قرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تأجيل الجلسة التى كانت مقررة الجمعة لانتخاب رئيس للجمهورية الى الثلاثاء المقبل الموافق 11 كانون الاول/ديسمبر الجاري، حسب ما أعلنت الأمانة العامة للمجلس. وكان قد أعلن مسؤولون- في الأغلبية البرلمانية اللبنانية وفي المعارضة- فى وقت سابق أن مجلس النواب سيجتمع الجمعة لتعديل الدستور كي يتمكن من إنتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية. وقال نائب في كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها زعيم الأغلبية سعد الحريري "هناك جلسة لتعديل الدستور الجمعة". ومن ناحيته، قال نائب في كتلة التنمية والتحرير النيابية- التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري (احد اركان المعارضة)- إن رئيس مجلس النواب طلب من نواب كتلته البرلمانية أن يكونوا حاضرين داخل مجلس النواب، وأن يدخلوا القاعة لتعديل الدستور. ولم يستبعد النائب نفسه ان تلي جلسة تعديل الدستور جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية. وجاء هذا الاعلان في وقت كانت مختلف الاطراف تتوقع الخميس تأجيلا سابعا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة الجمعة، وذلك بعد مرور اسبوعين على الفراغ الرئاسي. وتعديل الدستور هو شرط اساسي لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية لان الدستور يمنع انتخاب كبار موظفي الدولة لهذا المنصب الا بعد مرور عامين على الاقل على استقالتهم من مناصبهم. ومن جهة أخرى، أعلن مصدر دبلوماسي في بيروت أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مدد زيارته للبنان حتى الجمعة. ومن جهتها، عقدت المعارضة اجتماعا في منزل رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون لبحث الازمة السياسية التي يشهدها لبنان. وقال مصدر في المعارضة- فضل عدم الكشف عن هويته- إن المجتمعين ناقشوا الامور المستجدة، واتفقوا على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات نيابية في موعدها بعد اقرار قانون جديد للانتخابات. ومن جهة أخرى، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السياسيين المتخاصمين في لبنان كي يظهروا صفاتهم كرجال دولة، وأن يضعوا خلافاتهم جانبا للتوصل الى اتفاق حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ وذلك في اشارة الى الخلافات السياسية في لبنان حول تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرا الى ان هذا الفراغ الدستوري لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير- الذي يزور بيروت حاليا- قد عقد اجتماعا الليلة الماضية مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والنائب سعد الحريري دون اعلان الاتفاق على اجراء الانتخابات الرئاسية. وقال كنعان حتى لو تم اتفاق بين المعارضة والموالاة، ليس هناك متسع من الوقت اذ لا يمكن تعديل الدستور بين عشية وضحاها. وكانت المعارضة والاغلبية النيابية قد تبادلت الاتهامات بتعطيل جلسة مجلس النواب المقررة الجمعة لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان خلفا للرئيس إيميل لحود الذي انتهت رئاسته. وما يعيق البدء بالاجراءات الدستورية لانتخاب سليمان رئيسا للبلاد بعد اتفاق المعارضة والمولاة عليه، هي الشروط التي وضعها الزعيم المسيحي عون المتحالف مع حزب الله. ويطالب عون بالاتفاق على اسم رئيس الوزراء المقبل، بحيث يختاره زعيم الاغلبية، لكن بعد الاتفاق مع عون وحزب الله وتقديم الاغلبية ضمانات بزيادة حصة عون في الحكومة المقبلة، بحيث تعكس حجم كتلته النيابية التي تعتبر اكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني.