يواجه طلاب ثالثة علمي اليوم البعبع الكبير الشهير بامتحان الفيزياء. ورغم القلق والخوف الذي يملأ قلوب هؤلاء الطلاب الذين لايزيد عددهم هذا العام علي عشرات محدودة من الالاف بعد ان اختاروا برغبتهم وكامل ارادتهم هذه المادة.. فان هناك مالا يقل عن 50 الف طالب وطالبة من المقيدين بثانية ثانوي هذا العام يترقبون في شغف لحظات انتهاء امتحان الغد ليتخذوا القرار المصيري بالاستمرار في مسيرة العلمي أو الدوران للخلف والهروب الي الأدبي!! الطلاب وأولياء أمورهم يؤكدون ان صعوبة امتحان الفيزياء غدا سوف تهدد بانقراض طلاب العلمي في الثانوية العامة خلال العام القادم ويدللون علي ذلك بتناقص اعداد من يختارون الشعبة العلمية في السنوات الخمسة الاخيرة الي ادني مستوي في تاريخ هذه الشهادة. قالت ميري عادل طالبة علمي ان الفيزياء اساس العلمي وعندما يعزف اكثر الطلاب عن اختيار العلمي بسبب الصعوبة المعتادة لامتحان هذه المادة فهذا يؤدي الي تضخم اعداد الطلاب في القسم الادبي وينذر بتلاشي الاتجاهات العلمية لدي الطلاب واقتصاره علي الذين يحلمون بدخول كليات الطب أو الهندسة فقط. أكدت شيري ونيس طالبة علمي رياضة ان الطلاب عندما يختارون العلمي فهذه رغبتهم ولابد من مساعدتهم من خلال امتحان سهل وبسيط يضعه مجموعة من المختصين والخبراء بشكل يحبب الطلاب في دراسة العلوم بصفة عامة ومادة الفيزياء بصفة خاصة فالناس بالطبيعة تخاف من العلمي الذي أساسه الفيزياء وخاصة أولياء الأمور الذين يفضلون عدم تحطيم أعصابهم ويفرون الي القسم الأدبي. أما كريستين هنري فتؤكد أنه لابد من تعديل سياسة وضع الامتحانات مشيرة الي ان واضع الامتحان لايراعي القدرات العقلية والفروق الفردية بين الطلاب فدائما يأتي امتحان الفيزياء صعباً للغاية وهذه الصعوبة تؤدي الي تفضيل الطلاب للاتجاه للقسم الادبي باعتباره الاسهل ويعتمد علي الحفظ ولايوجد فيه أي اجهاد أو اعمال وإذا استمر الوضع علي ماهو عليه فلن نجد طلابا يدرسون العلمي. طالبت بمراعاة وضع الامتحان في متناول الطالب حتي يحدث التوازن بين الاقسام العلمية والادبية. قالت الهام محمد ولي أمر طالب بالصف الثاني ان الفيزياء تمثل بعبع الثانوية العامة رغم أنها اساس القسم العلمي ولابد ان يأتي الامتحان سهلا حتي يكون هناك نوع من التوازن فابني منذ دخوله الصف الاول الثانوي حدد هدفه في الادبي ليرفع عن كاهلنا مصاريف الدروس الخصوصية وعدم تحطيم اعصابنا لان امتحانات العلمي تأتي صعبة. اضافت انه لابد من مراعاة الفروق بين الطلاب فليس معني ان يتم تخفيف الضغط علي كليات الطب والهندسة ان يتم ذبح أولياء الأمور والطلاب وضربهم في مقتل ووضع الامتحانات صعبة.اشارت نبيله عبدالحميد ربة منزل ولي أمر طالبة بالصف الثاني الثانوي إلي ان ابنتها فضلت الادبي علي العلمي بسبب السمعة السيئة لامتحانات الفيزياء والتي تعتبر سنويا الطامة الكبري وتتسبب في هروب اغلب الطلاب الي القسم الأدبي كنوع من الاستسهال. تتساءل لماذا لايأتي الامتحان سهلا حتي يقبل الطلاب علي القسم العلمي ويصبح لدينا علماء في جميع التخصصات التي تقوم علي الفيزياء.. مشيرا الي ان الامتحان من الممكن ان يكون بسيطا وفي نفس الوقت يقيس القدرات المختلفة التي يرغب واضع الامتحان في قياسها وبذلك نضمن عدم وجود فجوة ينهار علي اثرها القسم العلمي تماما. تشاركها في الرأي نادية صابر ولي أمر طالب بالصف الثاني الثانوي مؤكدة ان معظم الطلاب يهربون فعلا من العلمي لصعوبة امتحاناته وتبقي شريحة بسيطة جدا هي التي تفضل دخوله بناء علي رغبة أولياء الأمور وضمانا لايجاد مكان في كليات القمة فإذا حدث هذا العام ان جاء امتحان الفيزياء صعبا ككل عام فاتصور انه لايوجد اقبال علي القسم العلمي فيما بعد. أكد جمال منصور ولي أمر طالب في الصف الثاني الثانوي.. أنه رغم تركيزه خلال هذه الايام علي تشجيع ودعم ابنه الذي يؤدي امتحانات القسم العلمي.. الا ان قرار استمرار نجله في الشعبة العلمية يتوقف علي شكل الامتحانات للصف الثالث وفي مقدمتها مادة الفيزياء والتي تعد حجر الزاوية بالنسبة لطلاب العلمي. اضاف ان المواد العلمية تحتاج لحجم دروس اكبر من الشعبة الادبية علاوة علي انها تؤهل لكليات تحتاج الي مجاميع عالية تتجاوز 95% وهو مالايطبق في أي دولة في العالم. اشار مصطفي الجمل الطالب بثالثة ادبي إلي ان المشكلة ليست في المذاكرة ولا في تحصيل المواد الدراسية ولكن في أن الامتحانات العلمية كالرياضة والفيزياء عادة لاتقيس مستوي الطالب ولا مستوي تحصيله علي مستوي العام. وان المسألة في وضع الامتحانات ترجع الي عقلية وطبيعة واضع الامتحان والذي يتعمد وضع امتحان يعجز زملاءه من مدرسي المادة عن حله كما حدث في امتحان التفاضل والتكامل الاخير مشيرا الي انه اخذ القرار بترك الشعبة العلمية بعدما رأي مدي الصعوبة التي تأتي بها الامتحانات في القسم العلمي اضافة الي احتياجه لدرجات تتجاوز 93% لكي يدخل كليات القمة بالشعبة. حذر وائل يوسف مدرس أول كيمياء ان سياسة الإتيان بامتحان يفوق قدرات الطلاب في امتحان الفيزياء.. كفيل بهروب آلاف الطلاب من الشعبة العلمية العام القادم.. ان عددهم هذا العام لايتجاوز ثلث اعداد المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة هذا العام.. في حين ان اعداد طلاب الشعبة العلمية بالنظام القديم كانت اربعة امثال طلاب الشعبة الادبية. ناشد محمود مصطفي ولي أمر طالب بالشعبة العلمية المسئولين عن وضع الامتحانات مراعاة الظروف والضغوط النفسية التي يعيشها الطلاب.. في امتحان الفيزياء منوها ان صور انهيار الطلاب ومن بينهم نجله وبكاءهم عقب امتحان التفاضل والتكامل لن تفارق ذهنه ابدا.. مشيرا الي ان استمرار سياسة الامتحانات الصعبة.. كفيلة بهروب البقية الباقية من الطلاب من الشعبة العلمية في زمن العلم والتكنولوجيا والذي تحتاج فيها مصر الي ابداعات وطاقات ابنائها في هذا المجال.