اثارت جمعية اميركية لحماية المستهلك استنكار الاوساط الطبية والصناعية لتشكيكها في مقولة عدم ضرر مادة البوتوكس التي يستخدمها الملايين في جميع انحاء العالم لاخفاء التجاعيد واثار الزمن. وطالبت الجمعية ادارة الاغذية والادوية الاميركية بالزام الشركات المنتجة بالاشارة في نشرة منتجاتها الى المخاطر القاتلة احيانا المتعلقة بالحقن بالبوتوكس. والبوتوكس الذي يجرى تسويقة تحت مسميات مختلفة وفقا للشركات المنتجة هو في الاصل مادة سامة شديدة المفعول واقوى 40 مليون مرة من سم السيانور. وهذه المادة السامة تفرزها بكتيريا تسمى بوتولينيوم هي المسؤولة عن مرض تحلل اللحم القاتل والذي يمكن الاصابة به عن طريق تناول معلبات فاسدة. لكن سم البوتوكس يمكن اذا تم حقنه بجرعات مخففة للغاية ان يصيب عضلات الوجه المستهدفة بالشلل ما يؤدي الى اخفاء التجاعيد الى حد كبير لمدة خمسة او ستة اشهر. ويلجا ملايين الاشخاص في العالم الى هذا العلاج التجميلي الذي اصبح ظاهرة اجتماعية في دول مثل الولاياتالمتحدة. وفي عريضتها شددت الجمعية الامريكية لحماية المستهلك على ان ادارة الاغذية والدواء الاميركية لم تسمح باستخدام البوتوكس سوى في عدد محدود من التطبيقات العلاجية من بينها التشنج اللاارادي لعضلات العنق والاكتاف او الرجفة اللاارادية للجفون والتعرق الزائد تحت الابطين. والاستخدام الوحيد للبوتوكس المسموح به في التجميل هو لاخفاء الخطوط العميقة بين الحاجبين. واكدت الجمعية ان "معظم الاستخدامات التجميلية للبوتوكس لم تحصل على موافقة" الادارة الاميركية للاغذية والدواء. واعربت عن قلقها من حالات استخدام البوتوكس في اجزاء اخرى من الجسم يمكن ان ينجم عنه عواقب خطيرة مثل شلل الجهاز التنفسي او صعوبات في البلع يمكن ان تتحول الى التهاب رئوي. وبتحليل بيانات ادارة الاغذية والادوية اوضحت الجمعية ان استخدام البوتوكس كان السبب في نقل 87 شخصا الى المستشفيات في الولاياتالمتحدة من تشرين الثاني/نوفمبر 1997 الى 31 كانون الاول/ديسمبر 2006 توفي 16 شخصا منهم. كذلك ابدت الجمعية قلقها لكون بيانات ادارة الاغذية والادوية تستند الى المعلومات المقدمة طوعا من الشركات المنتجة معتبرة ان عدد الحالات يمكن ان يكون اكثر بعشرة اضعاف. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي اتخذ بالفعل اجراءات العام الماضي لتحذير الاطباء من المخاطر المرتبطة بهذه المادة السامة. كذلك اكدت جمعية جراحي التجميل الاميركيين ان المضاعفات الناجمة عن الحقن بالبوتوكس "نادرة" وان محاذير جمعية بابليك ستيزن اخذت بالفعل في الاعتبار على مستوى بطاقة تعريف العقار. وباسم اعضائها الخمسة الاف اكدت الجمعية الاميركية للجراحات الجلدية في اليوم نفسه انها ستواصل استخدام البوتوكس مؤكدة ان المخاطر المحتملة واضحة بجلاء في نشرة المنتج.