أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سرديوكوف للصحفيين أن روسيا أكملت سحب قواتها من جورجيا الجمعة في الساعة 5015 ت ج. فيما أكدت وزارة الداخلية الجورجية الجمعة أن الجيش الروسي لم يكمل انسحابه من جورجيا وأنه لا يزال موجودا في العديد من المدن نافية ما أعلنته موسكو. وكان رئيس مجلس الأمن الجورجي كاخا لومايا أعلن في وقت سابق الجمعة أن القوات الروسية غادرت بلدة جوري الجورجية المهمة، وأضاف أنها تنسحب من المناطق المحيطة بالبلدة. فيما أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن نحو مائة آلية عسكرية روسية غادرت الجمعة مراكزها المتقدمة داخل الأراضي الجورجية وسلكت الطريق باتجاه أوسيتيا الجنوبية. وفي تعليق أمريكي نادر لإقرار التحركات الروسية الأولى في جورجيا وصف السفير الأمريكي في موسكو أول رد عسكري للكرملين الجمعة بأنه شرعي بعد تعرض القوات الروسية في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي في جورجيا لهجوم. وانتقد مسئولون أمريكيون بينهم الرئيس الأمريكي جورج بوش بشدة رد فعل روسيا لكنهم لم يركزوا على سلسلة الأحداث الأولية التي أدت إلى تفجر الصراع في الإقليم بين روسيا وجورجيا حليفة الولاياتالمتحدة. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن روسيا تنتهك التزاماتها بمغادرة الأراضي الجورجية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو "الانسحاب لا يجري بسرعة كافية إذا كان قد بدأ حقا." وأضاف قوله "يجب أن يحدث الانسحاب وأن يحدث الآن." وأضاف قوله إنه لا يمكنه أن يتصور أي ظروف يمكن للولايات المتحدة فيها أن تتعاون عسكريا مع موسكو إلى أن يحل الوضع في جورجيا. ومن المقرر أن تبرز واشنطن مساندتها لجورجيا الطامحة في الفوز بعضوية حلف شمال الأطلسي الجمعة بإرسال المدمرة الأمريكية ماكفول إلى البحر الأسود الفناء الخلفي للبحرية الروسية لتسليم مؤن إغاثة إلى جورجيا. واندلعت الحرب بعدما حاولت جورجيا استعادة سيطرتها على الإقليم الذي تدعمه روسيا مما دفع موسكو لشن هجوم مضاد. وقال مسئولون عسكريون روس إن هناك قوات تعزيز ستعاد إلى داخل أوسيتيا الجنوبية ومن هناك ستسحب إلى الأراضي الروسية في غضون عشرة أيام. وفرق المسئولون بين تلك القوات ومن يصفونهم بأنهم قوة حفظ السلام، وقالوا إن هذه القوة ستبقى إلى أجل غير مسمى في أوسيتيا الجنوبية وفي منطقة عازلة حولها. وبهذا ستظل قوات روسية داخل قلب الأراضي الجورجية وقريبة من الطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب الذي يعتمد عليه اقتصادها. بعثة من البنك الدولى الى جورجيا وفي واشنطن قال البنك الدولي إنه سيرسل بعثة إلى جورجيا لتقييم الأضرار الاقتصادية التي خلفتها المعارك، وقال البنك أيضا إنه سينشيء صندوقا للمساعدة في دفع نفقات إعادة إعمار جورجيا. وضغط حلف شمال الأطلسي على روسيا لتسحب قواتها سريعا من جورجيا وجمد الحلف هذا الأسبوع اتصالاته مع روسيا بسبب الصراع. وردت روسيا بقولها إنها ستجمد تعاونها العسكري مع لاتفيا وأستونيا والنرويج. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة ويريد أن تنضم دولته الصغرى السوفيتية سابقا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي إنه لن يسمح بهذا. وقال "لن تكون هناك مناطق عازلة ولن نعيش أبدا مع أي مناطق عازلة ولن نسمح أبدا بشيء مثل هذا." برلمان أوسيتيا يطلب من روسيا الاعتراف بالاستقلال. وفي سياق متصل، طلب برلمان جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا الجمعة رسميا من موسكو الاعتراف باستقلال هذه الجمهورية عن جورجيا . وأوضحت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي أن البرلمان قدم هذا الطلب إلى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ومجلس الاتحاد الروسي. وجاء في إعلان البرلمان الذي أوردته ريا نوفوستي أن "الجمهورية تمتلك كل صفات ومقومات الدولة السيدة". يأتي هذا الطلب بعد أسبوعين على العملية العسكرية التي نفذتها روسيا في جورجيا لمنع القوات الجورجية من استعادة السيطرة على هذه الجمهورية الانفصالية الصغرى والواقعة على الحدود بين روسيا وجورجيا. وكان رئيس أوسيتيا الجنوبية أدوارد كوكويتي دعا روسيا الخميس خلال تجمع عام حضره ألف شخص على الأقل في العاصمة تسخينفالي إلى الاعتراف باستقلال الجمهورية. وقال كوكويتي "لقد استحقينا العيش في جمهورية حرة" منددا بعملية "الإبادة الجماعية" التي استهدفت شعب أوسيتيا الجنوبية كما قال. والخميس أيضا دعت أبخازيا الجمهورية الجورجية الانفصالية والموالية لروسيا أيضا موسكو إلى الاعتراف باستقلالها وذلك خلال "مؤتمر وطني" جمع الآلاف في الساحة الرئيسية للعاصمة سوخومي. وصوت المحتشدون وبينهم أعضاء في جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية الأبخازية برفع الأيدي على هذا الطلب. (ا ف ب/ رويترز)