هيفاء وقمر ودياب بعيدون عن الواقعية تجربة أغنية كامننا يوجد فن مختلف عن أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب تحية إلى شعبان عبد الرحيم شعراء العامية في مصر في حالة استعلاء الفرق الغنائية هي المستقبل حاوره: أيمن عدلي تصوير: محمد اللو قال الشاعر الغنائي عنتر هلال إن الأغنية المصرية كانت ولا تزال في مقدمة الغناء العربي بالإضافة إلى تجربة الرحبانية مع فيروز، لكن هذا لايخفى أن الأغنية المصرية تمر بمنحنى خطير ولحظة ضعف وفى تصريح خاص لموقع "أخبار مصر" www.egynews.net استدرك عنتر هلال بأنه توجد مشاريع فنية ناجحة فيوجد لدينا فنان بحجم محمد منير وهو لديه مشروعه الغنائي الجميل وأيضا هاني شاكر نجم العرب ولا يزال يخرج من عباءة الأغنية المصرية فنانون مثل أصالة ووردة الجزائرية بالإضافة إلى احتضاننا العديد من تجارب الآخرين مثل تجربة كاظم الساهر وتجربة الغناء الخليجي التي خرجت من مصر فمصر هي التي تبنت الأغنية الخليجية ووضعتها أمام الجمهور العربي ولولاها مابرحت الأغانى الخليجية مكانها فنحن تسببنا في " شكل" لمحمد عبده ولطلال مداح وبالتالي خرجت سلسلة المطربين الخليجيين من مصر. الشيء الآخر أن الغناء الخليجي "وقع" في فترة قريبة واستعاد عافيته مرة أخرى عندما غنوا بالطريقة المصرية والشاهد على ذلك تجربتي نبيل شعيل والجاسمى وتجارب أخرى كثيرة جدا بدأت تغنى باللهجة المصرية حتى المطرب محمد عبده بدأ يغنى بالطريقة المصرية وأيضا عبد المجيد عبد الله. وأعرب عنتر عن اعتقاده أن الغناء المصري مازال مهيمناً على هذه المنطقة فلا يوجد أي خوف على المغنى المصري لأن الملحن هنا والموسيقى الرائعة هنا في مصر والشعر الجميل هنا أيضا وإذا كان لديهم الأحدث أهلا بهم فضلا عن أن الأغنية المصرية أحد المشاريع الناجحة لبذرة التكامل العربي وقد تكون في يوم من الأيام هي السبب في تقريب وجهات النظر بين الجميع. وحول وضع الأغنية العربية والمصرية قال هلال أنا أعتبر أن الأغنية بشكل عام في منعطف خطير لكن مشكلة المشكلات أن الأغنية منفصلة تماماً عن حياة الناس فالناس في وادٍ والغناء في وادٍ آخر ومن المفروض أن دور الأغنية أن تصاحب الناس في حياتهم وتترجم أحلامهم وواقعهم وأحزانهم وأفراحهم وطموحاتهم وتهون عليهم الحياة بمعنى أن تكون رفيقة الدرب لكن الواقع غير ذلك. هيفاء وقمر ودياب بعيدون عن الواقعية وأضاف: "نسمع الآن عن الأغانى التي تدور في حلقة ضعيفة جداً أو في مربع صغير جدا كل اهتمامه الفراق والخصام والعتاب والتقديس والتعبد في المحبوبة "شعرها وعيونها وخدودها" كل هذا بعيد كل البعد عن الواقع الموجود فمن المفروض أن الغناء عند العرب يترجم هذا الشعور وللعلم فإن الغناء الحقيقي الذي أتحدث عنه ويترجم أحلام الناس هو "الغناء الشعبي" الذي نعتبره نحن كمثقفين دون المستوى لكن أنا أرى أن غناء الناس الشعبيين أوقع بكثير جدا من الغناء الذي نسمعه من عمرو دياب أو مصطفى قمر أو هيفاء أو آخرين فكل مايحدث من غناء لايترجم حياة الواقع العربي أو المواطن العربي بأي حال من الأحوال. وحول اختلاف أذواق الجمهور لنوعيات الأغانى قال هلال: إن الناس أحبت عبد الحليم وأم كلثوم وفريد ونجاة وهذا طبيعي لأنه أصبح في جيناتنا وتكويننا الجسماني فترسخ في وجداننا وفى حياتنا لكن بجوار هذا النوع من الغناء يوجد غناء حقيقي مختلف عن غناء عبد الحليم وأم كلثوم فتوجد نوعيات أخرى مختلفة ولكن هناك أغانى هابطة وتعريف الأغنية الهابطة هي التي تعبث بقيم الناس الأخلاقية والعرف العام فمثلا أغنية تتحدث وتكاد تصرح بالحركة على أماكن وتفصيلات جسم المرأة هذه تصبح أغنية هابطة لأنه يوجد خط أحمر وتتجاهل الحياء والعرف العام.. أنا لاأستطيع التحدث مع أى إنسان وأتلفظ بألفاظ خارجة عن الذوق ولهذا توجد أغانٍ تخرج عن الذوق وتخرج عن الإطار الشرعي المعروف والمتفق عليه. تجربة أغنية كامننا وعن كامننا قال: عندما قمت بعمل أغنية كامننا لم أجرح ولم أخدش حياء أى إنسان أنا تحدثت بلغة بسيطة سهلة تليق تماما بأبطال الفيلم وهذه مواصفات أبطال الفيلم فأنا لا أستطيع أن أكتب بلغة أخرى لفئة الصنيعية ولكن كانت هذه هي لغتهم التي تعبر عن أحلامهم في فيلم" إسماعيلية رايح جاى" شاب يبيع فل في إشارة مرور لغة الشباب الصغير لكن لم أخرج عن الذوق العام ولم أخدش حياء أحد ولا تدخلت في أية معتقدات دينية ولا تحدثت في الجنس أو في السياسة ولا العرف العام ولا أى شيء آخر. فالأغنية الهابطة هي التي تعبث بالعرف العام الذي اتفق عليه المجتمع فهذا صحيح وهذا غلط فيوجد بلدان لها عرف عام آخر مثل أوروبا التي من الممكن أن تسمح مساحة العرف العام لديهم أن يتحدثوا بألفاظ أشد جرأة وأشد مكاشفة فتعريف الأغنية الهابطة يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن بيئة لبيئة ومن زمان لزمان أخر. وأشار هلال إلى حالة تراجع عام على جميع المستويات بما فيها المستوى الديني فالبعض يقول نحن مؤمنون بما وجدنا علية آبائنا وهذا المبدأ مرفوض لأن حركة الحياة للأمام والفن نشاط إنسانى لابد أن يجدد نفسه أولا بأول. يوجد فن مختلف عن أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب وذكر أن البعض تربى على عبد الوهاب وأم كلثوم فهذا شيء جميل لكن نأخذ في الاعتبار عدم مصادرة الآخر وهذه هي تجربة تامر وعامر وحماقى هذه تجارب قابلة تماما فيما بعد للتحسن فأية تجربة تقبل الخطأ والصواب والزمن كفيل أن يفلترها. فالبقاء دائما للأصلح ففي عصر عبد الحليم حافظ كان هناك نماذج سيئة والتاريخ أسقطها من حساباته وكان يوجد مطربون يتسمون بالهشاشة فمثلا تجربة التلبانى وماهر العطار ومها صبري هؤلاء كانوا في عصر عبد الحليم حافظ وسقطوا من التاريخ واستمر الآخرون الأفضل ولذلك لابد وأن الزمن يأخذ دورته ولكن دائما يوجد جديد. فكل الموجودين على الساحة على درجات متفاوتة فكلهم مقبولون والآن أصبح لدينا حرية في الاختيار ولدينا تنوع فأصبح لدى الجمهور فرص للبحث عن المطرب المفضل والمحبوب لكن فى الماضي كان الضوء على ثلاثة أو أربعة فقط والناس لايوجد لديها خيارات كثيرة الآن الخيارات أكثر. تحية إلى شعبان عبد الرحيم فعلى سبيل المثال كنت ترى في الماضي نوعية واحدة من الشاي في السوبر ماركت الآن ترى جناحا كاملا للشاي وجناح كامل للمربات وجناح كامل لكل شيء هذا هو الجديد الذي لابد أن نؤمن به. وبالرغم من ذلك فإن كل المطربين الموجودين الآن على الساحة لايساوى عدد مطربين مقاطعة واحدة في ألمانيا بينما نحن 80 مليون نسمة فلابد أن يكون هناك مطربون كثيرون نسبة إلى عدد السكان ويصبح لكل مغن تجربة منفردة وأنا أحب أن أحيي المطرب" شعبان عبد الرحيم" لأنه لديه تجربة متفردة وأيضا محمد منير له تجربة متفردة لكن أنا لا أحي حماقى ولا لؤي ولا حسام حبيب ولا محمد محي كلهم يتغنون بنفس الوتيرة وبنفس الموضوع لكن لا تستطيع أن تأخذ أغنية من منير وتعطيها لحماقى أنا أقصد كل واحد له سمة مميزة أو شخصية مستقلة. شعراء العامية في مصر في حالة استعلاء وحول مستوى كلمات الأغانى قال عنتر هلال للأسف أنا غير راضٍ عن مستوى الكلمة الآن لماذا أولا حزين جدا لأن شعراء العامية في مصر في حالة استعلاء عن النزول إلى ساحة الغناء أنا أتمنى أن كل شعراء العامية يكتبون أغانى ولكن هم تاركون الساحة وينظرون بنظرة فوقية للأمور لمجموعة من الكتبة والذي يأتي منهم بجديد نادر جدا بمعنى أنه لايوجد المطرب المقاتل الذي يقبل أن يتبنى تجربة أغانى جريئة مثل محمد منير والمقاتلين الوحيدين الذين يحرصون على تناول أغانى بشكل جديد هو "كاظم الساهر" و"محمد منير" وأحيانا "محمد محيى" وأيضا شعبان عبد الرحيم يقوم بعمل ذلك سواء اختلفنا أو اتفقنا معه لكن آتى بمواضيع وكلمات جديدة ومتميزة. وحول مستقبل شباب الشعراء عبر عنتر هلال عن صدمته من أحوالهم وقال أنا مصدوم للأسف فكلماتهم وفكرهم عجوز.. نفس المواضيع والمضامين القديمة الفراق والهجر والسلوى نفس سهر الليالي وخذ قلبي وهات قلبك، فلابد وأن يكتبوا تجربتهم في الحياة. وأوضح أنه في هذا التوقيت توجد لغة مختلفة ولغة جديدة ومواضيع جديدة أصبحت معاناة الحب تختلف عن زمان فزمان "مريت على بيت الحبيب مجرد أن تراه هذا أمل ولو شافه حبيبة، يصبح هذا أمل الآن رنة فقط أو الشات بمعنى أن الدنيا تغيرت لكن الكلام لم يتغير أنا سبق وقلت الأغنية منفصلة عن الواقع وبداية الانفصال الكلام نفسه. وحول المشاريع المقبلة للشاعر عنتر هلال وهل هي تختلف عن الأعمال السابقة قال أنا لدى مشكلة وهى البحث عن الجديد وهذا ربما يكون السبب في عدم الكتابة بكثرة لان البحث عن الجديد يأخذ وقتا ومجهودا وأيضا ما هو الجديد المفروض أن ابحث عنه وهذا يتطلب البحث عن مضامين ومفردات وشكل جديد في الكتابة فضلا عن البحث عن شخص يكون لديه الشجاعة لطرح هذا العمل أمام الناس ومن هو الملحن الذي يستطيع أن يترجم هذه الكلمات المنتقاة وأيضا من هو المنتج المقاتل القادر على الصرف على هذا المشروع كي يرى النور فمشكلة الفنون يوجد بها العديد من الأطراف مشتركين فيها وليس عمل فردى. الفرق الغنائية هي المستقبل وأكد أن الأغنية المصرية تحتاج إلى من لديهم فكر جديد ومؤمنين بفكرة التجديد الجريء وأزعم أن الفرق الغنائية هي الوحيدة القادرة على إفراز هذا الشكل مثل فرقة وسط البلد والعديد من الفرق الأخرى. فلابد وأن نهتم بهذه الفرق ولو اهتممنا بهذه الفرق سوف تكون هي المتسببة في جلوس العديد من المطربين في البيوت بصراحة فالأصوات الجديدة الموجودة في المحافل الثقافية وفى ساقية الصاوي لو رأت النور شكل الغناء سيتغير لأنهم يقولون كلاما جديدا وأنا أدعو الجميع إلى رؤية هؤلاء الشباب الواعي ولابد أن تزيد قاعدة الإعجاب بهم ولابد أن نحتضنهم ونشجعهم لأنهم هم أملنا في التجديد. الجمهور المصري مسكين لأنه لايوجد أمامه بدائل فلا يوجد إلا فلان وفلان هم الموجودون في الصورة فلو وجدنا البديل وطرحناه سوف يختلف الأمر. وعلى الإعلام دور في إظهار هذه الفرق وأن تعطيهم حقهم في الظهور في النور والحفلات لأن لديهم فكرا طموحا وجديدا يستحق الإعجاب والتشجيع. واختتم الشاعر عنتر هلال حديثه قائلا: مهما حصل للغناء المصري فهو بخير قد يمر بمنحنى بمنطقة القاع لكن دائما هناك منطقة قمم إنما أملى كبير أن يأتى جيل من الشعراء الموهوبين يعبرون عن زمانهم وتجربتهم الحقيقية الواقعية الآنية بجد وبصدق وأتمنى أن يجتمع الشباب من الشعراء والملحنين على المغنيين ويقوموا بتشكيل مجموعات ومجاميع ويخرجوا بها للناس لايوجد داع للتعلق بالكبار والتمسك بهم لأن الكبار مغرورون وليس لديهم جديد فأنا أقول لهم اتركوا الكبير لأنه لا يمكن أن يعطيني الفرصة ،فلقد كان يوجد منذ فترة قريبة تجربة لحميد الشاعري وكان يسير في هذا الطريق اعتمد على الله ثم على أصدقائه وعلى كل جيله وكون كوكبة استمرت فترة كبيرة حتى استنفدت الغرض منها فعلى هذا الجيل الاعتماد على الله ثم على نفسه ويسلم نفس التجربة ويكمل.