يتوافد مئات الإماراتيين والخليجيين والأجانب يوميا لمشاهدة مجموعة من روائع الفنان العالمي بابلو بيكاسو في لقاء مباشر مع الفن الحديث تحتضنه العاصمة الإماراتية الساعية إلى ريادة ثقافية على مستوى المنطقة. ويرتكز معرض بيكاسو في أبوظبي على مجموعة يملكها متحف بيكاسو الوطني في باريس تقوم بجولة عالمية بدأت في مدريدوأبوظبي ثاني مراحلها. ويستمر المعرض الذي افتتح مطلع هذا الأسبوع حتى الرابع من أيلول/سبتمبر. وقالت ريتا عون المستشارة الفنية لشركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي (حكومية) التي تنظم المعرض في العاصمة الإماراتية إن "المعرض يضم حوالى مائتي قطعة مملوكة جميعها من قبل متحف بيكاسو الوطني في باريس". وأضافت أن "المعرض في أبوظبي ليس شبيها بسائر مراحل الجولة العالمية ولو أنه يضم المجموعة نفسها" موضحة أن هذه المرحلة من جولة المعرض تحوي قسما خاصا يعكس تأثير الثقافة العربية على بيكاسو خصوصا عبر مجموعة من الإشارات وأعمال الخط". ولا تشمل المراحل الأخرى من المعرض هذه الأعمال. وقالت عون "إن المجموعة الأساسية شكلت لتكون بمثابة نظرة أفقية على حياة الفنان نشأته وتطوره وإبداعه". وأضافت أن "المهم هو أن نفسح المجال أمام سكان هذه المنطقة للتعرف على إبداع بيكاسو لأن بيكاسو ليس معقدا كما يعتقد البعض وهو سهل ومتاح للصغير والكبير والمثقف وغير المثقف". وأشارت المستشارة الفنية أن الأعمال المعروضة هي بمجملها من "إستوديو" بيكاسو الخاص وأنها أعمال احتفظ بها لأنها كانت تعني له الكثير وبالتالي يمكن أن نفهمه أكثر من خلالها". وبيكاسو ولد في مدينة ملقة في الأندلس الإسبانية في 1881 لكنه عاش معظم حياته في فرنسا ويعد من أبرز شخصيات القرن العشرين الفنية وتوفي في 1973. وتجول المجموعة حول حياة بيكاسو بدءا برسوم شخصية وضعها بيكاسو لنفسه في أولى مراحل حياته الفنية وهي معروفة ب"المرحلة الزرقاء" حين كان يحاول اكتشاف قدرة الرسم على التجريد والتحرر. كما يحوي المعرض لوحات من مرحلة مشاركته في تأسيس الفن التكعيبي وتأثره بالفنون الإفريقية. وتبرز النساء في حياته بقوة في المجموعة بدءا برسوم لزوجته الأولى راقصة الباليه أولغا خوخلوفا مرورا بحبيبته ماري تيريز والتر والمصورة الكرواتية الشابة دورا مار التي تعد اللوحات التي تبرزها من أشهر أعمال بيكاسو وصولا إلى زوجته الأخيرة جاكلين روك. كما تظهر المجموعة التزام الرسام والنحات بمبادئ الحركة السلمية خصوصا بوجود لوحته الشهيرة "مجزرة في كوريا" التي ترسم تدخل الجيش الأميركي في كوريا المنقسمة في بداية الخمسينيات وتشكل جانبا مهما من المعرض نظرا لتنظيمه في الشرق الأوسط" على حد قول عون. وأبوظبي هي المرحلة الشرق أوسطية الوحيدة في جولة المجموعة عالميا. وفي المجموعة لوحات فيها عري علما أن هذا النوع من الفنون يعد غير مقبول على مستوى كبير في الخليج. وتقول عون في هذا السياق "ليس هناك شيء محظور في الفن ولو أن احترام القيم في هذه المنطقة ضروري لكنني أعتقد أن أبوظبي تعرف بالضبط ماذا يعني أن تبني متاحف من المتاحف الأبرز في العالم وليس هناك أي مشكلة على مستوى الرقابة. وتشير عون بذلك إلى المشاريع التيي تنفذها إمارة أبوظبي صاحبة عشر الاحتياطي النفطي العالمي تقريبا لبناء سلسلة من المتاحف الكبرى بما في ذلك فرعين لمتحفي غوغنهايم النيويوركي واللوفر الباريسي. وتوقعت عون أن يزور المعرض حوالى مائة ألف شخص مشيرة أن الزوار من أبوظبي وباقي الإمارات والدول الخليجية إضافة إلى الوافدين المقيمين في الإمارات وطلاب الجامعات والمدارس. ا ف ب