خَفَض المستهلكون الأمريكيون إنفاقهم الشهري للمرة الأولى منذ 2006 خلال سبتمبر/ أيلول 2008 بعد انهيار ثقتهم في اقتصادهم وتحسبا للدخول في مرحلة ركود عميقة مع استمرار اختفاء الوظائف وتفاقم شح الائتمان. وأظهر تقرير لوزارة التجارة الامريكية، انكماشا في إنفاق المستهلكين الامريكيين بنسبة 0.3% خلال سبتمبر، بما يتفق مع توقعات خبراء الاقتصاد في وول ستريت توقعوا ضعفا مطردا في الانفاق الذي يغذي ثلثي النشاط الاقتصادي الامريكي. ويعد التراجع الأول في عامين والأكبر منذ انخفاض مماثل في مايو/ آيار 2005. ويرى كثير من الاقتصاديين المستقلين أن الولاياتالمتحدة دخلت بالفعل في حالة ركود لاسيما بعدما أظهر تقرير الخميس انكماش الناتج المحلي الاجمالي في الربع الثالث من عام 2008. وتباطأت الزيادة السنوية في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الى 4.2% في سبتمبر من 4.5% في أغسطس/ اب 2008 اثر ارتفاع الاسعار الاساسية التي يستثنى منها الغذاء والطاقة بنحو 2.4% في سبتمبر من 2.5% خلال اغسطس. وعلى صعيد معدل زيادة الأجور، تشير الاحصاءات الرسمية الى تراجع زيادة الدخل من الأجور والرواتب وسائر المصادر الى 0.2% في سبتمبر مقابل 0.4% في أغسطس. وكانت مستويات الدخل تلقت دفعة في وقت سابق من عام 2008 بفضل مدفوعات حزمة تحفيز الاقتصاد الحكومية لكن ذلك تبدد الى حد كبير بحلول سبتمبر. يتزامن ذلك مع انهيار ثقة المستهلك الأمريكي مسجلة أكبر تراجع شهري لها على الاطلاق وذلك في حين تواصل أسوأ أزمة مالية منذ أجيال الضرب بمعولها. وأفاد مسح لجامعة ميشيجان بتراجع مؤشر قة المستهلكين الى 57.6 في أكتوبر من 70.3 في سبتمبر أيلول. وتعود تراجع الثقة الى نشر بيانات من قبل معهد أبحاث الدورة الاقتصادية وهو مؤسسة أبحاث مستقلة تتخذ من نيويورك مقرا تفيد بتراجع مؤشر النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة الى أدنى مستوياته في 7 سنوات وتراجع معدل النمو السنوي الى أدنى قراءة له على الاطلاق. وبحسب بيانات المعهد تراجع معدل النمو السنوي للمؤشر الى سالب 21.9% من سالب 19.3% وهي أدنى قراءة منذ يناير/ كانون الثاني 1949 عندما نشر المؤشر للمرة الاولى. (وكالات)