تحقيق- أيمن عدلي وعصمت سعد مع حلول شهر رمضان المعطم انتشرت الإعلانات عن "اللاصقة الطبية" التي تقلل من الجوع والعطش و"البن جن" الذي يقوم بنفس الدور لكن يبدو أن المصريين تجاهلوا هذين المنتجين مفضلين أن يشعروا بلذة الصيام، وكان لدى كثيرين من أصحاب الصيدليات بعد نظر فلم يعرضوا هذه المنتجات. وفي جولة لمندوب موقع "أخبار مصر" www.egynews.net سأل عددا من الصيادلة في أماكن مختلفة عن هذه اللاصقة الطبية وكانت الردود في معظمها أنهم تجاهلوا هذا الأمر وأكد عدد كبير منهم على قلة الاستفسارات عنها مستنكرين أن يلجأ إليها أحد. وعند السؤال بإحدى الصيدليات الكبرى، قال المسئول إن اللاصقة موجودة في المخازن ولم تعرض للجمهور وارجع ذلك إلى عدم الطلب عليها موضحا أن هناك قلة من المواطنين هم من قاموا بالسؤال عنها. وقال إن هذه اللاصقة تقوم بالتحكم في الشهية، وتقوي العضلات وتقلل المياه التي يفقدها الجسم، كما تقلل التعب والإرهاق، وذلك من خلال إفراز مادة تدخل إلى الجسم عبر الجلد. وعند سؤال احد المواطنين الموجودين بالصيدلية قال إنها تنافي أحد الأهداف السامية من الصيام، وهو الشعور بما يعانيه الفقراء والمساكين من جوع وعطش ومشقة. وقال آخر إن الإسلام له مغزى وهدف من فريضة الصوم هو الامتناع عن المأكل والمشرب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وليس الامتناع عن الشهوات امتناعا ماديا فقط، بل امتناع روحي في الأساس واستجابة لأمر الله في فريضة الصوم، أما طبّيا فقد ثبت علميا أن الإنسان حينما يجوع أو يعطش تميل نفسه إلى الهدوء والسكينة وتنطلق روحه إلى مرحلة من مراحل الصفاء، خاصة إذا تابع الصوم بالعبادة وقيام الليل. أما إذا لم يشعر الإنسان بالجوع أو العطش باستخدامه هذه المادة اللاصقة التي تفرز مادة ما تمنع الإنسان من هذا الشعور، ففي هذه اللحظة سيفقد إحساسه بالفريضة، وبالتالي يفقد إحساسه بطاعة الله وتصبح الفريضة كعدمها، تضارب آراء العلماء حول اللاصق وجاءت تساؤلات الجمهور ما إذا كانت لاصقة الرجيم مناسبة لاستخدامها وقت الصيام، أم أن استخدامها مخالفاً للشرع أم لا، وجاءت أراء علماء الدين مختلفة بين مؤيد ومعارض وكانت البداية مع الدكتورة سعاد صالح والتي قالت إن الصوم صحيح عند استخدام هذه اللاصقة ولكن ليس للصائم الأجر الذي يتساوى مع الصائم الذي يتحمل مشقة الصوم. أما الشيخ ماهر الحداد مدير عام مجمع البحوث الإسلامية فرأى أن أمر اللاصقات يحتاج إلى دراسة فقهية وأن المجمع سيجتمع لبحث الحكم الشرعي فيها وقال إن الدكتور عبد المعطى بيومي عميد كلية أصول الدين الأسبق لم يحرم استخدامها. وقال الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر أين يكون الشعور بالعبادة إذن والتقرب إلى الله في عبادة الصوم، وإذا كان الإنسان مريضا أو لدية عذر يفطر لكن أن يتحايل على الله عز وجل هذا لايليق.وأضاف أن مشكلة هذه اللاصقات في أمرين أنها تفقد الإنسان الوعي والشعور ببدنه وتوهمه بعدم الجوع أو العطش وفيه تحايل على الله وعلى العبادات الإسلامية. وقال الدكتور محمد عبد المنعم البرى عضو هيئة كبار علماء الأزهر انه ينبغي أن يهون كل شيء في سبيل حب الله من خلال العبادات وأهمها الصوم لأنه عبادة بين العبد وربه وهذه اللاصقات لم يرد فيها نص شرعي . ويضيف البري لذلك نحن بحاجة إلى مجمع فقهي عالمي في الأزهر للبت في هذه المستحدثات ولكن لايصح أبدا العبث بالدين وتعاليمه الحنيفة فهذه اللاصقات من المؤكد أنها تلعب بخلايا المخ ومن ناحية أخرى تحرق الكلفة أو الصداق للتقرب إلى الله وتقتل المشاعر الوجدانية للصائم وتلغى الصيام الذي هو مهر الحب لله عزوجل. واعتبر الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم ومستشار الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة إن اللاصقة الذي ظهرت في بعض الصيدليات ويستعملها بعض الناس لمنع أو لتخفيف الإحساس بالجوع أو بالعطش أثناء الصيام لاجرح فيه ولا يعد مفسداً للصوم ولا مبطلا له لأن الإحساس بالجوع والعطش ليس من أركان الصوم . فمن أركان الصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وليس اللاصق الطبي قاطعا لهذا الإمساك لأنه ليس طعاما ولا شرابا ولا يصل إلى الجوف عن طريق المنافذ الطبيعية كالفم والأنف والشرج ومن هنا لم يكن مبطلا للصوم ولا مفسدا له ثم إن الإحساس بالجوع والعطش مسألة معنوية للشعور بحاجة الفقراء والمساكين للطعام والشراب والتشبه بالملائكة في عدم تناول الطعام والشراب والشهوات. وأضاف أن مثل اللاصق الطبي في ذلك مَن ْ تسحر سحورا جيدا وشرب كمية من الماء فكان طوال اليوم يشعر بالشبع والري ولايشعر بجوع وعطش لأنة أخذ تموينا طوال يومه كافيا، ولم يقل أحد إن عدم الإحساس في هذه الحالة بالجوع أو العطش مفسد للصوم ومثله من يعمل ليلا وينام نهارا فإن النائم لايشعر بألم ولاعطش مع أنه مضطر للنوم حتى يقدرعلى العمل الليلي الواجب عليه ولم يقل إن النائم الذي لم يشعر بجوع أو عطش صيامه غير صحيح. وأكد أن اللاصق الطبي فوق الجلد الذي يمنع أو يخفف الإحساس بالجوع أو العطش لاشيء فيه مع الأخذ بعين الاعتبار إن الأولى والأفضل عدم استعماله لأن الرسول صلى الله وعلية وسلم راعى الطعام والشراب في فلسفة الصيام وأشار إلى ذلك بقولة من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله بحاجة في أن يدع طعامه وشرابه مع قوله أيضا ربه صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.