جلست أنا وصديق لي نتندر حول تقرير لارتفاع مبيعات السلع الفاخرة في الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تنتشر فيه المجاعات بين الشعوب الفقيرة. وسألني هل تتخيل أن هناك شنطة جلد صغيرة بثلاثين ألف دولار فقلت له إنني أخشي أن اشتريت مثل هذه الشنطة أن أصاب بعقدة الذنب لأني ارتكبت خطأ.. في حق من لا أعرف. ولذلك لا تتعجبوا من أنني لم أصدم كثيراً لأن نور الشريف تعري في فيلمه "ليلة البيبي دول" ليجعل للفيلم قيمة سياسية وفنية وسينمائية غير مسبوقة!! رغم أنني أحد أعضاء "جمعية مناهضة العري" حتي لو كان في إطار الحبكة الدرامية!!.. لكن الصدمة داهمتني عندما علمت أن الفيلم تكلف أربعين مليون جنيه ليقدم لنا صورة صارخة من التناقض في ظل المشاكل التي يواجهها محدودو ومتوسطو الدخل.. فكم من المشكلات التي تعانيها بلدنا في العديد من المجالات. صندوق العجائب لكن هذا البلد أصبح الآن مثل صندوق الدنيا تري فيه عجب العجاب ولا أصدق بالطبع عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة لكن العجب من شعب يضرب ويلمع شعره ب "جل".. بمليار جنيه!! فقد أظهرت تقديرات أن مبيعات "جل" الشعر في مصر وصلت إلي مليار جنيه سنوياً. لكن الناس مقامات فهناك محدود الدخل الذي يشتري عبوات الأرصفة التي لا تزيد علي 175 قرشاً. بينما يشتري الأثرياء العبوة المستوردة ب 18 جنيهاً. وتؤكد الأرقام أن المصريين من أكثر شعوب المنطقة الذين يشعرون بعدم رضا عن "سحنتهم" حيث تجري سنوياً عمليات جراحة الشيخوخة. وشد الوجه. والجفون. والأنف. وتجميل الثدي وشد البطن بقيمة 4.2 مليار جنيه وهو رقم يؤكد الخبراء أنه مرشح للزيادة. المحمول ورناته ونفقاته!! هل تعلم أن المصريين ينفقون سنوياً نحو 186 مليون جنيه علي نغمات ورسائل المحمول التي تتنوع بين الصور. ومقاطع من الفيديو كليب التي يتناقلها الشباب فيما بينهم والتي غالباً ما تكون إباحية للأسف الشديد!! ويجد الشباب إياه من مستخدمي المحمول فيها فرصة لاستعراض أذواقهم الموسيقية.. أما شركات بيع الموسيقي وتقديم خدمة المحمول فتجد فيها فرصة لإقامة سوق محمية من القرصنة لتسويق الأغاني والأغاني المصورة وغيرها من وسائل الترفيه علي أجهزة الهاتف المحمول.. ويصل سعر النغمة الواحدة إلي 5.1 جنيه. فيما أصبح الشباب يتفاخرون فيما بينهم بالصور. والرنات والرسائل علي هواتفهم المحمولة. وقد أدي انتشار المحمول إلي التأثير علي عملية الادخار التي تراجعت بنسبة 15% بسبب الإنفاق علي المحمول ففي عام 2005 أرسل المصريون رسائل بنحو 600 مليون جنيه ويتصلون يومياً بما يزيد علي 22 مليون جنيه. وأكدت دراسة أجراها مركز استطلاع الرأي بمركز معلومات مجلس الوزراء أن نفقات دردشة المصريين علي الهاتف وشراء المحمول في عام 2004 تكاد تعادل نفقات علاج البطالة المتفشية بين الشباب والتي تصل إلي حوالي مليوني عاطل. قالت أحدث دراسة في هذا الصدد أصدرها مجلس الوزراء: إن المصريين أنفقوا خمسة مليارات جنيه علي الكلام في الهاتف وشراء أنواع حديثة من الهواتف المحمولة التي تنتشر بشكل كبير بين المصريين. وقدرت الدراسة أن هذا المبلغ يعادل النفقات المطلوبة تقريباً للقضاء علي مشكلة البطالة. استغربت الدراسة اقتناء كثير من الشباب العاطل للهواتف ودفع فواتير أو كروت شحن شهرية باهظة علي الرغم من عدم وجود مصدر دخل ثابت أو إرهاق ميزانية أسرهم الضئيلة بهدف الظهور بالهاتف المحمول كنوع من الوجاهة الاجتماعية. وأن 6.74% من مستعملي الهاتف المحمول يستخدمونه للدردشة مع الأهل والأصدقاء وليس لغرض هام. وكشفت الدراسة أن 74% يستخدمون الهاتف النقال للثرثرة مع الأهل والأصدقاء والزملاء. وأن 11% يستخدمونه في برامج المسابقات. وفي حين أن 52% يستخدمونه لأغراض العمل. وأن 20% من المصريين يستخدمون الرنات و16% يستخدمونه في إرسال الأغاني والرسائل الصوتية. كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري أن ما تم استيراده في العام الماضي من السلع الكمالية والرفاهية. وصل إلي مليار جنيه في عام واحد. وأشار التقرير إلي أنه تم استيراد 3 آلاف طن من الشيكولاتة بما قيمته أكثر من 43 مليون جنيه. ولبان ب 5.3 مليون جنيه. وآيس كريم بكميات تصل إلي 217 طناً تقدر قيمتها بأكثر من 4.5 مليون جنيه. أما الكريز فقد تم استيراده بكميات تقدر بنحو 412 طناً. بمبلغ يصل إلي 2.6 مليون جنيه. وتم استيراد كميات من الفستق. تقدر بنحو 990 طناً قيمتها حوالي 11 مليون جنيه. وكميات تصل إلي 804 أطنان من المشمش المجفف. تقدر قيمته بنحو أكثر من 7.5 مليون جنيه. ونحو 11 ألف طن من جوز الهند قيمتها أكثر من 49 مليون جنيه. وكميات من البندق تقدر بنحو 1130 طناً تصل قيمتها حوالي 12 مليون جنيه.. وكميات لوز تصل إلي 1242 طناً. قيمتها نحو 14 مليون جنيه. وكميات جوز تقدر بنحو 959 طناً قيمتها 10 ملايين جنيه وقمر الدين نحو 6 آلاف طن قيمتها تصل لأكثر من 30 مليون جنيه. وعنب جاف زبيب كميات تصل إلي 2.7 ألف طن قيمتها 10.7 مليون جنيه. أكدت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حجم الإنفاق السنوي علي مراسم العزاء من إقامة السرادقات الفخمة وأجور القراء ونشر التعازي في الصحف ومصروفات الجنازة يصل إلي مليارين و250 مليون جنيه سنوياً. يأتي هذا رغم الاحصائيات التي تؤكد أن 48% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر. كما توضح الدراسة أن مليارا و250 مليون جنيه تنفق علي السرادقات وحدها. ومليارا علي الإعلانات والنشرات بالجرائد اليومية. وفي تقرير آخر لجهاز التعبئة والإحصاء بمصر والذي كشف عن بعد آخر في القضية. وهو أن المبالغ التي ينفقها المصريون علي العزاء تزيد علي ما ينفقونه في الأفراح. خاصة أن فاتورة العزاء ترفعها الإعلانات التي يتم نشرها بالجرائد والتي يتراوح سعر الصفحة بها بين 150 و200 ألف جنيه. ومع تزايد الحرص علي إقامة عزاء يليق بالأسرة فإن سوق مستلزمات العزاء تغيرت ملامحها عن ذي قبل. حيث ارتفعت تكاليفها وأضيفت لها مفردات جديدة لزوم الوجاهة الاجتماعية. فأسعار حجز قاعة العزاء بالمساجد تصل إلي 500 جنيه. أما في المساجد الكبري إلي 3 آلاف جنيه. هذا غير أجر القارئ. أما الفراشة التي يتم إقامة السرادقات بها فقد شهدت هي الأخري تقاليع غريبة بعد أن امتلأت بأفخم أنواع السجاد والنجف والكراسي. ولكن الأكثر غرابة فهو أسعار المقابر وطرز بنائها فنجد أن سعر المقبرة الواحدة وصل إلي 100 ألف جنيه. وهو سعر يعادل سعر شقة في أرقي أحياء القاهرة. ولعل هذه الظاهرة ناجمة عن ظهور طبقة من الأغنياء أصحاب الثراء الفاحش لكن الطبقة المتوسطة أيضاً تأكلها نار الغيرة وتكلف نفسها فوق طاقتها لتدخل في منافسة فيما بينها حتي تبدو من "علية" القوم أو الباشوات الجدد "الفي آي بي" . منتجع "الأحلام" للسادة الكلاب!! خبر عاجل وهام.. أول فندق 5 نجوم للكلاب في مصر بالجيزة.. اعتقد أن أول من يهمه هذا الخبر هم مئات الآلاف من المصريين من سكان العشوائيات والمقابر. بينما لا يجد آخرون حتي هذه المساكن لتقيهم برد الشتاء وحر الصيف وأسألوا أطفال الشوارع. والحكاية ببساطة أن رجل أعمال مصرياً عاش في بريطانيا لبعض الوقت شعر بالشفقة إزاء مواطنين غلابة!! يقتنون كلاب لكن عند سفرهم لا يعرفون ماذا يفعلون بها. ففكر في بناء فندق لهم. وتم التصريح بإنشاء فندق خاص لرعاية الكلاب في مزرعة تعم الخضرة ارجاءها في الجيزة بالقري من الطريق الصحراوي المؤدي إلي الساحل الشمالي في مصر. وعلي مساحة تبلغ من 7 إلي 8 فدادين لتدريب وتسلية الكلاب. حيث يوجد حديقة كبيرة تنتشر في أركانها الزهور ومزودة ببركة خاصة للسباحة. ويقوم الفندق باعداد برنامج خاص للكلاب. يتضمن توفير كل وسائل الراحه له منذ لحظة وصولهم. حيث يتم تقليده بميدالية محفور عليها اسمه وكل المعلومات الخاصة بالفندق. ويوضع كل كلب في غرفة مخصصة له. مساحتها تقريباً 3 أمتار في 2 متر مليئة بالألعاب ويوجد بها صرف صحي. بالإضافة إلي وجود المياه المعدنية. كما يحظي الكلب بجليس خاص له. ومع دخول الليل يبدأ عزف موسيقي في أجنحة إقامة الكلاب لتعينها علي الاسترخاء والهدوء.