فاقت خسائر الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية جراء سرقة الكوابل، خلال السنة الماضية ,2007 ال196 مليار سنتيم. في وقت تشير فيه الأرقام المستقاة بأنها قاربت ال 4 ملايير سنتيم خلال السداسي الأول من السنة الحالية. أكد مدير مصلحة حماية الأملاك التابعة للمديرية الجهوية الكائن مقرها بعنابة السيد نور الدين سليماني، في تصريح ل''الخبر''، أن هذه السرقات مست الكوابل والعتاد بمختلف أنواعه من محولات وحاملات إشارات ولوحات وأعمدة السكة، ووصلت إلى حد نزع شقي السكة والإبقاء على الألواح التي تربط فيما بينهما. أكد هذا المسؤول بأن عمليات السطو على عتاد السكة الحديدية أخذت في التنظيم والتوسع أكثر، فبعدما كانت تقتصر على سرقة الأسلاك النحاسية على مستوى الوطن، توسعت أكثر، خاصة بعد فتح باب تصدير الحديد، وبدأت تظهر عصابات مختصة في سرقة كل شيء حتى مرتبطة بشبكات دولية تنشط في هذا الإطار. وتستعمل كمحاولة لتضليل مختلف أجهزة الدولة القصر، نظرا لانعدام عقوبات ردعية تسلّط على هؤلاء، مما يصعب كثيرا الوصول إلى مسيريها الحقيقيين إلا في حال ضبط شاحنات معبأة بهاته المواد على وشك تهريبها لخارج البلاد. وأشار السيد سليماني إلى أنه تم تسجيل 34 عملية سطو منذ بداية السنة الحالية، وهي مطروحة أمام القضاء تتعلق بالاعتداءات على القطارات والسرقة مع تحطيم الآليات والرشق بالحجارة وحوادث السكة التي يتسبب فيها وضع حواجز في طريق القطار، حيث ذكر محدثنا في هذا الشأن بأنه يتم اللجوء إلى هذه الحيلة بغرض الاستيلاء على مواد منها الحديد، نظرا لنوعيته الجيدة، وغلاء سعر القطعة الواحدة منه في السوق العالمية، وكذلك ما تحتوي عليه القاطرات من كميات هائلة من مادة الفحم الحجري المستورد والموجه إلى مؤسسة ''ميتال ستيل''. كما تمت سرقة ما يقارب ال2000 متر طولي من الكوابل و20 قطعة تربط فيما بينها، وكوابل هاتف تربط بين محطتين من محولات السكة والهواتف من نوع ''أومني بيس''، وهو ما يؤدي إلى حوادث خطيرة؛ حيث تضطر إزاءه الشركة إلى تطبيق قانون تسيير القطارات، وهو ما يكلفها الكثير من الجهد، فضلا عن الخسائر في الممتلكات والتي طالت مختلف التجهيزات عبر محطات السكة الحديدية بالولايات الستة التي تشرف عليها: فالمة، عنابة، سوق أهراس، تبسة وسكيكدة، من بينهما عمليتان تمتا مؤخرا بكل من بوشفوف ومجاز الصفاء بفالمة. وهذا في وقت تجري بهما أشغال تجديد خطوط الكهرباء للقاطرات تمتد من مجاز الصفاء وحتى سوق أهراس. المشروع الذي تتولى تسييره الوكالة الوطنية للاستثمار. هذا ما جعل كل الإجراءات والاحتياطات التي تقوم بها مهددة على الدوام، فضلا عما يتعرض له العمال من تهديدات بالسلاح الأبيض من مجهولين. وبخصوص خط السكة الحديدية الذي يمتد من فالمة بوشفوف إلى حدود بلدية الخروب بقسنطينة والمعطل منذ سنوات طويلة، ذكر بأنه تم تسجيله، وهو أمام الوزارة الوصية ضمن مشروع يضم 1400 كلم من خطوط السكة الحديدية، إضافة إلى مشروع آخر يخص ولاية عنابة بطول 120 كلم يمتد منها وحتى مدينة طبرقة التونسية، وكذا مشاريع أخرى مستقبلية تمتد من السنة القادمة 2009 إلى غاية 2012 جاري العمل بها وتخص مناطق متفرقة، إذ يتم تجديد السكة الحديدية على طول 885 كلم ومشروع آخر مزدوج السكة بطول 438 كلم.