شارك آلاف من المواطنين العرب أمس، في تحرّك هو الأول من نوعه في ست دول عربية، لمناسبة «اليوم العالمي ضد تغير المناخ»، مطالبين بخطوات جدية وفعالة للحدّ من هذه المشكلة العالمية. ونزل الى الطرقات ممثلون وناشطون من منظمات حكومية وغير حكومية، إضافة الى ناشطين في كل من لبنان والمغرب ومصر والأردن وفلسطين والإمارات، منضمين بذلك إلى مواطني أكثر من 80 دولة في هذا التحرك العالمي. وعلى رغم الأزمة السياسية السائدة ورداءة الطقس في بيروت، شارك أكثر من 2000 شخص في مسيرة قطعت 3 كيلومترات ضد تغير المناخ. وعدد المشاركين في هذا النشاط مماثل بمشاركة 150 ألف شخص في الولاياتالمتحدة، إذا أخذنا في الاعتبار عدد السكان في البلدين. «تحركوا ضد تغير المناخ»، «لا للنفط»، «أنقذوا أطفالنا من التلوّث»، «الطاقة البديلة الآن» عبارات كتبت على لافتات حملها الناشطون لتوعية الناس وأصحاب القرار على مخاطر التغيرات المناخية. وشارك في التحرّك عدد من السفراء والشخصيات الاجتماعية. ووزّعت رابطة الناشطين المستقلين التي نظمت هذا التحرك في بيروت مناشير تتضمن معلومات وأرقاماً عن أخطار هذه المشكلة العالمية. كما وقّع المشاركون على عريضة تطالب جامعة الدول العربية باعتبار مشكلة تغير المناخ من أولويات سياساتها في المنطقة. وأعلن المدير التنفيذي للرابطة وائل حميدان أن هذا النشاط هو أكبر تحرك بيئي في تاريخ العالم العربي. وأضاف: «على خلاف بقية دول العالم، فإن الدول العربية لا تعطي هذه المشكلة الأهمية التي تستحقها». وذكّر حميدان أن قمة عربية استثنائية ستعقد في 2008 لمناقشة الشؤون الأقتصادية والتنموية في العالم العربي، متمنياً أن تستثمر الجامعة العربية هذه الفرصة لتأخذ خطوات فاعلة لحل مشكلة تغير المناخ ودعم معاهدة دولية جديدة في العام 2009. والمعروف أن الأممالمتحدة صنّفت تغير المناخ كأكبر مشكلة تواجه العالم في الألفية الجديدة، وشبّهت آثارها بآثار حرب نووية عالمية. وأقيم هذا التحرك العالمي بالتزامن مع وجود آلاف الممثلين لأكثر من 200 دولة في جزيرة بالي في إندونيسيا، لدرس الخطوات المستقبلية للحد من مشكلة تغير المناخ، بهدف الوصول الى اتفاقية جديدة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسبّبة للإحتباس الحراري بعد انتهاء التزامات اتفاقية كيوتو في العام 2012. وبحسب توقعات اللجنة العالمية حول تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة لدينا فقط حوالى عشر سنوات للسيطرة على انبعاثات هذه الغازات، وإلا لن يستطيع العالم تفادي تأثيرات تغير المناخ الوخيمة.