حثت الأممالمتحدة العالم الخميس على الإقلاع عن الإدمان القاتل لثاني أكسيد الكربون وقالت إن الجميع يجب أن يتخذوا خطوات لمكافحة التغير المناخي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الاحتباس الحراري أصبح سمة مميزة للعصر وسيضر بالغني والفقير على السواء. وأضاف بان في بيان بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يحتفي به في مختلف أنحاء العالم وتستضيف العاصمة النيوزيلندية ولنجتون بعضا من احتفالاته "عالمنا في قبضة عادة كربون خطرة." وقال في كلمة لتعزيز شعار ثاني أكسيد الكربون "اقلعوا عن العادة" الذي يرفعه يوم البيئة العالمي هذا العام إن "الإدمان شيء فظيع.انه يستهلكنا ويسيطر علينا ويجعلنا ننكر حقائق مهمة ويعمي أبصارنا عن عواقب أفعالنا." وبدأ الاحتفال بيوم البيئة العالمي عام 1972 وهو اليوم الرئيسي للأمم المتحدة الذي تحتفي فيه بقضايا البيئة العالمية ويهدف إلى إعطاء وجه إنساني للمشاكل والحلول البيئية. وتعهدت نيوزيلندا التي تتباهى بجبال يكسوها الجليد ومضايق بحرية بدائية وشواطيء منعزلة كانت خلفية لفيلم "سيد الخواتم" بأن تصبح محايدة فيما يتعلق بالكربون. وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك"نحن نفخر بهويتنا الخضراء النظيفة كأمة ونحن مصممون على التحرك لحمايتها.نحن نقدر أن حماية المناخ تعني تغيرا في سلوك كل واحد منا." وأقامت نيوزيلندا مثل دول كثيرة عروضا فنية ومهرجانات بالشوارع لنشر الرسالة بشأن الكيفية التي يمكن للناس بها تقليص استخدام الكربون.وطلبت صحيفة نيوزيلند بوست من العاملين بها إن يحضر كل منهم مجلة أو كتابا إلى العمل وان يتبادلونه لتقليص مساهمتهم في إنتاج الكربون. وفي استراليا نظمت حديقة حيوان اديليد إفطارا في أجواء طبيعية لرؤساء شركات للتركيز على الكيفية التي يمكن بها لانبعاثات الكربون أن تهدد عادات الحيوانات. وفي داكا عاصمة بنجلادش يخطط الناس لتطهير بحيرة جولشان باريدارا الملوثة بصورة بالغة وفي كاتمندو سيركز مهرجان نهر باجماتي على تطهير النهر هناك. وتخطط كثير من المدن الأسيوية لحملات لزراعة الأشجار في حين ستفتتح مدينة بوني الهندية "معبد البيئة" للمساعدة في زيادة الوعي بالخضرة. وترتفع انبعاثات الكربون العالمية بسرعة من احتراق الوقود الحفري ويقول العلماء إن العالم يواجه بحورا مرتفعة وذوبان جبال ثلجية والمزيد من العواصف العاتية والجفاف والفيضانات مع ارتفاع حرارة الأرض. وأثناء قمة لمجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى في هوكايدو باليابان الشهر القادم من المقرر أن يتم إضفاء الصفة الرسمية على هدف اتفق عله قبل عام بأن انبعاثات الكربون العالمية ينبغي أن تخفض بنسبة 50 في المائة دون مستويات 1990 بحلول عام 2050 . وتعتقد بعض الدول بضرورة أن تكون التخفيضات اشد بما يؤدي إلى انخفاض بنسبة 80 في المائة في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 لمحاولة إضفاء الاستقرار على تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الجو والحد من ارتفاع حرارة الأرض. ويقول برنامج البيئة العالمي إن تكلفة جعل الاقتصاد العالمي صديقا للبيئة لن تزيد عن عشر الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى 30 عاما وستكون قوة دافعة للابتكار والشركات جديدة وفرص العمل. وحث برنامج البيئة العالمي على كفاءة أفضل في مجال الطاقة في المباني والأجهزة وعلى التحول تجاه إشكال أنظف ومصادر متجددة لتوليد الكهرباء وأنظمة النقل. وقال إن أكثر من 20 في المائة من الاستثمار الجديد في الطاقة المتجددة موجود في الدول النامية وان الصين والهند والبرازيل تستأثر بنصيب الأسد.وتوفر مصادر الطاقة المتجددة حاليا أكثر من خمسة في المائة من توليد الطاقة العالمية وتختص بنسبة 18 في المائة من الاستثمار الجديد في الطاقة. لكن الوكالة التابعة للأمم المتحدة قالت إن حوالي 20 في المائة من انبعاثات الكربون تأتي من إزالة الغابات وحثت الدول النامية على إنقاذ غاباتها للإبقاء على دورها الفعال في تخفيف آثار الكربون. (رويترز)