لكل الشروط والتجهيزات وتقوم ادارة الطفولة بأعداد زيارات ميدانية على قترات منتظمة لمتابعتها، واى حضانة نجدها مخالفة للشروط والمواصفات الموضوعة ، نرسل لها انذار بالغلق واذا لم تصلح اوضاعها ، وتستكمل ما ينقصها يصدر ضدها قرار بالاغلاق المؤقت واذا استمرت على نفس الحال تغلق نهائيا. وعن التراخيص الواجب استخرجها لاقامة مشروع الحضانة، ذكرت أنه يجب اولا استخراج تصريح من وزارة التضامن وهيئة الدفاع المدنى ، بالاضافة الى استخراج شهادة من احد المهندسين الاستشاريين تفيد سلامة المبنى ومطابقتة للشروط البيئية كحسن التهوية بالمكان وغيره وأضافت أنه يتم حاليا تفعيل للجنة شئون دور الحضانة لكل دائرة بالجمهورية المشكللة طبقا للمادة 12 للسنة 1996 بقانون الطفل برأسة المحافظ شخصيا ، وهى تجتمع 3 مرات فى العام وتبت فى جميع القرارات التى اتخذت بالموافقة او الرفض ، ومتابعة تنفيذ القرارات السابقة ، حيث يتابع المحافظ تنفيذ تلك القرارات مع السلطات التنفيذة المختصة لضمان التنقيذ الفورى. وأوضحت أن المشكلة تكمن فى عدم وعى والتزام اصحاب الحضانات المخالفة ، فبعد ان يتم الغلق يعاد قتح الحضانة مرة اخرى ، لذلك تم تفعيل لجنة شئون الحضانات وهى تضع تلك المشاكل فى اولاياتها بجدول الاعمال ويتابع المحافظ مع السلطات تنفيذ لضمان عدم الفتح مرة اخرى. وناشدت أولياء الأمور بالابلاغ الفورى عن الحضانات المخالفة للشروط والمواصفات الموضوعة لهم ، او عن حدوث اى خلل او مشكلةحدثت لهم ،لنشارك معا فى القضاء على تلك الظاهرة ولحماية اطفالنا ومن المخاطر التى ممكن ان يتعرضوا لها. من جهتها، تؤكد حنان عشري مديرة حضانة بالقاهرة إن السبب الرئيسي في انتشار الحضانات العشوائية هو الرغبة في الربح الكبير لكن هؤلاء الذين يجدون فى الحضانة مشروعا مربحا وفرصة للاستثمار وزيادة في الأموال دون النظر الى اى اعتبارات اخرى ، كحسن اختيار الموقع الملائم الذى يتوافر فية الشروط البيئية المناسبة للمشروع او اختيار البرامج والكوادر العلمية المدربة والقادرة على معاملة هؤلاء الصغار ، بالاضافة الى ان بعضهم حضانات غير مرخصة، اراهم يخطئون فى حق المجتمع. وذكرت أنه ليس من المفترض ان يكون كل من يمتلك المال قادرا ومؤهلا لادارة الحضانة بطريقة صحيحة ، فالناس فى مصر تحب كثير ان يكون صاحب المشروع هو نفسة مديرة ولكن الحضانة مشروع خدمى وليست سوبر ماركت، ولذلك يجب على غير المؤهلين تعيين جهاز مؤهل لادارة المكان. وأوضحت أن الحضانات فى مصر نوعان: الاول هو الذى يلعب دور المربية اى التى تقوم برعاية الاطفال وتعذيتهم فقط دون الاهتمام بالمواد التعليمية، اما النوع الثانى هو الذى يأخذ الجانب التربوى مع الجانب العلمى اى يساعدون الاطفال فى التعرف على الاشياء من خلال وسائل الترفيه ومجموعة من الوسائل والبرامج التعليمة بالاضافة الى تنمية شخصيتة من خلال زيادة ثقتة بنفسة والاعتماد عليها على حسب قدراتة . واشارت إلى ان التعليم الهادف يعتمد على التجربة الحياتية اى يتعلم الطفل بعد ان يقوم بالتجربة بنفسة ويبدى راية بحرية دون ان ينهره احد الامر الذى يكسبة رؤية واضحة ، وثقة كبيرة بنفسة ويجعلة مميزا وسط مجموعة من الاطفال ، حتى اللعب يجب ان ينقسم الى نوعان لعب حر ، والاخر منظم وهادف يتعلم منة المشاركة مع الاخرين والخبرة الحياتية، بالاضافة الى تفاعل الحضانة مع اولياء الامور عن طريق الاتصال الدائم بهم وتوصيل المعلومة لهم بطريقة جيدة. وعن اختيار الكوادر العليمة القادرة على التعامل مع هؤلاء الصغار والمهام التى يجب ان يقوموا بها تقول : المدرسة هى التى تنقل الانطباعات النفسية على الطفل وهو انسان حساس جدا اذا شعر انك تحبة سيحبك ، واذا شعر انك عصبى معة سينعكس ذلك علية ، لذلك فأننى ارى ان من اهم الشروط الواجب توافرها فى العاملين بالحضانة هى الموهبة والقدرة على التعامل مع الطفل ، فلقد اكتشف العلماء ان اكثر الذين يعانون من الضعوط النفسية هم الذين يتعاملون مع الاطفال لعدة اسباب اهمها اختلاف شخصياتهم وبيئاتهم فى مجتمع واحد مع احترام معاملتة كأنسان ، كما ان هؤلاء الصغار لا يمتلكون الثروة اللغوية للتعبير عن النفس، ومن الممكن ان يخلط بين احداث اليوم باليوم الاخر ، والامانة هنا تقتضى الاعتراف بالخطأ اذا حدث وهى صفة هام يجب توافراها فى العاملين بالحضانة . وقالت إنه ليس كل خريجى رياض الاطفال يمتلكون قدرات تؤهلهم لمزاولة تلك المهنة ، لكن بعض خريجى كليات اللغات يمتلكون موهبة حب هؤلاء الصغار، واللعب والضحك معهم ، وتوصيل المعلومة لة وهو ما نطلق علية المدرسة الدينمك الت تسطيع ان تصل الى عقل وقلب الطفل معا ، بألاضافة الى انها تلعب دورا هاما جدا وهو مراقبة مراحل تطور نمو الطفل بدنيا وعقليا ونفسيا ولغويا مع مراعاة الفروق الفردية بين الاطفال لتنبيه الام بنقاط الضعف والتميز لدى طفلها للتوجهة بة للمتخصص بذلك ، فدور المدرسة هنا يكمن فى مراقبة وملاحظة تصرفات الطفل وليس المتصرف. كما يجب ان تقوم الحضانة بأعداد دورات تدريبية للمدرسين من ان الى اخر فى مختلف التخصصات النفسية والتعليمية والطبية تزيد من خبراتهم وتؤهلهم للتعامل مع اغلى ما نملك اطفالنا الصغار بطريقة علمية منظمة . من جانبه يحذر أستاذ طب الأطفال الدكتور محمد رفعت الامهات من اختيار الحضانة غير الملائمة للطفل والتى لا تتوافر فيها الشروط الصحية والبيئية المناسبة لة بالاضافة الى المقومات االفردية والعلمية وقربها من مسكن الطفل حيث يؤثر على نفسيته بالسلب وعلى صحتة ونموة ايضا ، كما ان الطفل يتأقلم على المكان والاشخاص بصعوبة لذلك فأنة ينصح بعدم تغير الحضانة كثيرا ، ويقول ان السن المناسب لدخول الحضانة يبدا من سنتين الى ثلاثة أماا اذا اضطرت الام الى دخول ابنها قبل ذلك فيجب عليها اختيار الحضانة بعناية ونوعية الاطعمة والخدمة الصحية المقدمة لتفادى حدوث اى مشكل صحية تعرض اطفالنا لخطر كبير.