أكد الدكتور أحمد عاطف دردير رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق ورئيس شعبة الجيولوجيا بنقابة المهن العلمية أن حادث الدويقة وتساقط وانهيار أحجار جبل المقطم لن يكون آخر الحوادث من هذا النوع .. مشيرا أن تساقط الصخور من حواف الهضاب على سفوحها ظاهرة طبيعية معروفة على مستوى العالم وخاصة في مناطق الجفاف والصحارى.. وقال دردير الثلاثاء "إن هذه الظاهرة بطيئة الحدوث عادة ولكن سوء التخطيط وعشوائية البناء الذي أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي من خلال الصخور الجيرية إلى صخور الطفلة الموجودة تحتها أدى إلى تسارع تساقط الصخور نتيجة للضغط الذي ولدته صخور الطفلة على الصخور الجيرية نتيجة لتمددها بفعل المياه". وأشار أن هناك الكثير من التوصيات التي وردت في دراسات سابقة أعدها الخبراء الجيولوجيون ومهندسون جيوتقنيون ومن أبرزها حظر البناء في مناطق الخطورة التي تم تحديدها والواضحة للعيان في التقارير والخرائط السابق إعدادها منذ عام 1993. وقال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق "إن هذه الدراسات دعت للعمل بهدوء على التحكم والسيطرة على عمليات الصرف الصحي والإسراف العشوائي في استخدام المياه في المباني بالهضبة العليا والوسطى. ودعا دردير إلى تعيين مراقبين مهنيين من ذوي الخبرة والتدريب العالي لاستقراء الظواهر الجيومورفولوجية "التغير الجيولوجى بالشكل" للمرور على مناطق الخطر بصفة دورية حتى عمق الهضبة لمعاينة أية آثار واضحة على الأراضي من شقوق أو صدوع. وأشار أنه بإلقاء نظرة على التركيب البنائي الجيولوجي لهضبة المقطم يتضح أنها مكونة من حجر جيري يتخلله أحيانا طبقات رقيقة من الطفلة التي يبلغ سمكها أكثر من 50 مترا ترسو على طبقات سميكة من الطفلة الطينية القوام التي تمتد إلى مستوى الأرض المستوية أسفلها وحتى عمق بعيد. وأكد الدكتور عاطف دردير أن زحف عشوائيات المساكن باتجاه السفح الطيني بل وصعودها إلى أعلى متجاوزة أحيانا الصخور الطينية وصولا إلى طبقات الصخور الجيرية التي تعلوها يؤدى إلى حدوث انهيارات صخرية وتداعياتها كما حدث في الدويقة. (ا ش ا)