عقد الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى سلفيو برلسكونى الأربعاء أول قمة مصرية -إيطالية فى إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المعززة والتى ستعقد دوريا وبشكل متبادل ودورى بين البلدين حيث عقدت القمة بين الزعيمين فى قصر/فيلا ماداما/ بقلب العاصمة الإيطالية روما. وقد ركزت مباحثات القمة والتى تعد الأولى لرئيس الوزراء الإيطالى برلسكونى بعد توليه رئاسة الحكومة الإيطالية الجديدة على عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها أزمة الغذاء العالمى فى ضوء انعقاد مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" بالعاصمة الإيطالية روما حاليا وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة على المسار الفلسطينى وتطورات الأوضاع بالأراضى الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام . واستمع رئيس الوزراء الإيطالى الى تقييم الرئيس مبارك لعملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجهود التهدئة بين الجانبين ودور مصر فى تحقيق التوافق بين الفصائل الفلسطينية كما تناولت المباحثات فى جانبها السياسى تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية خاصة بعد اتفاق الدوحة الأخير بين الموالاة والمعارضة وانتخاب رئيس جديد للبلاد بالإضافة الى بحث الوضع فى العراق وأمن منطقة الخليج اتصالا بالملف النووى الإيرانى والوضع فى السودان والصومال بالإضافة الى علاقات التعاون بين مصر والاتحاد الأوربى وشمال وجنوب البحر المتوسط. وركزت مباحثات القمة المصرية-الإيطالية بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى برلسكونى على العلاقات الثنائية وسبل دعمها فى كافة المجالات خاصة مايتعلق بالشراكة الاستراتيجية والتى ستؤدى الى رفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة والذى تقيمه إيطاليا مع مصر تقديرا للدور المصرى فى منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط. وتناولت المباحثات سبل توسيع مجالات التعاون الثنائى فى مجالات التجارة والاستثمار وزيادة حجمها حيث تعتبر إيطاليا الشريك التجارى الأول مع مصر بحجم تجارى تجاوز أربعة مليارات يورو وحجم استثمارات أيطالية بلغ ثلاثة مليات ونصف المليار يورو فضلا عن بحث تطوير التعاون الصناعى والثقافى والسياحى حيث بلغ عدد السائحين الإيطاليين لمصر مليون سائح سنويا. وعقد وزيرا خارجية مصر وإيطاليا أحمد أبوالغيط وفرانكو فراتينى اجتماعا منفصلا بقصر فيلا ماداما ركز على سبل التنسيق المشترك بين البلدين فى المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك كما تطرقت مباحثاتهما الى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المعززة بين مصر وإيطاليا. كما عقد الوزراء المرافقون للرئيس مبارك اجتماعات مع نظرائهم الإيطاليين بمقر وزارة الخارجية الإيطالية القريبة من قصر ماداما لمناقشة الموضوعات المرتبطة بالعلاقات الثنائية خاصة فى مجالات الصناعة والتجارة والثقافة والبحث العلمى والزراعى والبترول والنقل والأثار وحفظ التراث. وانضم أعضاء الوفدين المصرى والإيطالى الى مباحثات مبارك-برلسكونى فى جلسة موسعة لاستعراض المشاورات الوزارية التى عقدت بالتوازى حيث عرض الوزراء من الجانبين نتائج مباحثاتهم فى كل مجال من مجالات التعاون على الزعيمين مبارك وبرلسكونى. وقد أعرب الرئيس مبارك عن سعادته بهذا اللقاء وقال موجها حديثه لبرلسكونى "تعلمون سعادتى بلقائكم اليوم وما أجريناه معا من مشاورات مفيدة وبناءة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الراسخة والتعاون المثمر بين بلدينا وشعبينا". وأضاف لقد التقينا من قبل مرات عديدة إلا أن لقاء اليوم يكتسب أهمية خاصة لما يشهده من نقلة نوعية ترتقى بعلاقاتنا الثنائية الى مستوى المشاركة الاستراتيتجية المعززة أن ما استمعنا اليه الآن من الوزراء حول نتائج مباحثاتهم وماسنشهد توقيعه بعد لحظات من اتفاقات للتعاون يمثل نقطة انطلاق نوعية:أتطلع مخلصا لأن نفتح أمام علاقات التعاون فيما بيننا أبوابا جديدة وأننى أعود الى إيطاليا فى زيارتى الحالية وقد عدتم الى موقعهم الرفيع وإنى على ثقة أننا سنواصل العمل معا كعهدنا من قبل لدفع هذه المشاركة الاستراتيجية بين بلدينا الى الأمام. تجدر الإشارة أن قمة الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفير برلوسكونى ليست الأولى بين الزعيمين بل سبقتها اجتماعات فى السابق خلال رئاسة برلوسكونى الحكومة الإيطالية عام 1994 وعام 2001وتربطهما صلات شخصية قوية وأن هذه القمة تعد استمرارا للتنسيق والتشاور بينهما فى حكومة برلوسكونى الثالثة. وكان الرئيس مبارك قد وصل الى روما مع السيدة قرينته بعد ظهر الاثنين فى زيارة تستغرق عدة أيام وقد ألقى خلالها كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رفيع المستوى لمنظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائى وتغير المناخ الذى تنظمه الأممالمتحدة. ملتقى لرجال الأعمال الإيطاليين والمصريين كما شهد الرئيس مبارك بروما اللقاء الذى نظمه إتحاد الصناعات الايطالية بالتعاون مع معهد التجارة الخارجية لبحث آفاق الإستثمار فى مصر واستعراض التيسيرات التى تقدمها لجذب الاستثمارات الاجنبية . وحضر اللقاء 30 من رؤساء كبريات الشركات الايطالية سواء العاملة أو الراغبة للعمل فى مصر وكبار منتجى ومصممى الازياء العالميين الايطاليين ..كما حضر اللقاء عدد من رجال الاعمال المصريين وعلاء عرفه رئيس الغرفة التجارية المصرية الايطالية . وجرت مناقشات موسعه خلال اللقاء الذى شارك فيه اعضاء الوفد الرسمى المرافق للرئيس مبارك عن فرص الاستثمار فى مصر والاجراءت المتخذة للتيسير على المستثمرين بمايساهم فى جذب الاستثمارات الاجنبية فى مختلف المجالات حيث استعرض الوزراء, كل فى قطاعه أهم فرص الاستثمار وقدم المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة شرحا وافيا عن حجم الاستثمارات والفرص المتاحة لاقامة مشروعات مشتركة مصرية ايطالية . (ا ش ا)