شهدت دار الأوبرا فى دمشق مساء الاثنين العرض الأول لمسرحية "صح النوم" للفنانة اللبنانية فيروز التي عادت الى عشاقها السوريين بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما ، مما أسال الدموع في عيون الكثير من عشاقها في دار الاوبرا السورية. وضاق مسرح دار الاوبرا بنحو 1200 مشاهد تقدمهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وسط اجراءات امنية مشددة. وتلعب فيروز دور البطولة في المسرحية في أجواء اختلط فيها الحنين الى الموسيقى الرحبانية بشغف لقاء الفنانة اللبنانية الكبيرة التي يحفل سجلها الغنائي بقصائد تتغنى بدمشق. ويأتي عرض المسرحية- التي تدور حول حاكم مستهتر تتحداه امرأة فقيرة وهي من تأليف الموسيقار اللبناني الراحل عاصي الرحباني - ضمن فعاليات الاحتفال باختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 ، ونظرا للاقبال الكبير التى شهدته تم تمديد العرض لليلتين اضافيتين لتستمر حتى الرابع من شباط/فبراير القادم. وكانت فيروز قد وصلت مساء الاربعاء الماضى الى دمشق وكان في انتظارها حشد من المعجبين عند الحدود السورية اللبنانية. ومنذ اعلان الامانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 عن بدء بيع بطاقات مسرحية "صح النوم" ورغم ارتفاع سعرها قياسا بدخل السواد الاعظم من السوريين ، صار الحصول على تذكرة الحضور هاجسا يشغل الكثيرين ممن لا يفارق صوت فيروز صباحاتهم. واثارت فيروز وهي في السبعينات من عمرها وتعد ايقونة ثقافية في العالم العربي جدلا بقبولها دعوة من حكومة البعث في دمشق في وقت تتزايد فيه التوترات بين سوريا وجارتها لبنان. واتهم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط فيروز بانها تخدم مصالح الاستخبارات السورية التي يحملها مسؤولية سلسلة من الاغتيالات السياسية في لبنان. وقال نائب اخر في البرلمان اللبناني انه يجب على فيروز الا تغني "لسجاني لبنان" في اشارة الى السيطرة والوجود العسكري السوري في لبنان منذ عام 1976 حتى انسحاب القوات السورية عام 2005. كما وجهت مجموعة من النشطاء السياسيين السوريين الدعوة الى فيروز لمقاطعة دمشق واشاروا الى حمل الحكومة المتكرر على المعارضين وقبل ساعة فقط من بدء عرض (صح النوم) القي القبض على المعارض البارز رياض سيف. ولكن لم تستجب فيروز للانتقادات وكانت اخر مرة تشدو فيها في دمشق في ثمانينيات القرن الماضي في سنوات الحكم الحديدي للرئيس حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد فيما كانت القوات السورية ما تزال مرابطة في لبنان. وقال المعلق السياسي السوري ايمن عبد النور رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء الالكترونية ان فيروز تغني للشعب السوري وليس للحكام "السوريون يعتبرون فيروز لهم كما هي للبنانيين." ، وقال النحات السوري مصطفى علي ان فيروز كانت دائما تعامل كامبراطورة فى دمشق".