لقى 23 شخصا مصرعهم وإصابة 46 آخرين السبت إثر انهيار بعض الكتل الصخرية على مجموعة من العشش السكنية بمنطقة الدويقة في حي مدينة نصر -شرقي القاهرة- وذلك وفقا لآخر بيان صدر عن وزارة الصحة والسكان. وقد قام بعض المواطنين بأخذ اقاربهم من الضحايا القتلى والفرار بهم من موقع الحادث خشية ان يتم تحويلهم الى مشرحة زينهم. وتقوم قوات الانقاذ حاليا بمواصلة جهودها الحثيثة لبحث عن ضحايا جدد تحت الانقاض، كما تم مخاطبة وزارة الكهرباء لتوفير المولدات الكهربائية الازمة لمواصلة العمل ليلا. ويتابع الرئيس مبارك الحادث بإهتمام حيث أمر بتحرك أجهزة الدولة المختلفة لمساعدة المصابين وانتشال الضحايا. زيارة بعثة مجلس حقوق الإنسان صرح المستشار جمال شومان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ان مكتب الشكاوي بالمجلس دفع على الفور ببعثة لتقصي الحقائق وتقديم تقريرا حول الحادث، موضحا أن هذا التقرير سوف يطرح عددا من المقترحات والتوصيات حتى يمكن أن نتلافى مثل هذا الحادث مستقبلا. وأضاف شومان أن مهمة البعثة هى الوقوف على كافة الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بسكان المنطقة من جراء هذا الحادث. محافظ القاهرة: توفير وحدات سكنية للأسر المتضررة وأعلن الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة قيام المحافظة بتوفير وحدة سكنية لكل أسرة من متضرري حادث الدويقة وذلك في منطقة منشأة ناصر التى تضم مشروع بناء 10 آلاف وحدة سكنية تم تسليم عدد كبير منها حوالي 6 آلاف وحدة وباقى 4 آلاف وحدة سيتم الانتهاء منها قريبا . وصرح محافظ القاهرة خلال تفقده السبت لموقع حادث انهيار جزء من هضبة الدويقة على المساكن والعشش العشوائية المقامة أسفلها، مشيراً أن المحافظة قررت صرف تعويضات للأسرة المتضررة وفقا لحالات الإصابة أو الوفاة بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار 24 ساعة برئاسة المهندس مختار الحملاوي نائب المحافظ للمنطقة الشرقية وتضم مدير الإسكان ومديري مديريات التضامن الاجتماعي والشئون الصحية ومدير الأمن وسكرتير عام المحافظ. وتابع "وزير" خلال تفقده لموقع الحادث عمليات الإنقاذ وتوفير وسائل الإنقاذ اللازمة من سيارات الإسعاف والإنقاذ المركزي والأوناش وذلك للاطمئنان على عمليات سرعة رفع الأنقاض وإنقاذ المصابين وإخلاء المنطقة وخاصة المساكن المقامة على حافة الجبل وحصر المتضررين من الانهيار تمهيدا لتسكينهم. وأصدر الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تعليماته بإقامة معسكر من الشئون الاجتماعية داخل مركز شباب منشأة ناصر لاستقبال الأسر المتضررة لرعايتهم وتوفير كافة احتياجاتهم خلال الفترة القادمة.كما أصدر تعليماته لمدير مديرية الشئون الصحية برفع درجة الاستعداد بالمستشفيات لاستقبال المصابين ومتابعة حالاتهم . وذكر وزير أنه تم حتى الآن استخراج 13 جثة ونقل 24 مصابا إلى مستشفى الحسين الجامعى. من جهة أخرى، أكد اللواء حسن كاظم رئيس غرفة العمليات المركزية بالمحافظة أن أعمال الإنقاذ جارية بكل قوة وتتولى عدد من شركات المقاولات والقوات المسلحة وأجهزة المحافظة المختلفة والدفاع المدني التعاون في نقل الأسر الموجودة بالمنطقة لتسكينها فورا فى مساكن الشباب بمنشأة ناصر ومتابعة إنقاذ المصابين ورفع جثث المتوفين. وأكد أن مديرية الشئون الاجتماعية انتهت من عمل معسكر الإيواء الذي طالب المحافظ فور وقوع الحادث بإقامته وبدأت غرفة العمليات عملها برئاسة المهندس الحملاوي فى الإجراءات الخاصة بمتابعة أية طوارىء تطرأ في موقع الحادث. القوات المسلحة تدفع بوحدات إنقاذ دفعت القوات المسلحة بعدد من وحدات الإنقاذ التابعة لها للمساعدة في إخراج الضحايا والناجين في حادث الإنهيار الصخري الذى وقع صباح السبت بمنطقة الدويقة شرق مدينة نصر. وتقوم عناصر من وحدات الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة بجهود كبيرة لإخراج المصابين والناجين من تحت الأنقاض بمنطقة الحادث التي تتميز بوعورة شديدة. ومن المقرر أن تبدأ فى وقت لاحق السبت معدات الإنقاذ الثقيلة عملها فى موقع الحادث للمساعدة في إخراج الناجين والضحايا. وتقوم قوات الأمن حاليا بإزالة بعض الإشغالات الموجودة بالطرق الخاصة بالمنطقة حتى يتسنى للأوناش والحفارات الدخول إلى المنطقة والمساعدة في رفع الكتل الصخرية الضخمة لإنقاذ ما تحتها من ضحايا. وتجرى حاليا اتصالات بين محافظة القاهرة وكل من وزارة الداخلية ووحدات الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة لفتح طريق للوصول إلى الحادث وإدخال معدات إنقاذ ثقيلة. ويواصل رجال الإنقاذ جهودهم للبحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض حيث تم الاستعانة بسلاح "كلاب الشرطة" للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض نظرا لكبر الكتل الصخرية المنهارة. وكانت قوات الأمن قد قامت بإخلاء عدد آخر من المنازل بسبب ظهور بعض التشققات الجديدة فى جبل بخيت الذي انهارت منه الكتل الصخرية الكبيرة. وناشد رجال الدفاع المدني والإطفاء وقوات الأمن المواطنين بإخلاء المنطقة من التجمعات التي تعرقل عملية الإنقاذ. ومن المتوقع أن تستمر عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض أكثر من ثلاثة أيام، وقد تم نقل المصابين والقتلى إلى مستشفيات الزهراء ومشرحة زينهم. مستشفى الحسين تستقبل المصابين وفى سياق متصل استقبلت مستشفى الحسين الجامعي 16 حالة من حادث الدويقة حتى الآن من بينهم 15 مصابا وحالة وفاة واحدة. وصرح الدكتور أسامة قايد مدير المستشفى أن فريق الأطباء بالمستشفى قام بعمل الإسعافات والفحوصات اللازمة لهذه الحالات وتم إدخالها فى أقسام الجراحة العامة وجراحة الأطفال والمخ والأعصاب وغيرها.. موضحا أن الإصابات تتعدد ما بين كسور بقاع الجمجمة ونزيف داخلى وكسور وارتجاج بالمخ وكسر بعظمة الفخذ وكسور بأجزاء مختلفة بالجسم وغيرها. النيابة العامة تعاين حادث الدويقة كما انتقل فريق من نيابة غرب القاهرة برئاسة السيد عمرو قنديل رئيس النيابة إلى موقع حادث الانهيار الصخري وقام فريق المحققين بإجراء معاينة تفصيلية للحادث وبعمل حصر مبدئي للتلفيات التي وقعت من جرائه. وقررت النيابة ندب مفتش الصحة للكشف على جثث المتوفين حيث صرحت النيابة ظهر السبت بدفن 10 جثث. كما قررت ندب الدفاع المدني للقيام بمهام الإنقاذ اللازمة لمعرفة أسباب الحادث وكذلك تشكيل لجنة من وزارة الصناعة لفحص التربة ولمعرفة أسباب انهيار الكتل الصخرية. وكلفت النيابة الجهات الإدارية المختصة باتخاذ إجراءات تأمين المساكن وقاطنيها في المواقع المجاورة للحادث حفاظا على الأرواح والممتلكات. ونتقل عدد من أعضاء النيابة العامة إلى المستشفيات التي يعالج بها المصابون.. وقاموا بسؤالهم عن ظروف وملابسات الحادث وأسباب الإصابات التي لحقت بهم من جرائها. وقال محافظ القاهرة عبد العظيم وزير إن جبل الدويقة قد انفصل وإن 38 عشة عشوائية قد انهار فوقها الجبل وأضاف أن إزالة الصخور تحتاج إلى معدات عملاقة وأضاف أن كل الأجهزة مستمرة فى عملها حيث يتم تدبير وحدات سكنية. وقال حيدر البغدادي نائب عن دائرة الدويقة إن هناك قرارا لإزالة الصخور ولكن عمليات الإزالة تتم بطريقة بطيئة. ومن جانب آخر صرح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن الرئيس مبارك أمر بنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة والعمل على سرعة إخراج الضحايا وتقديم الدعم اللازم لهم وتوفير أماكن إيواء للمتضررين الذين انهارت منازلهم فى هذا الحادث. وأضاف الدكتور نظيف أن الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي يدرس حاليا كيفية تعويض المضارين وأن الحكومة ستعمل على تعجيل خطة معالجة العشوائيات للعمل على الانتهاء منها التي وصفها بأنها تنقسم إلى نوعين الأولى مبان سليمة أقيمت على أسس هندسية ولكن غير منظمة وهى ما نحاول تحسينها أما النوع الثانى فهو عشوائى ويجب إزالته. وطالب بضرورة توعية المواطنين بعدم إقامة المباني في المناطق الخطرة بجوار جبل المقطم. وأشار أنه سيعقد اجتماعا وزاريا لمتابعة الحادث والوقوف على أسبابه ودراسة كيفية تعويض المتضررين وتسكينهم فى مساكن الإيواء. (ا ش ا)
