إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلات لبنانية .. على المسرح السياسى
نشر في أخبار مصر يوم 03 - 06 - 2008

يمر لبنان اليوم بمرحلة تمثل مخاضاً آخرا لسياسة ترسم ملامحها موروثات قديمة تتمثل فى الطائفية وتشارك فيها عائلات سياسية ..
ولو تتبعنا النشاط السياسي فى لبنان منذ الإستقلال ، وحتى يومنا هذا نجد ان الساحة السياسية اللبنانية تطغى عليها أسماء عائلات لبنانية معروفة، ، بدء من عائلة "الصلح" ، في بداية الإستقلال ،و "فرنجية " ، " كرامي " ، " الأسعد " .
"جنبلاط " ، "سلام " " جميل "الحريري" وغيرهم ..
عناصر الحياة السياسية اللبنانية
فالحياة السياسية في لبنان تتحكم فيها ثلاثة عناصر رئيسية هي‏:‏ النظام الطائفي‏,‏ حيث يتعايش أعضاء‏18‏ طائفة ومذهب ديني معا‏,‏ أبرزهم المسلمون السنة والشيعة والموارنة‏.‏
والعنصر الثاني المناطقية‏,‏ نسبة إلي المناطق المختلفة‏,‏ حيث تسعي كل منطقة للمشاركة في الحياة السياسية‏,‏ وهناك صراعات مناطقية شديدة حتي في داخل الطائفة الواحدة‏,‏ مثل الصراع بين بيروت وطرابلس داخل السنة‏,‏ وبين بعلبك والجنوب داخل الشيعة‏.‏
والعنصر الثالث هو العائلات التقليدية القديمة التي تسيطر علي الحياة السياسية منذ عهد الانتداب الفرنسي حتي الآن‏,‏ ويحرص المجتمع اللبناني بشكل دقيق علي الاحتفاظ بنظام العائلات في كل الطوائف والمناطق‏,‏ وحتي في الهوية الرسمية التي تصدرها الدولة لابد من كتابة اسم العائلة‏,‏ الذي يحتفظ دائما بالترتيب الرابع في اسم أي شخص‏,‏ ولكل عائلة تنظيم خاص بها‏,‏ يجمع كل أفراد العائلة وينظم شئونهم يتولي رئاسته هيكل إداري يختاره أفراد العائلة‏,‏ ويحمل هذا التنظيم اسم جامعة‏,‏ لذلك من المشاهد المألوفة في لبنان أن تجد مبني أو شقة تحمل لافتة مكتوبا عليها جامعة آل فلان‏.‏
وجاء نفوذ هذه العائلات السياسي والاقتصادي نتيجة تراكمات تاريخية علي مدي زمني طويل
البداية مع الاستقلال
بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى وتقسيمهم للأراضي التي كانت خاضعة للحكم العثماني، تم وضع منطقة جبل لبنان ومناطق أخرى كما هو الحال مع سوريا تحت الانتداب الفرنسي عام 1920.
وبقي الحال على ذلك حتى عام 1943 حيث قام اللبنانيون بانتزاع حقهم بالاستقلال من فرنسا بدعم حكومة تشرتشل البريطانية.
وكان قد وضع قرار فصل منطقة جبل لبنان عن سوريا كي تشكل دولة مستقلة إبان اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، ولم يتم الفصل عملياً إلا عام 1936.
ولم يستطع لبنان منذ إنشائه، أن يستقل سياسياً واقتصادياً من الناحية العملية. وذلك بحكم صغر مساحته وعدم كفاية موارده واختلاف التوجهات السياسية لشتى طوائفه
وأحزابه.، فبقي تابعاً لفرنسا سياسياً واقتصادياً حتى منتصف السبعينات. ثم صار جبهة حروب أهلية ومنطقة صراع سياسي لكيانات سياسية خارجية طيلة الفترة من
منتصف السبعينات وحتى نهاية الحرب عام 1990.
ويرى البعض ان معظم القرارات السياسية اللبنانية تاثرت إلى حد كبير بالنفوذ السوري وانتهت هذه المرحلة عام 2005، بعد ضغوط وقرارات دولية على سوريا بالانسحاب منه.
ولاشك ان الاستقلال والاستقرار حلم لكل مواطن ولكن مع اختلاف الاطياف والاحزاب نجد ان الاختلاف يأتى احيانا حتى من داخل العائلة الواحدة .
لذا وجدنا ان نسلط الضوء على بعض العائلات السياسية فى محاولة لمعرفة دور كل منها على المسرح السياسى .
عائلة الصلح ..
أسرة سياسية ذاقت من السياسة مجدها وحلاوتها، كما ذاقت منها أوجاعها ومصائبها.
مارست السياسة منذ قرنين عندما برزت في خدمة الدولة العثمانية، ثم ساهمت منذ أكثر من قرن في إحياء الهوية العربية، والنضال القومي من اجل الاستقلال والوحدة القومية .
أربعة من آل الصلح ترأسوا حكومات لبنان مرارا وتكرارا.
وشكل رياض الصلح الوزارة ست مرات. ويقال عنه انه لم يحتكر الحكم.بل كان يتركه ليتولاه زعماء سنة آخرون.
ويقال عن الرئيس الصلح انه كان سياسيا وطنيا يهتم بالقضايا العربية، يمتلك «كاريزما» خاصة وشخصية قوية لكن في الوقت نفسه كان معتدلاً، حرص على تحقيق أهدافه وناضل من أجلها بالعمل السياسي دون اللجوء إلى القوة والعنف، وكان لديه استعداد كبير للتضحية بمصيره السياسي وبأمواله ومصالحه لخدمة المجتمع، وهذه الصفة كانت مشتركة بين جيل من السياسيين، وكان الصلح من أبرزهم في المشرق العربي.
وعاش رياض الصلح أكثر من عشر سنوات في أوروبا وتابع العمل السياسي هناك فكان قريباً من الأحزاب السياسية في فرنسا مع أنه كان يناضل ضد الاحتلال الفرنسي في لبنان. وكان يعتبر نفسه مناضلاً ضد الاستعمار والاحتلال في العالم الثالث.
كان يعتقد أن ابتعاد لبنان عن العالم العربي لا يحميه، لا من الخارج ولا من محيطه العربي. وإنّ وجود لبنان في الحياة السياسية العربية يوفر له الحماية، ليس فقط الأمنية، بل تقدير العرب لدور لبنان العربي وحرصهم على أن يكون اللبناني بأحسن حال، حتى إن بعض القادة العرب كانوا يعتبرون الحرص على لبنان وعلى الصيغة اللبنانية من واجبهم الوطني.
وهناك تيارات واتجاهات مختلفة وآراء متعددة داخل آل الصلح.
فيقول المحللون انهم لم يتصرفوا يوماً كحزب برأي واحد، بل كانوا يمارسون السياسة عبر وسائل مختلفة لكن من خلال نمط سياسي عام، واقترن نشاطهم السياسي في مرحلة معينة بالاعتدال السياسي والانفتاح على المشاركة واحترام للتنوع، وفي تاريخهم السياسي لم يكونوا ميليشيات وكانت قناعتهم المطلقة أنّ الحلول تأتي من خلال العمل السياسي ، ولم يمارس آل الصلح العنف يوماً حتى إنهم كانوا من ضحاياه.
كان اغتيال رياض الصلح (1951) وهو في ضيافة الأردن كارثة لبنانية. وما زال مقتله لغزا كبيرا.
ولقد حافظ آل الصلح بعد غياب رياض على تراث الأسرة السياسي. وشاركوا بفاعلية في السياسة اللبنانية..
عائلة كرامى
عائلة كرامي من العائلات الوطنية السياسية العريقة ، وعبد الحميد كرامي، أحد صانعي الاستقلال ، وأنجبت عائلة كرامي في لبنان رؤساء لثلاث وزارات منذ إعلان استقلال لبنان عن فرنسا عام 1943.
كان الأول هو عبد الحميد كرامي، الذي توفى عام 1950 ، وكان الثاني هو ابنه رشيد كرامي، الذي اغتيل بقنبلة وضعت تحت كرسيه في طائرة هيلكوبتر تابعة للجيش اللبناني كانت تقله من طرابلس إلى بيروت في عام 1987 في أوج الحرب الأهلية في لبنان، وكان الثالث هو عمر كرامي، الابن الثاني لعبد الحميد، الذي أجبر على الاستقالة بعد اغتيال رفيق الحريري في عام 2005 0
و الشيخ عبد الحميد كرامي هو مفتي طرابلس حيث تقلد هذا الموقع وهو في السابعة عشرة من العمر ، كان واحدا من رجالات الاستقلال اللبناني الذين سجنتهم قوات الانتداب الفرنسي في قلعة راشيا .
وقد تولى عبد الحميد كرامي العديد من المناصب السياسية فكان وزيرا للدفاع الوطني، ووزيرا للمالية،و نائبا عن طرابلس، و رئيسا للوزراء0
وقد بدأ نجمه بالصعود منذ الحكومة العربية في دمشق. وبالرغم من حداثة سنه فقد عين حاكماً لطرابلس من قبل حكومة دمشق زمن الحكم الفيصلي ، وكان من اشد
المعارضين لفكرة إنشاء دولة لبنان الكبير0
عائلة جنبلاط
ترجع أصول اسم عائلة جنبلاط إلى (جان بولاد) و معناها بالكردية ذو الروح الفولاذية .
وتصدى وليد جنبلاط لحملة التطهير العرقي ضد الدروز حيث اقتحمت القوات التابعة لجنبلاط ،خلال وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، العديد من القرى المارونية وقتل الآلاف من سكانها عقابا على الاعتداءات المارونية قبل الاجتياح.
ونجح جنبلاط في التصدي لهذه الحملة مما اعتبر انتصارا وثبت مركزه القيادي لدى الطائفة الدرزية.
ولدت زعامته في ظرف مأسوي، عائليا ولبنانيا، وهو اغتيال والده كمال جنبلاط فى16 مارس 1977، وهو لا يزال في اؤاخر العشرينات من عمره.
في تلك الاجواء القاتمة، حصل وليد جنبلاط على المبايعة ليكون حامي المعارضة والمعارضين. حيث تقدم شيخ عقل الطائفة الدرزية محمد ابو شقرا من وليد ، خلال جنازة والده ، ووضع عباءة الزعامة السوداء على كتفيه.
ولم يتعاط وليد السياسة قبلاً، ولم يتربَ في المجالس السياسية المغلقة أو المفتوحة لوالده، ومارس نشاطات شخصية بعيدة عن السياسة، وبعد والده كمال فؤاد جنبلاط، الذي كان نائبا في البرلمان اللبناني ثم وزيرا في عدة حكومات، كان على وليد ان يثبت انه ابن ذلك الرجل الذي اسس ورأس الحزب التقدمي الاشتراكي.
وأظهر وليد جنبلاط الذي لم تكن له خبرة سياسية، براعة في لعبة المعادلات السياسية الصعبة، المحلية والاقليمية.
و درس وليد في «الانترناشونال كولدج» في بيروت، وتابع دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، كذلك درس في قسم التاريخ في الجامعة نفسها، هذه الخلفية ساعدته في معرفة الكثير عن تعقيدات سياسة المنطقة والسياسة العالمية، إلا ان حبه الاثير للكتابة والادب والتصوير الفوتوغرافي ظل هوايات عميقة تكشف عن اكثر من سياسي.
والدة وليد جنبلاط ، ، هي مي ارسلان، ابنة شكيب ارسلان الملقّب ب«أمير البيان». ويرى المراقبون ان هذ الرابطة أوجدت شيئا من التوازن داخل صفوف الطائفة الدرزية بين البيتين المتنافسين على الزعامة: البيت الجنبلاطي والبيت الارسلاني.
تدرج جنبلاط في المناصب الوزارية :
أعاد السوريون التوازن إلى الطائفة الدرزية، في مطلع التسعينات بعد تسوية اتفاق الطائف وبداية عهد ألياس الهراوي، فاتخذ طلال أرسلان للمرة الأولى وزيراً في حكومة عمر كرامي 1990 ثم نائباً معيناً بعد اشهر في مقعد والده مجيد ارسلان ، ثم نائباً منتخباً 1992 و1996 و2000.
ونال وليد جنبلاط، منصبا وزاريا قبله في الحكومة الثانية بعهد الرئيس أمين الجميل 1984، ثم في الحكومات الست بعهد ألياس الهراوي، فنائباً معيناً في مقعد والده 1991 ثم منتخباً ورئيس كتلة برلمانية كبيرة 1992، 1996، 2000 .
وتعرضت علاقة جنبلاط بسورية في بعض الاحيان للاهتزاز، ومنها ما هو مستمر حتى اليوم على خلفية انتخاب إميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية. واتخذ جنبلاط آنذاك موقف المعارض لانتخابه. وامتنع نواب كتلته عن التصويت له رئيساً عام 1998 ،غير ان الهوة الواسعة ازدادت اتساعا بين السوريين وجنبلاط بعد تمديد ولاية الرئيس لحود 2004. وقدم وزراء «اللقاء الديمقراطي» الذي يترأسه جنبلاط استقالاتهم احتجاجاً على التمديد. واصبح جنبلاط زعيم حركة معارضة كبيرة متنوعة وغير طائفية بوجه ما يسميه ب«الحكم الأمني».
ويلاحظ أن وليد جنبلاط تأثر بشكل كبير بوالده كمال الذي جسّد الشخصية العميقة الثقافة والمعرفة، الواسع الاطلاع في الفلسفة وعلم النفس والعلوم والطب والآداب والفنون .وورث جنبلاط الأبن من الأب هذا الأرث الفكري والثقافي الموسوعي، غير ان هذا الأرث كله لم يكن إيجابيا، فالزعامة في لبنان ثبت دوما انها مكلفة.
وغير جنبلاط ولاءه وعهوده مع القوى الرئيسية في لبنان عدة مرات، كان في بداية الحرب الأهلية اللبنانية حليفا لسوريا والى فترة طويلة بعد انتهائها، غير أنه غير موقفه بشكل جذري في عام 2004، وانضم إلى المعسكر المطالب بانسحاب سوريا من لبنان، فيما بعد اغتيال رفيق الحريري تصاعدت حملته ضد سوريا واتهمها بأنها متورطة في اغتيال الحريري، وقد عبر وليد جنبلاط عدة مرات عن قلقه من استهداف حياته.
عائلة فرنجية
ينحدر الوزير سليمان طوني فرنجية من عائلة سياسية مارونية شمالية. جده لابيه سليمان بك فرنجية رئيس جمهورية لبنان بين عامي 1970 و1976، وفي عهده اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية. واخو جده هو حميد فرنجية ابرز رجالات الاستقلال الموارنة. ووالده طوني سليمان فرنجية وزير الاتصالات في حكومة عهد فرنجية الأولى ومؤسس لواء المردة الذي شارك إلى جانب الكتائب والأحرار في الحرب اللبنانية. والذي اغتيل عام 1978 على يد مجموعة من القوات اللبنانية.
نجا سليمان فرنجية من تلك الحادثة وتربى في كنف جده سليمان وورث عنه زعامة العائلة بعد وفاة الرئيس الجد عام 1992. ويمكن تحديد نقطة انطلاق تاريخه السياسي مع بدء استتباب السيطرة السورية .
ولم يخالف الخط الذي اختطه جده الراحل في التحالف مع سورية.
وتعود بداية عمله السياسي إلى سنة 1987 حين أسس كتيبة 0 وكان له من العمر 22 سنة، واتخذ له من" بنشعي" مقراً وذلك لما ترمز له تاريخياً، كمقر لبطل لبنان
استلم فعلياً القيادة يوم 20 أغسطس 1990 من عمه روبير فرنجية ، وبعد استلامه للقياده سارع إلى وضع تصوّر سياسي من رؤية واضحة متكئاً على ارث كبير، فقام على تقوية العلاقة مع سوريا ، مكملاً علاقة الرئيسين الراحلين سليمان فرنجية وحافظ الأسد.
في سنة 1989 قبل بالطائف دستوراً جديداً وكان أول من سلّم سلاح "ميليشيا "المردة" للدولة اللبنانية ، كما قام بدعم ترشيح الرئيس الراحل رينيه معوض للرئاسة مما شكل محطة مضيئة في بداية عمله السياسي، وعلامة فارقة في تاريخ العلاقات بين اهل السياسة في المنطقة الواحدة.
بعد اتفاق الطائف عين عضوا بالمجلس النيابي عام 1991 وكان حينها اصغر نائب بالبرلمان ، كما دخل المجلس النيابي بانتخابات الاعوام 1992 و1996 و2000 ، بينما خسر المقعد النيابي بالانتخابات الاخيرة عام 2005.
شارك بالحكومة لاكثر من مره وحمل أكثر من حقيبه، والبدايه كانت بعام 1996 حيث عين وزيرا للصحه العامة بحكومة الرئيس رفيق الحريري بعهد الرئيس إلياس الهراوي ، وبعام 1998 عين وزيرا للإسكان والتعاونيات بحكومة الرئيس سليم الحص بعهد الرئيس اميل لحود، وفى عام 2000 عين وزيرا للصحه العامه بحكومة الرئيس رفيق الحريري بعهد الرئيس اميل لحود ،واعيد تعيينه بنفس المركز بحكومة الرئيس الحريري الثانيه بعهد الرئيس لحود وذلك بعام 2003 ،وبعام 2004 عين وزيرا للداخليه والبلديات وذلك بحكومة الرئيس عمر كرامي بعد الرئيس اميل لحود واستمر بهذا المنصب لحين استقاله الحكومة في 28 فبراير 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وكانت هناك ثمة صداقة شخصية تجمع بين الرئيسين سليمان فرنجية وحافظ الأسد تطورت لتصبح صداقة عائلية .
ومن دارة فرنجية في "اهدن" اعلن العماد طلاس استمرار صداقة سورية دولة وشعبًا للوزير سليمان فرنجية، ووالاه فرنجية بالتأييد لسورية وخطها الوطني. وهو تعبيرمفضل لدى سليمان الحفيد فكثيرًا ما يردد عبارة "الخط" قاصدًا من ذلك التحالف والولاء مع سورية وخطها "الوطني والقومي في المنطقة".
عائلة الجميل
يعتبر الوزير اللبناني المغتال بيار الجميل سليلا للعائلة اللبنانية المسيحية الأكثر عراقة في العمل السياسي.
فبيار هو ابن رئيس الجمهورية اللبناني السابق أمين الجميل، أما عمه فهو رئيس الجمهورية اللبناني الراحل بشير الجميل، والذي تم اغتياله في عام 1982.
وهو أيضا حفيد الشيخ بيار الجميل، مؤسس حزب الكتائب اللبناني والسياسي البارز.
ولد بيار في "بكفيا" في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1972، وتلقى علومه في مدارس الفرير الفرنسية ثم أكمل تعليمه الجامعي في جامعة الحكمة حيث نال منها
إجازة في الحقوق.
وقد بدأ حياته السياسية عام 2000 بدخوله البرلمان اللبناني، ليصبح أصغر نائب في البرلمان اللبناني، و أعيد انتخابه عام 2005 ليختاره رئيس الوزراء اللبناني فؤاد
السنيورة وزيرا للصناعة.
وباغتياله يعتبر بيار أول وزير لبناني يقتل وهو في الحكومة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير عام 2005.
في نهاية ولايته الرئاسية عام 1988، اختار أمين الجميل أن يذهب هو وعائلته بما فيهم بيير إلى المنفى الاختياري .
إرث عائلي ..
ويرتبط اسم عائلة الجميل دائما بحزب الكتائب اللبناني الذي أسسه الشيخ بيار الجميل عام 1936.
ويعتبر حزب الكتائب ممثلا لليمين المسيحي الماروني اللبناني، حيث لعب دورا رئيسيا في الحرب الأهلية الدموية التي عصفت بلبنان خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
وللكتائب إرث سياسي مثير للجدل، حيث تحالف مع إسرائيل خلال اجتياح لبنان ودخل في صراع مرير لكي تبقى المارونية المسيحية مهيمنة على الساحة السياسية اللبنانية.
لكن الضربة الكبرى التي وجهت للحزب كانت في عام 1982 عندما اغتيل الوريث الكاريزمي للشيخ بيار الجميل على قيادة الحزب بشير الجميل وذلك في فترة وجيزة من انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية.
وقد خلف بشير في رئاسة الجمهورية أخيه أمين، والد وزير الصناعة المغتال، ليقع الحزب تحت النفوذ السوري.
وفي نهاية ولايته الرئاسية عام 1988، اختار أمين الجميل أن يذهب هو وعائلته بما فيهم بيار إلى المنفى الاختياري، وذلك على أمل أن يساعد منفاه الاختياري على حل
الخلافات التي كانت قائمة بين الفرق السياسية اللبنانية آنذاك.
ويعتبر بيير أول وزير لبناني يقتل وهو في الحكومة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري
صراع على السلطة
ومن منفاه في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة، حاول أمين أن يدعم الحركة المتنامية المطالبة بإنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان، الذي كان قد دخل إلى البلاد خلال الحرب الأهلية بطلب من حزب الكتائب لفرض السلام.
وعاد أمين إلى لبنان عام 2000 وفي نفس العام بدأ ابنه الراحل بيار عمله السياسي ودخل البرلمان على أرضية عدائه للوجود السوري.
وأصبح بيار الجميل وزيرا للصناعة بعد انتصار التحالف المعادي للنفوذ السوري في لبنان في انتخابات عام 2005، وذلك في أعقاب اغتيال الحريري.
ويأتي اغتيال بيار في الوقت الذي تدخل في الأكثرية النيابية، التي تتبنى خطا مناهضا للنفوذ السوري في الحياة السياسية اللبنانية، في أزمة مع حزب الله والتيار الوطني الحر التابع للعماد ميشيل عون حول توسيع الحكومة وملف تشكيل المحكمة الدولي للتحقيق في اغتيال الحريري.
عائلة الحريرى
كان رفيق الحريري هو أبرز شخصية لبنانية تبرز منذ الاستقلال من خارج العائلات التقليدية‏,‏ فهو ابن مزارع فقير من مدينة صيدا‏,‏ لم يستطع أن يكمل تعليمه الجامعي لضيق ذات اليد‏,‏ واتجه إلي الأعمال الحرة في السعودية ومنها نجح في تكوين ثروة وعلاقات مهمة‏,‏ دفعت به إلي مصاف أغني أغنياء العالم‏,‏ وشجعته علي لعب دور سياسي لإنهاءالحرب الأهلية في لبنان‏.‏
وكان يمكن أن ينتهي دور الحريري مثل شخصيات سياسية لبنانية عديدة بوفاته‏,‏ لكن الأصوات الكثيرة التي ارتفعت في جنازته تبايع نجله بهاء الدين الحريري‏,‏ والبيان الذي أصدرته أسرته تؤكد فيه مضيها علي نهج مؤسسها‏,‏ وتصريحات بعض الساسة اللبنانيين عن تشجيعهم الشيخ بهاء علي مواصلة طريق والده‏,‏ كانت ترسيخا لولادة أسرة سياسية لبنانية جديدة هي آل الحريري‏,‏ تضاف إلي الأسر التي تحتكر الساحة السياسية‏,‏ ورغم أن الشهيد رفيق الحريري لم يكن يرغب بأن يدخل أولاده معترك السياسة كما صرح بذلك عديد من أصدقائه فإنه هو نفسه الذي وضع اللبنة الأولي لأسرة الحريري السياسية‏,‏ عندما شجع شقيقته بهية الحريري علي خوض غمار الانتخابات النيابية‏,‏ ووفر لها الإمكانات التي كفلت لها النجاح عن مدينة صيدا مسقط رأس العائلة وهي لم تكن إمكانات مادية فقط‏,‏ وإنما شملت أيضا تحالفات انتخابية مع قوي شيعية ساعدها علي النجاح في بيروت‏(‏ معقله الانتخابي‏)‏ مقابل دعم شقيقته في صيدا‏.‏
وهكذا دشنت النائبة بهية الحريري الوجود السياسي ل آل الحريري بتشجيع ودعم من شقيقها رفيق الحريري‏,‏ ورغم أن بهاء الدين‏,‏ نجل الحريري الأكبر عاش فترة طويلة من حياته في سويسرا‏,‏ فإنه عاد ليقضي السنوات الأخيرة بصحبة والده في لبنان‏,‏ مما أكسبه بعض الخبرة بدهاليز الحياة السياسية اللبنانية‏.‏
وعندما انطلقت الهتافات يوم الجنازة‏,‏ وخلال العزاء‏,‏ وأمام ضريح الحريري تبايع الشيخ بهاء الدين‏,‏ كان ذلك مؤشرا علي أن العائلة قد حسمت أمرها بالاستمرار في النشاط السياسي‏,‏ وتأكد ذلك من البيان الذي أصدرته‏,‏ وقالت فيه‏:‏
نحن زوجة رفيق الحريري وأبناءه وأسرته نعلن لأسرته اللبنانية الكبيرة أننا سنبقي في صميم العمل الوطني والقومي‏,‏ كما نعلن تمسكنا بخطه السياسي المتمثل بتيار المستقبل‏,‏ وبالثوابت الوطنية القائمة علي سيادة لبنان واستقلاله ووحدته‏,‏ التي جسدتها وثيقة الوفاق الوطني‏,‏ وبالمباديء والقيم التي التزمها وناضل في سبيلها ودفع حياته ثمنا لها‏,‏ وهي الثوابت التي لاندخر وسعا في تقديم جهدنا دفاعا عنها‏,‏ بما في ذلك وقوفنا إلي جانب حلفائنا في الساحة اللبنانية‏,‏ لاسيما في البقاع والجنوب والشمال‏,‏ وكذلك في الجبل ممثلا بالصديق الوفي الأستاذ وليد بك جنبلاط‏.‏
وفي نفس اليوم شارك بهاء الدين لأول مرة في اجتماعات كتلة قرار بيروت التي كان يترأسها رفيق الحريري‏,‏ وقررت فيه التزام مواصلة مسيرة الراحل في العمل السياسي والوطني‏ .
ويقول المحللون إن العائلة لديها المال بما يضمن استمرار نفوذها حتى بعد مقتل مؤسسها الحريري وبما يرسخ أقدامها كأسرة سياسية إلى جانب التكتلات العائلية التي تهيمن تقليديا على المشهد السياسي اللبناني.
وهم يتمتعون أيضا بالمشروعية نظرا لدور الحريري في إنهاء الحرب الأهلية التي تفجرت بين عامي 1975 و1990 وأعماله الخيرية التي تعهدت الأسرة بمواصلتها. وتتراوح مشروعاته الخيرية بين تمويل بناء المدارس داخل وخارج لبنان ودفع معونات شهرية في بلد يعاني من انخفاض الخدمات الاجتماعية .
وورثت عائلة الحريري أيضا إمبراطورية أعمال هي في الواقع من أضخم أرباب العمل في لبنان، حيث يرتبط نجاح السياسيين في العادة بقدرتهم على توزيع المزايا وفقا للانتماء الطائفي في العادة.
واستمر دورآل الحريرى بعد أغتياله عام 2005م حيث أختير ابنه سعد الحريرى وهو صغير السن الى حد ما(مواليد 1970) لقيادة تيار المستقبل مع حلفاء آخرين ليستكمل مسيرة والده وليلعب القدر دوره فى استمرارية سياسة العائلات ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.