الهدية تقدم بوصفها رمزاً أو وسيلة للتعبير عن الحب والمشاعر الإنسانية الصادقة التي نكنها لأشخاص يحتلون في قلوبنا مكانة عظيمة، ليس المهم أن تكون الهدية غالية الثمن لكي تكون مؤثرة ولكنها تعطي صورة عن مدى تقديرنا لمن سنقدمها له. ومن منا لا يحب أن يتلقى هدية في مناسبة ما. وما يوازي ذلك الشعور ابتسامة رضا وكلمة استحسان من شخص نالت إعجابه الهدية التي قدمت له. من جانب آخر لم تعد الهدية صعبة الاختيار، مقارنة بتغليفها الذي بات محيرا ومستنزفا للمال. فقبل سنوات كانت هذه المهمة تعتمد على مجهود صاحب الهدية، الذي يقوم بشراء ورق التغليف والشرائط، ويبدأ بعد ذلك في تغليفها بطريقة عادية.. وتختلف عن بعضها بالشرائط التي تربط وتزين بها، وقد تكون شرائط من الورق أو القماش أو السّاتان، كما كانت تقدم داخل كيس عادي من الورق المقوى قبل ظهور الأكياس الملونة المطبوعة برسومات وأشكال متنوعة تتناسب مع المناسبة التي ستقدم فيها الهدية. أما في الوقت الحاضر فنلحظ تنافس الكثيرين في مسألة تغليف الهدية وتقديمها، خاصة بعد ظهور أماكن متخصصة في هذا الفن.. وما يميز بعضها البعض هو مدى تفنن وإبداع المنسق الذي يعتمد على ذوقه وأفكاره الجنونية. إبداع في التغليف في هذا الإطار . تقول إليازية الكندي: أحب تغليف الهدية بأسلوب ابتكاري وإبداعي أكثر من التغليف التقليدي.إلا أن النمط الأخير نحتاجه في مناسبات معينة هي التي تفرض الأسلوب التقليدي..وأذكر أنني قمت بعمل هدية بنفسي، حيث صنعت سجادة صغيرة نقشت عليها بعض الكلمات والحروف، كما عملت وساده وغلفتها بسوليفان وزينت الأخير بشرائط ملونة وزاهية. أما حمدة علي البلوشي فتشير قائلة: أحب أن تكون الهدية متميزة بطبيعتها التي تبدو عليها، والتي أستمدها من وحي المناسبة التي قدمت فيها الهدية، وللشخص الذي سأقدم له.. و«للبرستيج» المتبع في طريقة تقديمها، فالهدايا مختلفة، أحيانا تقدم ببساطة عالية، وأحيانا تكون مرفقة بورود، وأحيانا تقدم باحتفال يقام خصيصا لتقديمها. أسس اختيار الهدية وعن الأسس التي تتبعها في اختيارها للهدية تقول: أهتم بداية لعمر الشخص وجنسه بداية، ثم اهتم لما يحب ويرغب به، وأفضل أن تكون الهدية التي اختارها ذات حجم مناسب فلا أحب شراء هدية بحجم كبير ولا بحجم صغير، بل أفضل الحجم المتوسط.. فمن واقع خبرتي بالهدايا وبالمجال الذي اعتدت أن استمر فيه لممارسة موهبتي الهدية المتوسطة محيرة حينما نقدمها لانه من الصعب توقع محتواها. و تضيف متحدثة عن أفكارها ومقترحاتها في تقديم الهدايا قائلة: إن الأمر يعتمد على نوع الهدية، فالزوجة حينما تفكر بإهداء الزوج عليها التركيز على الجانب الكلاسيكي، وبالنسبة للهدايا بين الأصدقاء المقربين فلابد من مراعاة عدة أمور منها اختيار أغلفة الهدايا والإكسسوارات والملحقات مع الهدايا. وتدلي ليلى عبد الله بأفكارها في تقديم الهدايا فتقول: أحب أن تكون دائماً طريقة التغليف مميزة، ولذلك كل ما أجده أمامي يمكن أن أصنع منه هدية.. فمثلاً زوجي اشترى «شماغ» وكان صندوقها سميكا وجميلا، فأخذت الصندوق واشتريت قماش حرير لونه عنابي وغلفته بطريقة جميلة جداً لأني جعلت القماش «متكرمشا» وزينته ببعض الورود المجففة.. وأيضاً الصحون الكبيرة أزينها بالورود المجففة ثم أغلف الهدية بتغليف بسيط جداً وأضع عليها وردة صغيرة أو بطاقة صغيرة ثم أضعها بداخل الصحن الذي أضعه في نفس الوقت بداخل قماش شيفون وأكمل تغليفه.. وكذلك من علب العطور التي تكون كبيرة فأفرغها وأغلفها من الداخل والخارج وأستغلها بتقديم الهدايا. الهدايا عند حواء وتضيف: وكذلك الحال عند حواء فهي تفضلها مغلفة بطريقة أنيقة، وهذا ما على الرجل أن يفهمه، لذلك سيدي الرجل عليك بتغليف هديتك جيدا واختيار الألوان التي تحبها لأن زوجتك ستقدرك أكثر حينها لأنها تدرك مدى تعبك وجهدك كما ستقدر انك منحتها من وقتك الثمين ليس لشراء الهدية فقط، بل لتغليفها بطريقة تعبر عما تفكر به. وتقول وداد راشد: أنا أبدع في تقديم الهدايا وأعتبر طرق وأفكار تغليف الهدية هواية بنسبة لي.. وأول شرط أحب توافره عند تقديمي الهدايا هو عنصر المفاجأة، والأمر الثاني هو الإبداع في التغليف وبطاقة جميلة بها كلمات معبرة. وتضيف: وبشكل عام أنا لا أفضّل تبادل الهدايا في المناسبات العامة فللهدايا لغة خاصة أكثر بلاغة من لغة الكلام لما تمتلكه من تأثير في نفس كل من مهديها والمهداة إليه، وفي كثير من الأحيان تكون الهدية تعبيراً عن الحب والشوق أو الأسف أو الشكر. وتردف: وكم يسعد الإنسان أن يفاجئ من يحب بهدية غير متوقعة حتى ولو كانت كلمة شكر أو هدية رمزية. محلات متخصصة زرنا بعض المحلات المتخصصة في مجال تغليف الهدايا.. لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع.وفي هذا الإطار يقول علاء الدين إبراهيم المتخصص في تغليف الهدايا وتزيينها بمحل في دبي: تشهد محلات تغليف الهدايا ازدحاما شديدا في المناسبات، وقبل يوم الحب بأسبوع. فالكثيرون يشترون هديتهم ويتوجهون إلى تلك المحلات قبل الاحتفال لأسباب نفاد اللون الأحمر من الأسواق. ويضيف: الطريف أن حب البعض لورق التغليف يدفعهم في بعض الأحيان إلى الاحتفاظ به للذكرى، خاصة إذا كانت مقدمة من شخص عزيز أو كانت مغلفة بطريقة جد مبتكرة أو إذا كان ورق التغليف غريب أو فاخر. من جهتها توضح عايدة بطي المهيري (شابة إماراتية تعمل في مجال تزيين وتغليف الهدايا): عالم هذا الفن متغير دائما وليست هناك خطوط ثابتة متبعة في طريقة عملها لأنها تعتمد على الهدية في حجمها وشكلها ونوعها إلى جانب المناسبة. فهدية يوم الميلاد مختلفة عن هدية يوم الأم، وكذلك عمر المهدي إليه فالكبير غير الصغير. وتضيف: من الأفكار المتميزة في مجال تقديم الهدايا تغليف الهدية بالقماش وتربط بطريقة ما وتزين بالورود الفاخرة الاصطناعية أو الطبيعية أو المجففة، وأحيانا يوضع دبدوب أو أرنب من القماش القطني، وتوضع الهدية بداخل كيس يصنع من القماش أيضا وقد يكون سادة من الشيفون أو منثور عليه قليلا من الخرز أو الفصوص مع العلم انه يكون غاليا كأقمشة فساتين السهرة. وتردف: هناك من يستخدم خام الفلين ليشكل منه أشكالا فنية شبيهة بالمنحوتات التشكيلية مصبوغة بألوان مختلفة مزينة بالورود أو القلوب أو الدمى، والإقبال عليها كبير.. وكثيرا ما يكون الزبون في عجلة من أمره ويريد شيئا جاهزا، وفي هذه الحالة ما عليه إلا أن يشير بإصبعه للقطعة الفنية التي يريد أن يغلف هديته التي اشتراها من المحل، ونقوم بلصقها ووضع بعض اللمسات الفنية عليها، ثم تغليفها بورق السولوفان.. وإذا تحدثنا عن أسعار هذه المهمة فهي بالمئات.. وكلما كانت الخامات مكلفة والطريقة تحتاج إلى بعض الجهد والتنسيق ارتفع سعرها ليتجاوز أحيانا سعر الهدية نفسها. إضاءة من المعروف حب الناس وعشقهم لكل ما هو مخفي عن العين. فالفضول قاتل كما يقال، ومن هنا جاءت فكرة التغليف على ما يبدو.. وتستشهد بمواقف الطفل المتكررة مع الهدايا التي تقدم له خصوصا تلك التي تقدم في حفلاته الخاصة. فالطفل يفضل الهدية المغلفة ويتحمس لها أكثر ويفتحها متشوقا ليرى ما بداخلها، ويفرح كثيرا إذا جلدت بورق عليه شخصيات كرتونية على عكس ما إذا قدمت له هدية لم تغلف. فلحظات التشويق متعة بحد ذاتها.