يمكن لتأثير الرصاص السام ان يكون اسوأ مما نعتقد، اذ قد يصاب القردة بما يشبه مرض الزهايمر عند التعرض لهذا المعدن الثقيل اثناء فترة الطفولة. يقول ناصر زاوية من جامعة رود ايلاند في كينغستون الذي اكتشف فريقه هذه العلاقة: «لا نقول ان التعرض للرصاص يسبب الزهايمر الا أنه عامل خطير» . لقد قدم الفريق لصغار القردة حليبا يحتوي على كميات بسيطة من الرصاص واستمروا في هذا حتى بلغت القردة سن 23 عاما. على الرغم من ان القردة البالغة لم تبد اي اعراض للزهايمر إلا ان تحليل الدماغ الذي اجري لهم بعد ذلك بين تأثر هذا الاخير بمادة الرصاص وظهور عدد من العلل التي تشبه تلك الموجودة في أدمغة الاشخاص المصابين بالزهايمر. علاوة على هذا، اظهر تحليل مقارن على الحمض النووي الريي في المخ ان ثلاثة من الجينات الاساسية التي تتأثر بالزهايمر تنشط بنسبة 50 الى 100% عند الصغار الذين تناولوا الحليب بالرصاص عن اولئك الذين لم يتناولوا هذا الحليب The Journal of Neutroscience. وتساعد هذه الجينات في انتاج بروتين النشا الموجودة في دماغ مريض الزهايمر. أظهرت عينات من دم صغار القردة بعد 400 يوم وعلى فترات متتابعة لاحقا كميات رصاص أعلى بقليل من تلك التي تعتبرها مراكز الولاياتالمتحدة للوقاية من الامراض ومعالجتها. عند بلوغ القردة العام الثالث دفعت كميات الرصاص «زاوية» الى استنتاج ان الضرر يحدث اثناء المرحلة الاولى من الحياة لا خلال مرحلة البلوغ. وبينت اختبارات سابقة اجريت على فئران ظهرت عليها اعراض مشابهة لمرض الزهايمر عند التعرض لرصاص ان تعرض البالغين له لم يشكل اي خطر عليهم من الاصابة بالمرض. من جهة اخرى، يحذر الباحثون من المبالغة في النتائج، وتقول سوزان سورينسون رئيسة قسم الابحاث في جمعية الزهايمر في المملكة المتحدة: «على الرغم من ان الرصاص يحدث تأثيرات سلبية على الدماغ لا تثبت هذه الدراسة أن التعرض الى الرصاص في مراحل الحياة المبكرة يسبب مرض الزهايمر». وتضيف انه لابد من القيام بالمزيد من الابحاث لتحديد ما اذا كانت المراحل المبكرة قد تؤدي الى تغيرات تزيد من خطورة الاصابة بهذا المرض. يوافق زاوية على انه لا سبب يستدعي الخوف، خصوصا مع إزالة كميات كبيرة من الرصاص من الالوان والاصباغ والبنزين وغيرها من المصادر البيئية الا انه يقول ان النتائج تحث على الحاجة الى الحد من التعرض للرصاص وتوضح خطورة غير متوقعة. «نرغب في رفع درجة الوعي اذ ان التعرض لبعض التأثيرات البيئية قد يؤدي الى تأخر ظهور بعض العواقب كالأمراض التي تظهر في مراحل متأخرة من الحياة». وتقول جاكي هانتر رئيس مركز جلاسكو سميث كلاين للاكتشاف الدوائية العصبية في هارلو بالمملكة المتحدة ان النتائج تكشف كيفية اندماج العوامل البيئية والوراثية لتغيير القابلية للتعرض لمرض ما.