تنظم جمعية أهلية مغربية مهرجانا سنويا يهدف إلى الحفاظ على فن القصص الشعبي الشفاهي على أمل أن يجذب انتباه الأجيال الشابة إلى تراث الحكايات. ومازال فن القص الشفهي يقدم في بعض الساحات الرئيسية في عدد من المدن المغربية القديمة مثل مراكش وفاس وفي قليل من الأسواق لكن هذا الفن يتعرض فعليا لخطر الانقراض. ويعود فن الراوية إلى عهود قديمة سابقة على الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما والتليفون عندما كان الرواة يأتون بالاخبار والحكايات المسلية إلى الاسواق وساحات القرى. واعتمد هؤلاء الرواة على الارتجال وروح الفكاهة لحذب انتباه المستمعين. لكن هذا التقليد القديم اصبح مهددا بخطر الزوال، فرغم ان كبار السن ما زالوا يتذكرون بحنين عصر رواة الحكايات الذين كانوا شخصيات رئيسية تحظى بالاحترام في الحياة الاجتماعية تقص الاساطير والحكايات وأحداث التاريخ على جمهور أمي في الاساس فجيل الشباب لا يعرف شيئا عن هذا الفن أو هؤلاء الرواءة الا من خلال التلفزيون او من الكتب في حالات نادرة. وحاليا حل التلفزيون ووسائل الاعلام الاخرى محل ساحة السوق القديمة في الاضطلاع بدور التسلية والترفيه. وبسبب العولمة أصبح الشباب في المغرب يعرفون عن القصص الغربية مثل بيضاء الثلج والاقزام السبعة والرجل الذئب وسندريلا وغيرها أكثر مما يعرفون عن سير عنترة بن شداد وحمزة البهلوان والاميرة ذات الهمة وأبي زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن. وللحفاظ على هذا الموروث الشعبي الشفهي الغزير تأسست جمعية لقاءات للتربية والثقافات التي ترأسها نجيمة غزالي وتضم مجموعة من الاكاديميين والباحثين وخبراء التربية والممثلين. وتحاول الجمعية الحفاظ على التراث المغربي الشفهي من خلال توثيق الحكايات والاقوال الشعبية وأيضا بتنظيم مهرجانات تحتفي بفن رواية القصص الشعبي لجذب انتباه الاجيال الشابة إلى ثقافتهم الاصلية. وقالت نجيمة غزالي "نحاول ان نوثق وان نعيد الاعتبار للموروث الشعبي الذي اصبح مغمورا ولم تصبح لجيلنا الصاعد مرجعية. المرجعية الاولى والاخيرة على ما يستورد من الخارج. نحن بمجهوداتنا كفريق نحاول ان نعيد الاعتبار لهذا الموروث وان نقدمه في حلة جديدة." وربما يرجع افول نجم فن القص الشفهي إلى تراجع الامية الامر الذي جعل وظيفة الراوي أقل أهمية. ورغم ان راوي الحكايات قد تمكن مصادفته في ساحة سوق شعبية الا انه اصبح شيئا استثنائيا أو ذكرى من الماضي في مكان يؤمه المسنون والعاطلون. وقال الممثل والمخرج المغربي محمد عاطفي "لماذا نتابع قصص الغرب في الوقت الذي لدينا قصص جميلة جدا حكتها لنا جداتنا وتابعناها في الحلقة. لماذا لا نطورها ونصورها ونوصلها إلى الاطفال لان الحكاية تنمي الخيال." وعلى مدار سبعة ايام يتجول مهرجان الحكايات الشعبية في عدد من المدن المغربية بين الرباط والدار البيضاء لتثقيف الجمهور والترفيه عنه واضفاء مزيد من البهجة على امسيات شهر رمضان. (رويترز)