بدأ «المركز القومي للبحوث» تنفيذ ثلاثة مشاريع بحثية كبرى في مصر، تشمل طاقتين نظيفتين هما الهيدروجينية والشمسية، وتحلية مياه البحر، واستخدام تقنيات النانوتكنولوجي Nanotechnology لخدمة قطاعات الصناعة والصحة والزراعة. ورصد لتلك المشاريع موازنة تتراوح بين 55 و60 مليون جنيه. وسيُنفذ كل مشروع خلال تسع سنوات مقسمة على ثلاث مراحل. وصرح رئيس المركز القومي الدكتور هاني الناظر أخيراً، بأن هذه المشاريع «تأتي في إطار سياسة المركز الرامية لتفعيل دور الخطط البحثية لحل مشاكل المجتمع». وأضاف أن المشاريع البحثية في المركز «تهدف لتطوير استراتيجية تواكب المتغيرات العلمية المتسارعة والاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمع المصري في المجالات الخدمية والإنتاجية». ولفت إلى أن البحث العلمي في مجال الطاقة الشمسية لقي اهتماماً ملحوظاً من جانب العلماء والمسؤولين في المركز القومي للبحوث منذ نشأته، «وحينها، أطلق معمل الطاقة الشمسية في شعبة البحوث الهندسية مشاريع عن التحويل المباشر للطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية (ما يُعرف باسم «الخلايا الشمسية»)، إضافة الى مشاريع التحويل غير المباشر للطاقة الحرارية للشمس بعد تركيزها، بهدف استعمالها في التدفئة وتسخين المياه وتشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء وغيرها». وأكّد أن العقود الخمسة الماضية شهدت تكوّن قاعدة علمية في هذا المجال، «إذ نال معمل الطاقة الشمسية في المركز دعم دول ومؤسسات أجنبية تعمل على نقل الخبرة العلمية من خلال مشاريع مموّلة من ألمانيا والولايات المتحدة الاميركية». وأشار الناظر إلى أن المركز بدأ تنفيذ برنامج الطاقة المتجددة «الذي يتكون من خمسة أقسام رئيسية هي استخدام الطاقة المتجددة مثل إنتاج كهرباء من الخلايا الشمسية؛، وتشغيل توربينات كهرباء من طريق مصادر للطاقة تشمل الرياح وجوف الأرض وحركة المد والجزر». وزاد ان البرنامج يشمل إنتاج الهيدروجين باستخدام الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية في التحليل الكهربائي للمياه؛ وتخزين الهيدروجين تحت ظروف آمنة، ثم استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة نظيفة ومتجددة سواء في المحركات مباشرة أو باستعماله في خلايا الوقود لإنتاج الكهرباء لتسيير المركبات من دون انبعاثات ضارة بالبيئة». وحول مشروع تحلية مياه البحر، نبّه الناظر إلى أن التحلية «تعدّ من المصادر الواعدة لتوفير احتياجات تنمية المجتمعات العمرانية والصناعية في مصر، خصوصاً على ضوء محدودية الموارد المائية الحالية، وكذلك تنافس هذه التكنولوجيا الطرق التقليدية مثل نقل المياه العذبة من الوادي إلى بعض المناطق النائية... والمثير أن تحلية المياه تُمثّل بديلاً اقتصادياً رخيصاً بالمقارنة مع الوسائل التقليدية في نقل المياه». وأوضح الناظر أن الاتجاهات المتداولة بالنسبة لمشاريع تحلية المياه والتي ينفذها المركز «تشمل اختيار تكنولوجيا تحلية المياه وتحضير الأغشية المستخدمة في بعض تكنولوجيات التحلية وتحضير بعض المواد المستخدمة في وحدات التحلية بغرض منع تكوّن الرواسب وتآكل المعادن بالمياه المالحة. ولفت أخيراً إلى أن المشروع الثالث يتناول بعض التطبيقات المبتكرة للنانوتكنولوجي في مجالات الصناعة والزراعة والصحة، «ما يعتبر تحديثاً للصناعة المصرية وتطويراً لقطاعات الزراعة ولصناعات الدواء بما يتماشى مع الاتجاهات الحديثة عالمياً».