حذّر مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير أمس من أنّ تعاطي المخدرات الاصطناعية أخذ يستقر في معظم البلدان المتقدمة «لكنه بدأ في التفاقم في الدول النامية» مثل شرق آسيا وجنوب شرقيها وفي الشرق الأوسط، خصوصاً في الخليج. ويتبيّن من التقرير الذي أجراه المكتب للوقوف على مدى انتشار تعاطي «الأمفيتامين» و»الميثامفيتامين» و»الإكستاسي»، أنّ تناول هذه المخدرات، يفوق تناول الكوكايين والهيروين معاً. وتقدَّر قيمة السوق العالمية للمنشطات «الأمفيتامينية» بحوالى 65 بليون دولار سنوياً. وأشار التقرير إلى أنه «بعد الزيادات الكبيرة التي شهدتها أواخر تسعينات القرن الماضي - حين كان بعض المخدرات مثل الميثامفيتامين يُعتبر العدو الأول - استقر تعاطي المخدرات الاصطناعية في أميركا الشمالية وأوروبا وأوقيانيا، بل وتراجع. لكنّ المشكلة انتقلت إلى أسواق جديدة خلال السنوات القليلة الماضية». ورأى التقرير أن آسيا، بتعدادها السكاني الضخم وبحبوحتها المتنامية، تشهد زيادة في الطلب على هذه المخدرات. ففي عام 2006 أبلغ نصف الدول الآسيوية تقريباً عن زيادة في تعاطي «الميثامفيتامين». وفي السنة ذاتها، ضبطت السعودية ما يزيد على 12 طناً من الأمفيتامين (معظمها في الشكل المعروف بالكابتاغون) وشكّلت هذه الكمية نسبة كبيرة بلغت ربع إجمالي المنشطات الأمفيتامينية المضبوطة في العالم»، بحسب تقرير الأممالمتحدة. ونبّه المدير التنفيذي للمكتب، أنطونيو ماريا كوستا، في معرض إطلاق التقرير في بانكوك، أمس، إلى «أنّ المنشطات الأمفيتامينية تستعمل كمنشط رخيص وفي متناول الجميع في زمننا هذا المتسم بالتسارع والتنافس - وذلك للتسلية في الملاهي الليلية (خصوصاً في الغرب)، ولزيادة القدرة على التحمّل في خطوط التجميع الصناعي وخلف عجلة القيادة (في الشرق)». وحذّر كوستا من «الاعتقاد الخاطئ بأنّ المخدرات الاصطناعية لا تؤذي: إذ يُقال إنّ الأقراص لا تقتل أو تنشر الإيدز وفيروسه ... إن هذا الأمر يؤدي إلى التراخي في المواقف والسياسات وفي تنفيذ القانون، ويفضي بالتالي إلى تباطؤ التدابير العلاجية».