نقابة الصحفيين المصرية تصدر قرارا بمنع بلوجر من دخول النقابة.    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    محافظ مطروح يناقش استعدادات الاشتراك في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية    تراجع جديد لسعر الدولار في البنوك خلال التعاملات المسائية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    البيت الأبيض: احتمال تغيير سياستنا في حال اقتحام رفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين    «بلومبرج»: «تركيا تعلّق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل»    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry لمشاهدة حلقات توم وجيري الكوميدية    "برنامج علاجي لتجهيزه".. الأهلي يكشف حجم إصابة أحمد عبدالقادر    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    ظاهرة جوية تضرب البلاد خلال ال72 ساعة المقبلة.. 10 نصائح للتعامل معها    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    الصلاة والقراءات الدينية والتأمل في معاني القيامة والخلاص أبرز أحداث خميس العهد    بالصور.. كواليس حلقة "مانشيت" من داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب غدًا    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضد 280 كيانا روسيا    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    نادي الأسير الفلسطيني يعلن استشهاد معتقلين اثنين من غزة بسجون الاحتلال    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    إمام الحسين: كبار السن يلاقون معاملة تليق بهم في مصر    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة فى العلاقات السورية اللبنانية
نشر في أخبار مصر يوم 14 - 05 - 2008


*تاريخ العلاقات بين البلدين
*أزمات وتحولات
*معلومات أساسية عن لبنان
*معلومات أساسية عن سوريا
تقديم:
عبر التاريخ، شهدت العلاقات اللبنانية–السورية مراحل متابينة من التعاون والسلام تارة والأزمات تارة أخرى، وبالرغم من ذلك فهي علاقات مميزة ،لإنها بين بلدين يحكمهما قدر التاريخ والجغرافيا وتداخل العائلات، وأيضاً الاحتياجات الاقتصادية والمصالح المشتركة .
**تاريخ العلاقات بين البلدين
*العلاقات السياسية
- كانت مملكة سورية التي أسسها الملك فيصل تضم سورية ولبنان والأردن وفلسطين، وظلت بعد ذلك الأحزاب والأفكار السياسية تتشكل على أساس الوحدة العربية أو الوحدة السورية كما نظر لها أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي، وجديربالذكر أن الحدود السياسية الفاصلة والواضحة بين سوريا ولبنان لم توجد قبل عام 1920.
- عام 1933 نشأت "عصبة العمل القومي" في جبل لبنان ويمكن اعتبارها المحاولة الأولى لإضفاء الطابع الوحدوي على الحركة القومية العربية، وكان مؤسسوها من اللبنانيين والسوريين، وقد تميز هذا التنظيم بخططه السياسية ونزعته القومية.
- تزامنت الحركة الاستقلالية اللبنانية مع مثيلتها السورية واتسمتا بالتعاون والتنسيق في مواجهة الانتداب الفرنسي. وامتدت الحركة القومية بجذورها في البلدين عن طريق إنشاء حزبين اساسيين متفرعين منها هما :البعث في دمشق والسوري القومي الاجتماعي في بيروت، كما نهضت الحركة الشيوعية بحزب موحد في سورية ولبنان لعقود. وتحتفظ الكنائس الشرقية ببُنيتها الموحّدة في البلدين مما يؤكّد الروابط القديمة.
- عاشت سورية و لبنان تحت الانتداب الفرنسي بعد ترسيم حدود دول المنطقة في اتفاقية "سايكس بيكو" ، كبلدين منفصلين بمؤسسات واحدة كبنك سورية ولبنان، والذي ظل يحمل هذا الاسم لفترة طويلة وحتى بعد استقلال البلدين نهائياً عن الانتداب الفرنسي.
- خاض لبنان وسوريا معاً معركة الاستقلال والجلاء وأجريا مفاوضات مشتركة مع السلطة المنتدبة. وقبيل الاستقلال اللبناني عام 1943 بأسابيع عقد أول اتفاق بين لبنان وسورية -التي كانت ما تزال تحت الانتداب الفرنسي-وكان هدف هذا الاتفاق هو إدارة المصالح المشتركة التي خلفها الانتداب الفرنسي للبلدين تمهيداً لاقتسامها بينهما، وبعد حصول لبنان على الاستقلال جاء ما سمي بإعلان الميثاق الوطني اللبناني عام 1943 و الذي تعهدت بموجبه السلطات اللبنانية ألا تستخدم أراضيها مقرا أو ممرا لأعداء سوريا.
- في عام 1947 أنشأ زكي الأرسوزي، وميشيل عفلق، وصلاح البيطار حزب البعث العربي، وركز حزب البعث نشاطه في لبنان على علمانية الدولة، وبشر بأيديولوجية الوحدة.
- وظلت العلاقات السورية اللبنانية تسير وفق الميثاق الوطني اللبناني حتى عام 1958 حين انفجر الوضع الداخلي في لبنان على إثر محاولة الرئيس كميل شمعون الدخول في تحالف مع الغرب بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
-انتهت تلك الأزمة عقب توصل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لتفاهمات مع القادة اللبنانيين رحل على إثرها شمعون وحل محله الرئيس فؤاد شهاب، وقد توصل عبد الناصر مع شهاب إلى اتفاق نص على حرية لبنان الكاملة كدولة مستقلة فيما يتعلق بسياستها الداخلية، أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فلا يجوز للسلطة اللبنانية اتخاذ قرار إلا بعد التنسيق المسبق مع سلطات الجمهورية العربية المتحدة (التي كانت تضم وقتها مصر وسوريا).
- استقرت العلاقات بين لبنان وسوريا منذ هذا التاريخ وفق تلك التفاهمات، ويذكر أنه منذ عام 1943 حتى 1974 وقع البلدان 28 اتفاقية، لكنها كانت في غالبيتها اتفاقيات تنظيمية للأمور المشتركة بين البلدين اللذين لم يتبادلا السفراء أبداً، وتجمعهما حدود مشتركة لم ترسم بالكامل حتى اليوم.
-انفجرت الحرب الأهلية فى لبنان مرة أخرى عام 1975 الأمر الذي دفع بالرئيس سليمان فرنجية أن يطلب من سوريا التدخل لوقف الحرب. وقد دخلت القوات السورية عقب تفجر الأوضاع إلى لبنان بدعم ومساندة عربية من خلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد في عام 1976 وأصدر قرارا بالإجماع يقضي بإرسال قوات ردع عربية إلى لبنان بهدف إنهاء الحرب الأهلية هناك، تشكل القوات السورية العماد الرئيسي لها.
- شهدت لبنان بعد ذلك تطورا آخر دفع في اتجاه بقاء القوات السورية وسط دعم عربي كامل، ففي عام
1978 اجتاحت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان وقامت باحتلاله احتجاجا على ما وصفته استغلال المقاومة الفلسطينية لهذه المنطقة في توجيه ضربات لشمال إسرائيل. وقد ظل هذا الوضع قائما حتى قامت إسرائيل باجتياح كل لبنان من الناقورة جنوبا حتى العاصمة بيروت شمالاعام 1982، ولم تخرج منها إلا بعد تفاهمات دولية خرج بمقتضاها في المقابل ياسر عرفات ورجاله من المقاومة الفلسطينية بشكل كامل من لبنان. ونتيجة لهذا الموقف عادت القوى الوطنية اللبنانية إلى التمسك ببقاء القوات السورية من أجل دحر العدوان الإسرائيلي.
- في عام 1989 وقع اتفاق الطائف ليعيد إحياء العلاقات الرسمية بين لبنان وسورية، بعدما أقر الاتفاق مبدأ"العلاقات المميزة" بين البلدين بمباركة دولية وعربية
- وترجم هذا الاتفاق عبر معاهدة "الأخوة والتعاون والتنسيق" التي وقعت بين البلدين عام 1991، والتي نصت على مايلى:
= الروابط الأخوية المميزة التي تربط البلدين والتي تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والانتماء الواحد والمصير المشترك والمصالح المشتركة.
=الإتفاق على أن يعمل البلدان على تحقيق أعلى درجات التعاون والتنسيق بينهما في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية وغيرها، بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين في إطار سيادة واستقلال كل منهما.
= في مجال السياسة الخارجية، اتفق البلدان على مساندة كل منهما الآخر في القضايا التي تتعلق بأمنه ومصالحه الوطنية ، والعمل على تنسيق سياستهما العربية والدولية، وتنسيق مواقفهما تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وقد شكلا لهذه الغاية مجموعة أجهزة، في مقدمها المجلس الأعلى اللبناني السوري، الذي يتألف من رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة في البلدين، وهيئة المتابعة والتنسيق، ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة الشؤون الاقتصادية، ولجنة شؤون الدفاع والأمن والأمانة العامة.
و بالرغم من أن المعاهدة شكلت نموذجاً مثالياً للعلاقات بين البلدين، لكن نصوصها كما الاتفاقات التي انبثقت عنها لم تدخل حيز التنفيذ فى كثير من الأحيان، فالمجلس الأعلى الذي تنص المعاهدة على انعقاده دورياً كل سنة لم يجتمع خلال السنوات ال14 التي تلت المعاهدة إلا مرات نادرة.
- منذ توقيع معاهدة الطائف وقع لبنان وسورية نحو 39 اتفاقية و80 بروتوكولاً ومذكرة وبرنامجا، كان آخرها في 31 يناير (كانون الثاني) 2005 في المجالات المختلفة. كانت باكورة الاتفاقات بينهما اتفاقية أمنية، وقعت بعد نحو أربعة أشهر من الطائف حملت عنوان "اتفاقية الدفاع والأمن"، وقد نصت على تأليف لجنة لشؤون الدفاع والأمن مهمتها التأكد من منع أي نشاط أو عمل أو تنظيم في كل المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية من شأنه إلحاق الأذى أو الإساءة للبلد الآخر.
- كما شملت الاتفاقات التي وقعت بين البلدين مجالات الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والعمل والصحة والنقل والزراعة والثقافة والتربية والرياضة والشباب والقضاء والتعليم المهني والفني والتقني والضرائب والاستثمارات والصناعة والملاحة البحرية والطيران وغيرها.
وفي جميع الأحوال، لا يمكن تقييم الطرف الأكثر استفادة من هذه الاتفاقات، لأنها في غالبيتها لم تطبق بالكامل، أو لم تطبق أبداً.
- بين شد وجذب ظلت المعارضة اللبنانية للوجود السوري تطالب على استحياء بخروج القوات السورية تحت سقف اتفاق الطائف حتى صدرالقرار الدولي رقم 1559 في سبتمبر 2004 الذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وبسط الحكومة اللبنانية سيطرتها على كامل أراضيها . ومنذ ذلك الحين استمر الضغط الدولي على سوريا من أجل الخروج من لبنان يتصاعد حتى جاءت حادثة مقتل الحريري لتزيد من هذه الضغوط بشكل أكثر حدة.
*العلاقات الاقتصادية
كانت العلاقات الاقتصادية اللبنانية السورية في عهد الانتداب أقرب الى الوحدة الإقتصادية والجمركية التامة ، ويديرها مجلس مصالح مشتركة باشراف المندوب السامي. وأنشئ مصرف سوريا، ومُنح حق إصدار النقود والإشراف على ميزانيتي البلدين، وامتياز إصدار عملة جديدة هي الليرة السورية، ثم حول إلى بنك "سوريا ولبنان" وكان من أهم المرافق الاقتصادية الحاضنة للرأسمال الفرنسي.
وكانت سوريا تعتمد على الموانئ اللبنانية لتصدير منتجاتها الزراعية مثل القطن والقمح ، وتستورد من خلالها مدخلات الصناعة والسلع الاستهلاكية المصنفة، عدا عن كون لبنان مقرا للمصالح المشتركة، والشركات ذات الامتياز.
واستمر البلدان - مع تحقيق الاستقلال- في الاحتفاظ بهيكل الوحدة بينهما، في إطار الاتحاد الجمركي الذي دفع إلى السماح بتداول النقد بحرية من دون التقيد بالسعر الرسمي، وقد شكلت سوريا ولبنان سابقة في علاقتهما الاقتصادية منذ خضوعهما للانتداب، وكان الاتحاد الجمركي اللبناني - السوري المحاولة الوحيدة التي قامت بها الدول العربية لتحقيق التكامل أو الاندماج الاقتصادي.
* العلاقات الاجتماعية
الروابط الاجتماعية والعائلية والروحية القائمة بين اللبنانيين والسوريين غير محصورة بفئات منهم بل هي موجودة لدى جميع الفئات من جميع الطوائف. ثمة عائلات واحدة موزعة بين لبنان وسوريا. ويذكر أن التداخل بين العائلات عمل على تعميق الوحدة في النسيج الاجتماعي والقومي.
**أزمات وتحولات
*قضية اللاجئين السياسيين السوريين في لبنان
- مرت العلاقات اللبنانية-السورية بمرحلة من التأزم وفقدان الثقة، خاصة في مسألة اللاجئين السياسيين السوريين في لبنان، ولكن في يونيو في عام 1961 قررت السلطات اللبنانية-السورية التعاون للحد من نشاط الشيوعيين، وترحيل عدد من السوريين المشتبه بهم من لبنان.
وخلال العام 1961 تحركت الدبلوماسية السورية باتجاه لبنان، فأبدت الأوساط السورية الرسمية رغبتها بحل القضايا السياسية قبل الدخول في مفاوضات اقتصادية، كما دعت لبنان الى عقد اتفاق اقتصادي شامل مع سورية والعراق، بشرط التعاون سياسيا، ولكن العلاقات سرعان ما تأزمت عام 1962 بسبب انتقادات الصحف اللبنانية للحكومة السورية.
* تواجد القوات السورية في لبنان
يمثل دخول القوات السورية الى لبنان عام 1976 مرحلة مميزة فى العلاقات الثنائية بينهما، حيث أعطت القوات البالغة نحو ثلاثين ألف جندي سوري،حضوراً أمنياً ملموس وقوة حقيقية في التأثير على الوضع اللبناني،كما أنها عززت تأثيرات عامل المواجهة اللبنانية العسكرية التي كان يتابعها حزب الله ضد إسرائيل في الجنوب.
وتميزت هذه القوات بأنها كانت ذات طابع أمني - عسكري مزدوج، لتؤكد من جهة حضور سوريا في الشأن اللبناني، كما تؤكد الحضور السوري في مواجهة إسرائيل من جهة ثانية.
- جملة من التحولات طرأت فى مرحلة لاحقة، فيما يتصل بالحضور السوري في لبنان، بسبب تطورات الداخل اللبناني والسوري من جهة، والتطورات الإقليمية من جهة أخرى.
تحولات الداخل اللبناني تمثلت في تصاعد المعارضة اللبنانية للوجود السوري في لبنان، وهي معارضة بدأت من التيار الذي مثله العماد ميشيل عون الداعي إلى خروج السوريين من لبنان، مروراً ببقايا القوات اللبنانية وحزب الكتائب، وصولاً إلى الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط الذي طالما كان حليف سوريا،إلا أنه الذي تبنى بعد ذلك الدعوة إلى إعادة النظر في العلاقات السورية - اللبنانية.
وكانت من أهم أسباب المطالبة بإعادة النظر في الوجود السوري في لبنان، وإعادة تأطير العلاقات اللبنانية - السورية مجدداً،عدة أسباب منها:
- خروج القوات الإسرائيلية من لبنان.
-اعتقاد بعض اللبنانيين بوجود تدخل سوري واسع في الشؤون اللبنانية
-الوجود الواسع للعمالة السورية في لبنان في الوقت الذي يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة
- توقيع إتفاق الطائف في العام 1989 الذي أسس شرعيا و قانونيا للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين وأوجد لها البيئة والشروط الموضوعية، ثم توقيع معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين في 1991 التي قامت بتأسيس ما يُسمّى بالمجلس الأعلى اللبناني–السوري، الأمر الذي أدّى الى توقيع العديد من الإتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات الثنائية والتى شملت النواحى الإقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية، إضافة إلى التعاون الأمني، وغير ذلك من موضوعات التعاون الأخرى.والتى وضع الكثير منها قيد التنفيذ، استناداً إلى المصالح المتبادلة بين البلدين.
هذه الإتفاقيات اعتبرها بعض اللبنانيون أنها تضرّ بمصالح الدولة اللبنانية والشعب اللبناني. لمساسها بحرية وإستقلال وسيادة الطرفان ،بينما اعتبرها البعض الأخرعملت على تعميق التكامل السوري - اللبناني. كما أنها فتحت للبنانيين أبواب أسواق سوريا .
- تطورآخر حدث، كان لا بد وأن يترك أثره على السياسة السورية في لبنان، وهو وفاة الرئيس حافظ الأسد والذي عجل في تحول السياسة السورية أكثر باتجاه الداخل، دون أن يفقد لبنان اهتمام سوريا به،هذاالتحول مهد وكرس لشكل جديد للعلاقة السورية مع لبنان.
* انعكاسات إغتيال رفيق الحريرى
دخلت العلاقات السورية اللبنانية بعد عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 في محنة حقيقية، وذلك بعد ان اتهمت أطراف لبنانية وغربية سوريا
بالمسؤولية المباشرة عن مسلسل عمليات التصفية والاعتقالات والتوقيف بحق المعترضين أو المختلفين مع النظام السوري، والتي بلغت ذروتها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وغيره من الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية.وظهرت خطورت الأزمة بشكل واضح بعد اتفاق القوى اللبنانية على العمل يدا بيد مع الولايات المتحدة وفرنسا لتصفية النفوذ السوري في لبنان، كما عبر عنها النزوح الجماعي للعمال السوريين الذين أدركوا بشكل عفوي تلبد المناخ بين البلدين،وكانت النتيجة الطبيعية المنتظرة لهذا الوضع هو التوتر فى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ونتيجة لذلك طرح اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري مسألة الانسحاب السوري من لبنان كما لم يحدث في أي وقت سابق ، وكشف عن خطورة الأزمة التي بدأت بضرب العلاقات السورية اللبنانية بالعمق والتي يهدد تفجرها بإعادة لبنان إلى دوامة العنف والفوضى من جديد من جهة ، حيث أثارت الإغتيالات مشاعر الغضب والثورة لدى طوائف من الشعب اللبناني والقوى السياسية، وخصوصا قوى 14 آذار وهو ائتلاف سياسي تشكل في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويضم طيفاً من القوى من أقصى اليمين وحتى اليسار اتفق على ضرورة خروج القوات السورية من لبنان وتفكيك وإنهاء الوجود العسكري والأمني في لبنان، معتبراً أن استمرار وجود القوات السورية ، يشكل انتهاكا وتجاوزا وإخلالا خطيرا باتفاق الطائف الذي اكد على وحدة وسيادة واستقلال لبنان ، وعلى أن وجود القوات السورية في لبنان أمر مؤقت إلى حين استكمال مقومات الدولة ومؤسساتها ومن بينها إعادة بناء الجيش اللبناني القوي. وهو ما شكل أساس الموقف اللبناني والدولي المطالب بانسحاب القوات السورية والذي تحقق بالفعل في يونيو 2005
-استمر البلدان فى مساعدة كل منهما للأخر بالرغم من التوتر فى العلاقات، وهو ما حدث بالفعل عند الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان فى صيف عام 2006، حيث وجد اللبنانيون في سوريا أفضل استقبال وعناية وترحاب، كما كان مطار سوريا هو منفذهم إلى الدول الأخرى ومنفذ الآخرين إليهم.
إلا ان العلاقة بعد الحرب رجعت إلى التوتر الذي آلت إليه بعد اغتيال الحريري، خاصة بين تيار الأكثرية "الموالاة" والسوريين.وذلك رغم تحذير المراقبين من أن تصاعد التوتر في العلاقات اللبنانية السورية لا يخدم ايا من البلدين، لانه يخلق قطيعة تضر بالشعبين، وخاصة الشعب اللبناني الذي يتعافي حاليا من حرب اسرائيلية تدميرية، كلفت اقتصاده خسائر مادية تزيد عن عشرة مليارات دولار.
*تأخر التوافق على اختيار رئيس للبنان
- أزمة أخرى ساهمت فى مزيد من التوتر، وهواتهام الأكثرية في لبنان للنظام السوري بتعطيل التوافق على اختيار رئيس للبنان عبر حلفائها من المعارضة وحزب الله، بينما نفت دمشق ذلك وأشارت الى أن دولاً عربية وأجنبية تدخلت في لبنان وعطلت هذا التوافق.
وكان انتخاب رئيس للبنان خلفا للرئيس إميل لحود الذى انتهت ولايته 8 نوفمبر/تشرين الثاني2007 قد شهد عملية طويلة وشاقة بسبب وجود خلافات كبيرة بين الاكثرية فى البرلمان الموالية للحكومة والمعارضة بقيادة حزب الله، حيث تأجل انعقاد البرلمان لانتخاب رئيس للبنان مرات عديدة.
- اختارت لبنان القطيعة مع قمة دمشق،وهى السابقة الأولى التي يتغيب لبنان فيها عن حضورا قمة عربية خاصة وأن سوريا ترأستها للمرة الأولى، وذلك لدواع متعلقة بجوهر الخلاف في العلاقات اللبنانية السورية.خاصة تداعيات تأخراختيار رئيس للبنان، إلا أن سوريا من ناحيتها أكدت تأييد الحوار بين اللبنانيين، وأعتبرته السبيل الوحيد لحل الازمة الرئاسية فى لبنان، وأشارت الى استعداد سوريا لتقديم كل مساعدة ممكنة من اجل تحقيق الامن والاستقرار فيها.
مبادرات عربية لحل الأزمة
- قامت مصر والسعودية بمبادرات طيبة لتنقية أجواء العلاقات بين البلدين، تجاوبت الحكومة السورية معها. لكن مواصلة بعض الأطراف اللبنانية اتهاماتها على أن سورية متورطة في الاغتيالات،وفى تعطيل التوافق حول انتخاب رئيس للبنان، حالت دون أن تؤتي هذه المبادرات ثمارها حتى الآن.
**ويذكرأن لبنان قد حدد في شكل واضح ما يريده من دمشق وتتلخص فيمايلى:
- علاقات ديبلوماسية تشبه تلك القائمة بين أي دولتين عربيتين.
- ترسيم الحدود بين البلدين.
- توقيع سوريا رسمياً خرائط مزارع شبعا ليثبت لبنان هويتها، ويستطيع التعامل مع وضعها دولياً سواء بالمطالبة بجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها وفقاً للقرار 425، أو استخدام المقاومة إذا فشلت الديبلوماسية. وباختصار، فإن لبنان يريد أن تعترف به سورية دولة كاملة الأركان وليس ساحة تتضمن أوراقاً يمكن استخدامها في معركة الصمود ضد إسرائيل أو في معركة التفاوض من أجل تحسين شروط عملية السلام.
وفى النهاية يرى المراقبون أن دمشق وبيروت قادرتان على استعادة علاقات الأخوة بالحوار الهادئ والحرص المتبادل إنطلاقاً من الإدراك بأن للبلدين مصيراً مشتركاً وروابط تاريخية وجغرافية يصعب تجاهلها . وهذا بفرده كفيل بأن يذلل كل العقبات ويزيح ما تراكم بينهما من حواجز، ويعيد للعلاقات السورية اللبنانية الدفء بما يخدم مصلحة الشعبين الجارين، والعمل العربي المشترك، وأمن المنطقة واستقرارها .
**معلومات أساسية عن لبنان
العاصمة: بيروت
النظام السياسي: برلماني ديموقراطي
اللغة الرسمية: العربية اضافة الى انتشار واسع للغات الفرنسية والإنكليزية والأرمنية
العملة: الليرة اللبنانية
المساحة: 10,452 كلم2
عدد السكان: 4.5 ملايين
موانىء: بيروت (رئيسي)، طرابلس (الميناء الرئيسي لمنطقة الشمال)، وصيدا (الميناء الرئيسي لمنطقة الجنوب).
**معلومات اساسية عن سوريا
العاصمة: دمشق
المدن الرئيسية: حلب وحمص واللاذقية وحماة.
المساحة: 180.185 كم مربع، وهذه المساحة تدخل فيها الأراضي السورية المحتلة منذ العام 1967 ومساحتها (1295 كم مربع).
عدد السكان: 17.1 مليون نسمة (2002م)
تاريخ الاستقلال: 17 أبريل/ نيسان 1946 (من الانتداب الفرنسي الذي فرض عام 1916 بمقتضى تكليف من عصبة الأمم).
العملة المتداولة: الليرة السورية وتساوي100 قرش
الموارد الطبيعية: البترول والفوسفات والكروم والمنجنيز الخام والرخام والجبس.
اللغة: العربية هي اللغة الرسمية والفرنسية شائعة الاستعمال.
أهم الصناعات: البترول والنسيج وصناعة المواد الغذائية والمشروبات والتبغ.
أهم الحاصلات الزراعية: القمح والشعير والقطن والعدس واللحوم والدواجن والألبان.
أهم الصادرات: تتمثل في 65% الأغذية والحيوانات الحية 16% والمنسوجات 16%.
أهم الواردات: الآلات 25% والأغذية والحيوانات الحية 15% ومعدات النقل 12% والكيماويات 8%.
التقسيمات الإدارية والسياحية
تنقسم سورية إدارياً الى 14 محافظة وتصنف المحافظات السورية بدورها الى ثلاث مناطق :
المحافظات الجنوبية : دمشق ،ريف دمشق ،السويداء ن درعا ، القنيطرة .
المحافظات الغربية الوسطى : حمص ، حماة ، طرطوس ،اللاذقية ، ادلب .
المحافظات الشمالية - الشرقية : حلب ، الرقة ، دير الزور ، الحسكة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.