تدفق مساء الأحد آلاف من التونسيين على مسرح قرطاج لمشاهدة مسرحية "خمسون" التي تطرح قضية التطرف الديني والحريات في تونس بجرأة غير مسبوقة حيث تنبش المسرحية في حقبات زمنية مختلفة منذ استقلال تونس عام 1956 من بينها طرق معالجة زحف الفكر المتطرف.. وجاءت أحداث المسرحية مترابطة حيث تروي قصة شابة تدعى أمل انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد أن تحولت من الاشتراكية إلى الفكر المتشدد لتجد نفسها متورطة في قضية تفجير قامت بها صديقتها (جودة) في معهد ثانوي. تحدث هذه الفاجعة اضطرابا في كامل البلاد محركة بذلك آليات مقاومة الإرهاب البوليسية وواضعة وجها لوجه النظام السياسي الصارم والديمقراطيين المغلوبين على أمرهم والإسلاميين والمتشددين والمواطنين الراضخين غير المبالين. حداد على درويش وقبل عرض مسرحية "خمسون"للمخرج التونسي الفاضل الجعايبي ضمن أنشطة الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان قرطاج وقف المتفرجون دقيقة صمت ترحما على روح الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي توفي السبت بعد مضاعفات عقب خضوعه لجراحة في القلب في مستشفى بولاية تكساس الأمريكية. وأشاد المتفرجون الذين قاطعوا العرض عدة مرات بالتصفيق الحار بجرأة الطرح الذي لم يتعودوا عليه حيث جاء الجزء الأكبر من المسرحية يتحدث عن التعذيب في مخافر الشرطة. ويستمر مهرجان قرطاج حتى 17 من الشهر الحالي بعروض مع الفنان الجمايكي شاون بول والعراقي كاظم الساهر والمصرية أنغام والتونسية أمينة فاخت. (رويترز)