المتهمون الخمسة يمثل خالد شيخ محمد -يعتقد أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة -وأربعة آخرون من المشتبه بتورطهم بالتخطيط لتفجيرات 11 سبتمبر 2001 أمام محكمة عسكرية في معتقل جوانتانامو الخميس بعد سبع سنوات من وقوع هذه التفجيرات. وقال المسئول البارز في المحكمة الجنرال توم هارتمان في تصريح "إن شيخ محمد تفاخربالتخطيط لهجمات 11سبتمبرعلى الولاياتالمتحدة لدى مثوله أمام محكمة عسكرية العام الماضي" مشيرا إلى أن شيخ محمد والمعتقلين الأربعة الآخرين سيمنحون فرصة أخرى للإدلاء بأقوالهم أمام المحكمة. كان الظهور العلني للمتهمين الخمسة هو الأول بعد القبض عليهم. ومنع الجيش الأمريكي التصوير الفوتوغرافي أو التليفزيوني لإجراءات المحاكمة ولكنه دعا عشرات الصحفيين وقليلا من ناشطي حقوق الإنسان للقاعدة البحرية لحضور المحاكمة. وجلس محمد في البداية دون قيود على المنضدة الأمامية مع هيئة الدفاع الخاصة به ومترجم. وكان أحد المتهمين الخمسة فقط مقيدا بالأصفاد. وسأل القاضي شيخ محمد ما إذا كان يتحدث الإنجليزية حيث رد بالإيجاب كما أوضح الأربعة الآخرون أنهم يتحدثونها ولكن مع احتفاظهم بحق الاستعانة بمترجم. وجلس المتهم الباكستاني خالد شيخ محمد -أكبر شخصية من ناشطي القاعدة تحتجزها الولاياتالمتحدة- إلى منضدة في قاعة المحكمة وبدا كهلا وبدينا ذا لحية رمادية طويلة. وكان يرتدي سترة بيضاء أنيقة وعمامة في تناقض مع القميص الداخلي القصير الذي كان يرتديه في الصور التي التقطت بعد أسره خلال مداهمة في باكستان في مارس اذار 2003. وقبل الافتتاح الرسمي لإاجراءات حذر القاضي الكولونيل بحري رالف كولمان من أنه سيقطع الإرسال الصوتي إلى القطاع الخاص بالحضور المحاط بجدران زجاجية عند الضرورة لمنع المراقبين من سماع معلومات سرية محتملة. ووقف شيخ محمد ليتلقى الأسئلة من القاضي العسكري كولمان وبدأ بدعاء باللغة العربية. وتحدث في بعض الأحيان باللغة الإنجليزية حيث أعرب عن رفضه للمحاكمة. وقال شيخ محمد إنه لن يقبل أي عملية قانونية لا تسير طبقا "للشريعة الاسلامية". وأضاف: "من منظور ديني، لا نستطيع قبول أي مواطن أمريكي ليمثلنا " حيث إن الجيش الأمريكي لا يزال يقاتل المسلمين في العراق وأفغانستان. أعرب خالد شيخ محمد عن أمله في أن يصدر بحقه حكم بالإعدام حتى "ينال الشهادة".وقال : "هذا ما أريده" وجاءت تصريحات شيخ محمد عقب تلقيه تحذيرا من القاضي العسكري الكولونيل رالف كولمان المشرف على محاكمته من رفض الأول تعيين هيئة للدفاع عنه حيث إن عقوبة الاتهامات الموجهة ضده بالتخطيط للهجمات هي الإعدام. وترددأن شيخ محمد اعترف في بيان خلال فترة اعتقاله بأنه خطط "من الألف إلى الياء" لهجمات 11 أيلول/سبتمبر بالإضافة لمجموعة من الهجمات والمؤامرات "الإرهابية" الأخرى. كما اعترف بقتل دانيال بيرل الصحفي الذي كان يعمل لدى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكيةعام 2002 في باكستان. ونشرت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" نسخة من بيان اعترافه في آذار/مارس 2007. وتشمل التهم الموجهة إلى المتهمين الخمسة 169 جريمة قتل في انتهاك لقانون الحرب بالإضافة إلى التآمر ومهاجمة مدنيين وأهداف مدنية وارتكاب أعمال إرهاب وخطف طائرات. هؤلاء المتهمون الخمسة هم خالد شيخ محمد الذي يعتبر "العقل المدبر" لاعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة ورمزي بن الشيبة وعلي عبد العزيز علي ووليد بن عطاش ومصطفى احمد الحوساوي. وقد اعتقلوا بين 2002 و2003 ونقلوا في 2006 الى قاعدة جوانتانامو البحرية في كوبا وهم يواجهون عقوبة الاعدام. الدفاع يشكك في أدلة الحكومة ويقول أستاذ القانون والمستشار القانوني لمحامي الدفاع جيفري كورن إن "الدفاع سيؤكد أن ادلة الحكومة مشكوك فيها. إذا كان تعذيبا فلن يكون مقبولا. كيف سيحدد القاضي ما يندرج في اطار التعذيب والإكراه؟". وكان خالد شيخ محمد ندد خلال جلسة استماع مغلقة في آذار/مارس 2007 نشر البنتاجون مقتطفات منها بتعرضه للتعذيب مؤكدا في الوقت عينه انه يتحمل كامل المسئولية عن اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر التي اودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص وكذك بمسئوليته عن قرابة ثلاثين اعتداء او تحضير لاعتداء. ورفض رمزي بن الشيبة المشاركة في هذه المحاكمة في حين اعترف وليد بن عطاش ومصطفى الحوساوي بالتهم الرئيسية الموجهة اليهما بينما نفى علي عبد العزيز علي اي علاقة له بالارهاب. وبالنسبة إلى خبير قانوني آخر فإن التهم الموجهة إلى الرجال الخمسة هي تهم صلبة. ويقول ديفيد ريفكين المستشار السابق للرئيسين السابقين رونالد ريجان وجورج بوش الاب "هناك ادلة دامغة. لقد اعترفوا جميعا بما اقترفته ايديهم وذلك خلال استجوابهم من قبل" مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" الذي لم يلجأ الى القوة المفرطة في هذه الاستجوابات. ومن المقرر أن تجري جلسة الاستماع الخميس في قاعة اقيمت داخل عنبر كبير احيط بسياج وقد جهزت بشكل يسمح للقاضي بمنع الحضور الذي سيتابع المحاكمة عبر الشاشة في قاعة مجاورة من الاستماع الى المداولات إذا ما تناولت امورا سرية. وتؤشر المقاعد المخصصة للمتهمين المجهزة بسلاسل لتقييدهم وكذلك الزجاج السميك الذي يفصل بين المقاعد القليلة المخصصة للحضور والصحافيين الى مقدار القلق الكبير الذي يساور الجيش من مغبة ما يمكن لهؤلاء الخمسة ان يقدموا عليه او ان يقولوه. وعدد المقاعد المخصص للحضور محدود. وهناك نحو ستين صحافيا توجهوا الى جوانتانامو فضلا عن مراقبين من المجتمع المدني. وبالمقابل ليس هناك ما يشير الى وجود مقاعد مخصصة لذوي الضحايا. واكد الجنرال توماس هارتمان المستشار القانوني للمحاكم العسكرية الاستثنائية انه في المستقبل ستتم دعوة عائلات الضحايا عن طريق السحب بالقرعة. وسيتاح للمتهمين الخمسة امكانية اولى للدفع ببراءتهم او المرافعة على اساس الاعتراف بالذنب. وقد يعلن بعضهم انهم لا يريدون المشاركة في الاجراءات وهي مقاطعة طرحها في الاسابيع الاخيرة نصف المعتقلين الاخرين البالغ عددهم نحو 12 في جوانتانامو الذين وجه اليهم الاتهام. وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أن شيخ محمد اعترف أنه نظم نحو 30 هجوما أو مشاريع هجمات لاسيما هجمات سبتمبر..ولكن "اعترافه" ربما شوهه اعتراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنه تم إخضاعه لأساليب استجواب عدائية من بينها أسلوب محاكاة الغرق. وكان شيخ محمد أحد ستة معتقلين في جوانتانامو اتهموا في بالتورط مباشرة في هذه الهجمات التي أدت إلى قتل نحو 3000 شخص عندما صدمت طائرات مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع وحقلا في بنسلفانيا عام 2001. يذكر أن خالد شيخ محمد ومعتقلين آخرين كانوا قد نقلوا إلى جوانتانامو من سجن سرى لوكالة المخابرات الأمريكية في معسكر سرى منفصلين عن السجناء الآخرين. وقالت متحدثة باسم المحكمة إن المتهم الباكستاني خالد شيخ محمد وأربعة متهمين معه دخلوا قاعة المحكمة طواعية ولم يتعين استخدام القوة لإخراجهم من زنازينهم لحضور الجلسة مثلما حدث مع بعض المتهمين في جلسات سابقة. المتهمون الخمسة خالد شيخ محمد خالد شيخ محمد الذي تصفه المخابرات الأمريكية أنه من أخطر الإرهابيين في التاريخ أقر "بمسئوليته عن هجمات 11 سبتمبر من أولها إلى آخرها"، حسب البنتاجون. كما اعترف شيخ محمد بضلوعه في 30 مخططا إرهابيا آخر غير 11 سبتمبر، بما في ذلك هجوم على ساعة بيج بين ومطار هيثرو بلندن، وقطع رأس الصحافي الأمريكي دانييل بيرل في باكستان عام 2002، وذلك حسبما جاء في تقرير عن جلسة الاستماع إليه بجوانتنامو. ويعتقد أن خالد شيخ محمد كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة قبل أن يتم القبض عليه في مخبأ بباكستان في مارس آذار 2003. وقد بقي رهن الاعتقال لدى السلطات الأمريكية في مكان سري منذ ذلك الحين إلى أن نقل إلى جوانتنامو في 2006. ويقول شيخ محمد الكويتي المولد والباكستاني الأصل إنه التحق بجماعة الإخوان المسلمين عن عمر يناهز 16 عاما. وبعد إتمام دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدة، توجه إلى أفغانستان للجهاد ضد القوات السوفييتية، حيث التقى شيخ محمد بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حسبما ورد في تقرير لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر. وشارك شيخ محمد أيضا في مخطط في الفلبين لتفجير طائرات ركاب فوق المحيط الهادي في 2005، فيما أطلق عليه "عملية بوجينكا"، كما استخدمت اعترافاته من قبل محامي الدفاع عن زكريا الموسوي، الفرنسي المغربي الأصل والمدان الوحيد في ملف 11 سبتمبر. وطد خالد شيخ محمد علاقاته بتنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا، حسبما تقول الاستخبارات الأمريكية. وفي أواخر 2001، أصبح من كبار القادة الميدانيين في تنظيم القاعدة، حيث شارك في عدة مخططات تستهدف الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ويقول الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إن شيخ محمد كان وراء تفجيرات 7 يوليو تموز 2005 بلندن. رمزي بن الشيبة رمزي بن الشيبة وفي محاكمة لتحديد وضع المقاتلين الأجانب في جوانتنامو، ذكرت الولاياتالمتحدة أدلة على كون رمزي بن الشيبة منسق هجمات 11 سبتمبر. وحسب نفس المصادر، فإن رمزي بن الشيبة أصبح من أبرز عناصر خلية لتنظيم القاعدة في مدينة هامبورج الألمانية بعدما طلب اللجوء إليها في أواخر التسعينات وواصل دراسات جامعية هناك. ويقول المسئولون الأمريكيون إن رمزي بن الشيبة التقى في 1997 بمحمد عطا، زعيم خلية هامبورج، واثنين آخرين من المجموعة التي اختطفت طائرات 11 سبتمبر، وهما مروان الشهري وزياد الجراح، وبعد عامين، توجه الأربعة إلى أفغانستان حيث التقوا بابن لادن. وتقول ذات المصادر إنه كان مقررا لابن الشيبة أن يكون ضمن المجموعة التي اختطفت الطائرات، لكنه لم يحصل على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. ومع ذلك، شارك في الهجمات بنقل الأوامر من قيادة التنظيم بباكستانوأفغانستان إلى عناصره بالولاياتالمتحدةوألمانيا، كما تكفل بسفرهم وتحويل الأموال إليهم. وتذكر المخابرات الأمريكية أن رمزي بن الشيبة غادر ألمانيا قبل الهجمات بأسبوع، حيث توجه إلى أفغانستان ثم إلى باكستان حيث تعاون مع شيخ محمد في مخططات لمهاجمة أهداف في الغرب، بما في ذلك خطة لإسقاط طائرة في مطار هيثرو. واعتقل رمزي بن الشيبة في باكستان في سبتمبر 2002 وتصفه الولاياتالمتحدة أنه غير متعاون. مصطفى أحمد الحوساوي مصطفى أحمد الحوساوي مواطن سعودي تقول الولاياتالمتحدة إنه أحد كبار المسئولين الماليين بتنظيم القاعدة الذين استعان بهم خالد شيخ محمد لتمويل هجمات 11 سبتمبر. وتعتقد السلطات الأمريكية أن الحوساوي التقى بعدد من قياديي القاعدة بما في ذلك أسامة بن لادن، بعد الهجمات بفترة وجيزة. كما وجدت سجلات لمعاملات مالية بين الحوساوي وعدة متهمين آخرين والمجموعة التي اختطفت الطائرات، كما تكلف بتنظيم سفر بعض منهم. علي عبد العزيز علي يتهم علي عبد العزيز علي المعروف أيضا باسم عمار البلوشي بكونه أحد أهم مساعدي عمه، خالد شيخ محمد، في عمليات 11 سبتمبر. ولد علي عبد العزيز علي في بلوشستان وترعرع في الكويت، وكان ملهمه الأكبر ابن عمه رمزي يوسف الذي سجن في الولاياتالمتحدة بتهمة تدبير تفجير مركز التجارة العالمي في 1993. ويقول مسئولون بالمخابرات الأمريكية إنه سلم مبالغ مالية لمختطفي طائرات 11 سبتمبر، وساعد خالد شيخ محمد على التواصل مع ريتشارد ريد المعروف ب"مفجر الحذاء" الذي دس متفجرات في حذائه وحاول إشعال فتيلها على متن إحدى الرحلات الجوية، وكذلك مع إرهابيين آخرين، منهم مجيد خان. وتقول نفس المصادر إن علي عبد العزيز علي تبنى بعد اعتقال عمه مسئولية مخطط اختطاف طائرة بمطار هيثرو بلندن وتفجير أهداف غربية في كراتشيبباكستان. وليد بن عطاش وليد بن عطاش تقول السلطات العسكرية الأمريكية إن اليمني وليد بن عطاش أقر بالتدبير لتفجير المدمرة الأمريكية يو اس اس كول في اليمن عام 2000، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 17 بحارا أمريكيا حسب حصيلة البنتاجون. كما أقر بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا، والتي خلفت 213 قتيلا عام 1998. وتقول الولاياتالمتحدة إن وليد بن عطاش المعروف أيضا باسمي توفيق بن عطاش و"خلاد" كان قياديا بارزا في تنظيم القاعدة منذ 1998 إلى أن اعتقل عام 2003. ويتهم بن عطاش أيضا بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر حيث التقى باثنين من مختطفي الطائرات، نواف الحمزي وخالد المحضار. وحسبما جاء في تقارير أجهزة المخابرات الأمريكية، فان بن عطاش اختير هو الآخر ليكون من مختطفي الطائرات، لكن تعذرت عليه المشاركة في العملية لاعتقاله لفترة وجيزة في اليمن في نفس العام. وتعتقد نفس المصادر انه كان حارس امن شخصي لبن لادن. ويقول المسئولون بالمخابرات إن بن عطاش كان يخطط لمهاجمة القنصلية الأمريكية في كراتشي إلى جانب علي عبد العزيز علي لكنه اعتقل خلال عملية أمنية في المدينة. ويتهم بن عطاش أيضا بالضلوع في مخطط يستهدف مطار هيثرو. وتثير المحاكم العسكرية الاستثنائية جدلا كبيرا. وقد شكلها الرئيس الأميركي جورج بوش نهاية العام 2001 وأبطلتها المحكمة العليا في 2006 لكن الكونجرس أعاد تشكيلها وهي تسمح باستخدام شهادات غير مباشرة أو انتزعت تحت الإكراه. ( ا ف ب )