يواصل المغاربة مقاسمة متعة الضحك مع بقية العالم للسنة الثالثة على التوالي في مهرجانهم الدولي للضحك في مراكش الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى الأحد المقبل. وتقدم الدورة الثالثة للمهرجان أنشطتها الترفيهية في ثلاثة أمكنة هي قصر المؤتمرات والمسرح الملكي ومسرح «فوليز»، لكن أهم فضاء في المدينة الحمراء يبقى «ساحة الفنا» المصنفة موروثاً شفوياً للإنسانية من قبل منظمة «يونسكو» عام 2001، وهي مركز الجذب السياحي في المدينة. وستكرّم هذه المعلمة التاريخية للتراث الثقافي الشفوي عبر إعادة إنتاجها في فضاء المسرح الملكي، واستحضار مختلف فنون الترفيه والاستعراضات الشعبية والألعاب البهلوانية المقدمة فيها يومياً خلال الأمسيات الدافئة التي تتواصل حتى ساعة متأخرة من الليل، وسط دخان الأطعمة الشهية المتصاعد من عربات الباعة. ويشارك في الدورة الحالية عدد من الفنانين الكوميديين المعروفين محلياً وعالمياً، ويحضر كضيف شرف الممثل الفرنسي من أصل جزائري «سماين» (إسماعيل فيروز) المنتمي الى الجيل الجديد من الكوميديين الفرنسيين من أصل مغاربي أمثال المغربيين جاد المالح و جمال دبوز. كما ستكرَّم رواد الكوميديا المغربية، عبد الرؤوف ومصطفى الداسوكين وبن إبراهيم. ويشارك لمرة الأولى رشيد دبوز، الشقيق الأصغر للنجم جمال دبوز في نشاط فني في المغرب، والمهاجرة المغربية في فرنسا رشيدة خليل المعروفة في مسارح باريس والتي دخلت عالم السينما والرواية، الى جانب فيل داروين الآتي من الكونغو برازافيل، وهو أحد الوجوه الجديدة المتألقة في الكوميديا في فرنسا، والفرنسي بودر الذي يوصف بجمال دبوز الجديد، والأخوان لحسن ووهيب المعروفان ب «لي وانتد»، وغيرهم ممن سيشكلون مفاجأة هذه الدورة. وتُجرى مسابقة للمواهب الشابة المحلية والأجنبية في عالم الكوميديا والضحك يتبارى فيها ستة مرشحين انتقتهم لجنة التحكيم التي ترأسها الممثلة والإعلامية المغربية نعيمة المشرقي خلال عملية فرز الترشيحات الأولية. ويسعى مهرجان الضحك الدولي إلى تكريس حضوره ونشر إشعاعه المحلي والدولي ضمن قائمة المهرجانات الكبرى التي تحتضنها مراكش سنوياً، كما يعمل على تنشيط المدينة الحمراء وإنعاش السياحة المغربية.