اجتمع الرئيس التركي مع رئيس هيئة أركان القوات المسلحة التركية السابق الخميس وسط جهود لتخفيف حدة التوتر السياسي بسبب مؤامرة انقلاب عسكري زعم تدبيرها. واهتزت تركيا الأسبوع الماضي لاعتقال اثنين من كبار قادة الجيش المتقاعدين وبعض رجال الأعمال والصحفيين البارزين جميعهم من منتقدي الحزب الحاكم ذي الأصول الإسلامية للاشتباه في أنهم يسعون للإطاحة بالحكومة. وذكرت وكالة الأنباء التركية الأناضول- أن الرئيس عبد الله جول بحث مع الجنرال حلمي أوزكوك رئيس أركان الجيش السابق مؤامرة مزعومة للإطاحة بحكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عندما كان أوكوك في منصبه. كان زعماء المعارضة في تركيا طلبوا من جول الأسبوع الماضي التدخل لتخفيف حدة التوتر المتزايد. وواجه تعيين جول رئيسا لتركيا معارضة من المؤسسة العلمانية بها. وقال "أوزكوك" للصحفيين بعد اجتماع مع جول في قصر الرئاسة استمر أكثر من ساعتين "لا بد أن الرئيس كان يريد الحصول على قدر أكبر من المعلومات التفصيلية لأنه دعاني." وتابع أن المحادثات "كانت تتعلق أكثر باقتراحاتي التي نشرت في صحيفة في إشارة إلى مقابلة معه دعا فيها إلى تدخل شخصية جديرة بالثقة ليس لديها أي طموحات سياسية لتخفيف حدة التواتر السياسي في تركيا. وتشتبه المؤسسة العلمانية التركية - التي تضم الجيش والقضاء- أن حزب العدالة والتنمية يسعى لتحويل تركيا إلى دولة إسلامية الأمر الذي ينفيه الحزب. ومن المتوقع أن تبت المحكمة الدستورية خلال ثلاثة أسابيع فيما إذا كانت ستحظر الحزب. وردا على سؤال بشأن وجود خطة للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، قال أوزكوك لصحيفة ميليت اليومية "لن أقول إنه كانت هناك خطة ولن أقول إنه لم تكن هناك خطة." وأطاحت الانقلابات العسكرية على مدى الخمسين عاما الماضية بأربع حكومات منتخبة في تركيا، وأغلب المواطنين في تركيا مسلمون، لكنها علمانية رسميا وتسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي. ويحقق رئيس الإدعاء في إسطنبول مع جماعة "أرجينيكون" وهي جماعة قومية متطرفة للاشتباه في سعيها لتدبير انقلاب عسكري. واعتقل سينير أريوجور الذي كان قائدا لقوات الأمن وخورشيد طولون قائد الجيش الأول السابق للاشتباه في أنهما يقودان جماعة إرهابية تهدف للإطاحة بالحكومة. واعتقال مثل هذين المسئولين العسكريين الكبيرين أمر لم يسبق له مثيل في تركيا، حيث ينظر للقوات المسلحة تقليديا أنها فوق النقد. وشغل أوزكوك منصب رئيس هيئة أركان الجيش في الفترة بين عامي 2002 و2006 عندما خلفه الجنرال يشار بويوكانيت. ونفى الجيش- الذي انتقد الحكومة مرارا ويعتبر نفسه حارسا للنظام العلماني في تركيا- أي صلات بجماعة أرجينيكون. ومن المتوقع أن تشمل لائحة الاتهام- المؤلفة من 2500 صفحة- أسماء 85 متهما من بينهم 48 محتجزون، ومن بين المتهمين زعيم حزب قومي صغير ورئيس تحرير صحيفة قومية وضباط جيش متفاعدين. وستصدر لائحة اتهام أخرى ضد الجنرالين السابقين ورجل أعمال بارز و7 آخرين يشتبه بهم اعتقلتهم الشرطة في حملة مداهمات الأسبوع الماضي. (رويترز)