صرح مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إنه لن يجري مفاوضات مع وزير الأمن إيهود باراك، حول تقديم موعد الانتخابات، وذلك في أعقاب تقديرات الجهاز السياسي بأن باراك سوف يطالب بتقديم موعد الانتخابات إلى مطلع العام 2009، بدلا من موعدها الطبيعي في خريف عام 2010. وتشير التقديرات إلى أن معارضة تقديم موعد الانتخابات ستكون الرسالة الأولى التي يعرضها أولمرت مساء نشر التقرير، وذلك في إطار محاولاته لمنع تفكك الائتلاف الحكومي خاصة وأنه يخشى من سيناريو يخضع فيه باراك إلى ضغوط شعبية وسياسية لتنفيذ تعهداته من العام الماضي بالعمل على تغيير رئيس الحكومة أو العمل على تقديم موعد الانتخابات بعد نشر التقرير. ونقلت صحيفة يديعوت أخرنوت عن مقربين من أولمرت بأنه لن يشارك في الاتصالات المحتملة في داخل الائتلاف لتحديد موعد متفق عليه لتقديم موعد الانتخابات. وعلي حد قولهم ان أولمرت يرفض إدخال البلاد في الانتخابات التي ستمس بالاقتصاد وبالعملية السياسية الجارية مع الفلسطينيين. كما نقل أن أولمرت يعارض فكرة تقديم موعد الانتخابات بادعاء أن ذلك نابع من مصلحة وطنية وليس سياسية في الوقت نفسه لا ينفي المقربون من أولمرت ادعاءات أخرى تقول ان تقديم موعد الانتخابات يعني فوزا لليكود. وكان أولمرت قد طلب من أعضاء كتلته أمس الحفاظ على هدوئهم بعد نشر التقريروقال إن "كاديما" سيقود البلاد لسنوات أخرى. وفي المقابل فإن تقديرات حزب العمل تشير إلي اعلان باراك سيتم الأسبوع القادم، وكان باراك قد صرح أمس إنه سيبلور قراره النهائي بالنسبة لمستقبل حزب العمل في الحكومة بعد الاطلاع على تقرير لجنة فينوجراد. وعلاوة على ذلك فإن أعضاء الكنيست من حزب العمل الذين يؤيدون استقالة حزب العمل من الحكومة بعد نشر تقرير فينوجراد، سيقومون بعقد اجتماع لناشطي الحزب في تل أبيب وذلك في إطار جهود إيتان كابل وأوفير بينيس وداني ياتوم للتأثير على باراك. أما في الليكود فمن المتوقع أن يصرح الحزب بأنه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته بعد تقديم موعد الانتخابات وذلك ردا على الادعاءات بأن نتانياهو سيعمل على تشكيل ائتلاف يميني يضم "يسرائيل بيتينو" وحزب أركادي جايدميك. كما أشارت الصحيفة إلى أن "كاديما" سوف يلجأ إلى عدة وسائل دفاعية ردا على التقرير من بينها عدم مواجهة عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب، والتأكيد على أنه تمت معالجة كافة النواقص في الجيش وتحديث العتاد وإعداده للحرب، كما أن كافة وحدات الاحتياط قد تدربت، وأن الجيش لا يتحدث كثيرا في وسائل الإعلام. ومن المتوقع أن توجه غالبية الانتقادات إلى رئيس هيئة أركان الجيش السابق دان حالوتس بسبب أدائه خلال الحرب، وكما يبدو فلن يشتمل التقرير على تصريحات شخصية حادة وذلك بسبب تعهد اللجنة بتجنب ذلك. وفي السياق ذاته كان القائد العسكري لمنطقة الشمال خلال الحرب أودي آدم قد تطرق أمس إلى الحرب للمرة الأولى بعد استقالته سبتمبر 2006، حيث صرح بأنه يتحمل المسؤولية عن نتائج الحرب في منطقته وتوصل إلى نتيجة أنه يجب عليه تقديم استقالته مع خروج آخر جندي من لبنان. فمن المتوقع أن يتم تسليم التقرير من قبل لجنة فينوجراد الساعة الخامسة من مساء غد الأربعاء والذي يمتد على مجلدين يضمان أكثر من 500 صفحة وكان قد تم تعيين اللجنة في سبتمبر من العام 2006 لفحص الإخفاقات في الحرب الأخيرة على لبنان وخصص لها 14 مليون شيكل صرف منها 10 ملايين شيكل خلال 485 يوم عمل مثل أمامها خلالها 75 شاهدا. وكان قد توجه أعضاء اللجنة إلى بلدية القدس أمس وذلك للتيقن من الثلوج التي يتوقع أن تتساقط اليوم وغد كي لا تؤدي إلى عرقلة تقديم التقرير إلى رئيس الحكومة في موعده المحدد.