هو الفن الأقدم تاريخاً ولكنه الأقل شهرة في العالم يسمى فن «الآبرو» وباللغة العربية «تعريق الرخام» وهو فن إسلامي ما زال يحافظ على طابعه. عرف استخدامه في القرن الثاني عشر للميلاد من قبل علماء المسلمين لتزيين مخطوطاتهم من الداخل وجعله كبطانة للغلاف أو من الخارج على الجلد. قيل إنه انتقل إلى إيران من إحدى الدول المجاورة لها عن طريق الحرير ومن إيران إلى تركيا وهو الآن يحمل الجنسية التركية حيث تشتهر اسطنبول به ولا يكاد يوجد فيها حي إلا ويعيش فيه أحد مبدعي هذا الفن. واليوم وبعد مرور سنوات طويلة على وجوده انتقل هذا الفن من اسطنبول إلى دبي عن طريق مهرجان دبي للتسوق ليستقر أخيرا على شارع السيف عند ضفة الخور، جاء ليعرف العالم به وبطريقة تشكله وبأدواته وبألوانه. عثمان فيدان فنان تركي يحدثنا على طريقة الرسم على الماء وعلى أدواته قائلا تتألف أدوات هذا الفن من حوض للماء لرش الألوان عليه ويملأ الحوض إلى منتصفه بالماء ويخلط بمادة «الكثيرة» وهو نوع من النبات، وتكون الألوان معدة مسبقا حيث تستخرج الألوان من المعادن والتراب والنباتات الطبيعية ويوضع للألوان سائل «مرارة العجل» حيث تمنع هذه المادة الألوان من الاختلاط ببعضها مهما مزجت ولا تسمح لها بالتداخل. وعن طريقة الرسم قال: «نقوم بعد تحضير الماء والألوان برش الألوان فوق الماء عن طريق الفرشاة المصنوعة من ذيل الحصان بالطريقة التي يرغب الرسام بها ومن ثم يقوم بتحريك الألوان وهي طافية على سطح الماء بالأشكال المطلوبة وبعد ذلك يأتي بالورق قيام ء3 أو بالقماش ويضعها فوق الماء لمدة عشر ثوان ومن ثم يسحبها برفق وقد التصقت الألوان بها وخرجت الرسمة بالشكل المطلوب بحسب الطريقة التي رش بها الفنان الألوان على الماء». وأضاف أنه يمكن طباعة الرسوم على الفخار والخشب والزجاج وعلى قطع القماش التي تتزين النساء بها، وأكد أن الألوان المستخدمة في الرسم لا تمحى بمرور الأيام حتى ولو غسلت بمواد التنظيف الكيميائية. وأشار فيدان إلى أن هذا الفن كان عبارة عن رسم عشوائي برش الألوان على الماء دون تدخل للفنان وعندما وصل إلى تركيا في عهد الدولة العثمانية أخذ الأتراك في وضع القواعد له وتطوير أشكاله وآلية الرسم وأصبح لكل لوحة معينة اسم خاص وقد حصل على عناية كبيرة من قبل باشاوات الدولة العثمانية حيث دعموا المتخصصين به. وأوضح أنه بعد هذه المرحلة انتقل الرسم على الماء إلى أوروبا عن طريق التجار الأتراك وقد اعتنى جزء محدود من الغربيين بهذا الفن وبدأوا تدريسه في جامعاتهم. وعن بداية تعلقه بالرسم على الماء، قال فيدان: «أول مرة في حياتي رأيت هذا الفن في مدينة اسطنبول حيث كنت في زيارة إليها وعندها كنت شابا وأول ما وقعت عيني عليه دخل قلبي وأصبحت مغرما به وأحببته كما يحب الشاب فتاة، وكان أصدقائي يقولون لي تركت حب الفتيات وعشقت الآبرو».