تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخميس بضرب حماس غداة يوم واحد من الهجوم الفلسطيني الذى استهدف معبر ناحال عوز الذي تمر منه المحروقات المخصصة لقطاع غزة الاربعاء وأسفر عن مقتل جنديين اسرائيليين وجرح 3 آخرين . وقال اولمرت لنواب من حزبه حزب كاديما "حماس مسؤولة عما يحدث في الجنوب ، واعدكم بان الرد على حماس سيكون ردا لا يمكنها بعده ان تعمل بالشكل الذي تعمل به اليوم" وقد أغلقت اسرائيل المعبر الخميس ، وهددت ب "تصفية الحسابات مع حماس" ، وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق النشاطات العسكرية في قطاع غزة شادي ياسين "المعبر مغلق حاليا وفتحه سيكون مرتبطا بتقييم على مستوى عال في المؤسستين العسكرية والحكومية". وفى السياق ذاته ، توعد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي بتصفية الحسابات مع حركة حماس. من جانبها، اكدت حركة حماس الخميس ان التهديدات الاسرائيلية ضدها تهدف الى "تهيئة المناخات" لحملة عسكرية اسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة. وحذر سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس الاحتلال الاسرائيلي من الاقدام على اي حماقة من هذا النوع قائلا "لدينا كل الثقة والقدرة على افشال هذا العدوان". وتابع "نؤكد على مباركتنا لعملية ناحال عوز باعتبارها رد فعل طبيعي على جرائم العدوان والحصار والاحتلال الذي يتحمل مسؤولية التصعيد في المنطقة". وكانت اسرائيل قد ردت بهجمات على غزة ادت الى استشهاد خمسة فلسطينيين واصابة عشرة آخرين. الوقود ينقطع عن غزة من ناحية أخرى ، توقف تدفق الوقود الاتي من اسرائيل الى قطاع غزة الخميس بعد يوم من الهجوم على المعبر الحدودي الذى تمر عبره الامدادات الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة ( حماس) والذى يعد المنفذ الوحيد لنقل الوقود الى القطاع ولسكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة. وقال بلال عبد الرحمن وهو والد طفلين من مدينة غزة ان الحركة متوقفة في غزة مشيرا الى نقص البنزين. واستشهد ناشطان فلسطينيان ومدنيان في رد لقوات اسرائيلية مدعومة بالدبابات على الهجوم. وذكر تقرير اصدره مركز بحثي اسرائيلي الخميس ان حماس مشغولة بعملية كبيرة للتزود بالسلاح بمساعدة ايران وسوريا تشمل صواريخ مداها اطول وأسلحة مضادة للدبابات. وأكد مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان الحكومة "لا تستطيع ان تقف ساكنة لتراقب" ولم يذكر الطريقة التي قد ترد بها اسرائيل. وأوضح الاتحاد الاوروبي الذي يمد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالوقود انه لم يضخ اي وقود الخميس عبر ناحال عوز ، وقال مسؤول من الاتحاد الاوروبي انه ليس من المحتمل استئناف الامدادات قبل الاحد. وذكر محمود الخزندار رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في القطاع ان اسرائيل شددت حصارها بعد استيلاء حماس على القطاع وقبل هجوم يوم الاربعاء لم تكن تسمح بدخول الا قسط من البنزين والديزل الذي تستهلكه غزة عادة. وقال الخزندار ان الحكومة المقالة في غزة تأخذ ما يقرب من 30 في المئة من كل الوقود القادم الى القطاع قبل توزيعه على محطات الوقود ، واضاف ان محطات وقود اضطرت الى الاغلاق وغاز الطهي قد ينفد الجمعة والازمة ستتفاقم. ويباع جالون البنزين مقابل 30 دولارا في السوق السوداء أي بمعدل 7.50 دولار للتر تقريبا. والمستهلكون الذين يحتاجون الى اسطوانة من غاز الطهي وجدوا الاسعار تقترب من 111 دولارا أي مثلي سعرها تقريبا قبل يومين. واتهمت اسرائيل سلطات حماس بعدم السماح بتوزيع الوقود الذي تم ضخه قبل الغارة على حاويات في الجانب الفلسطيني من ناحال عوز. ويقول موزعون فلسطينيون انهم مضربون احتجاجا على خفض اسرائيل لامدادات الوقود. ومع قلة الوقود ارجأ سكان غزة جولاتهم تكيفا مع الاوضاع وذهبوا الى أعمالهم والمدراس سيرا على الاقدام. وحذرت جهات فلسطينية من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بعد تقليص إسرائيل إمدادات الوقود والتي لا تلبي سوى 30٪ من احتياجات غزة من السولار، و7٪ من احتياجاتها من البنزين. (رويترز ، أ ف ب )