الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    الأوقاف: افتتاح 21 مسجدًا الجمعة المقبلة    غدا، محافظة القاهرة تبدأ فتح باب تلقى طلبات التصالح في مخالفات البناء    وزارة السياحة والآثار تشارك في سوق السفر العربي بالإمارات    بعد غد.. انطلاق مؤتمر "إعلام القاهرة" حول التغيرات المناخية    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    المقاومة تطلق رشقات صاروخية على مستوطنات إسرائيلية فى غلاف غزة    المقاومة في العراق تستهدف بالطيران المسيّر قاعدة "يوهنتن" الإسرائيلية    مدينة برازيلية تغرق تحت مياه الفيضان    كريم شحاتة: تقدمت باستقالتي من البنك الأهلي حفاظا على كرامتي    بيان رسمي من نادي الزمالك بشأن أخطاء الحكام ضد الأبيض في الدوري الممتاز    تعرف على أسباب خروج «ديانج» من حسابات «كولر»    أخبار مصر اليوم: السيسي يدعو كل الأطراف للوصول إلى اتفاق هدنة بغزة.. قرار جديد بشأن طلبات التصالح في مخالفات البناء    الخميس.. إيزيس الدولي لمسرح المرأة يعلن تفاصيل دورته الثانية    اهم عادات أبناء الإسماعيلية في شم النسيم حرق "اللمبي" وقضاء اليوم في الحدائق    ليلى علوي تحتفل بشم النسيم مع إبنها خالد | صورة    محمد عدوية: أشكر الشركة المتحدة لرعايتها حفلات «ليالي مصر» ودعمها للفن    هل يجب تغطية قَدَم المرأة في الصلاة؟.. الإفتاء توضح    أدعية استقبال شهر ذي القعدة.. رددها عند رؤية الهلال    لذيذة وطعمها هايل.. تورتة الفانيليا    إزالة 164 إعلاناً مخالفاً خلال حملة مكبرة في كفر الشيخ    تفاصيل التجهيز للدورة الثانية لمهرجان الغردقة.. وعرض فيلمين لأول مرة ل "عمر الشريف"    التيار الإصلاحى الحر: اقتحام الاحتلال ل"رفح الفلسطينية" جريمة حرب    غارة إسرائيلية تدمر منزلا في عيتا الشعب جنوب لبنان    قدم تعازيه لأسرة غريق.. محافظ أسوان يناشد الأهالي عدم السباحة بالمناطق الخطرة    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    أرخص موبايل في السوق الفئة المتوسطة.. مواصفات حلوة وسعر كويس    بعد فوز ليفربول على توتنهام بفضل «صلاح».. جماهير «الريدز» تتغنى بالفرعون المصري    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    عضو ب«الشيوخ» يحذر من اجتياح رفح الفلسطينية: مصر جاهزة لكل السيناريوهات    رفع الرايات الحمراء.. إنقاذ 10 حالات من الغرق بشاطئ بورسعيد    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    برلماني يحذر من اجتياح جيش الاحتلال لرفح: تهديد بجريمة إبادة جماعية جديدة    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    حبس المتهمة بقتل زوجها بسبب إقامة والده معها في الإسكندرية    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التيار الصدرى..بين الماضى والحاضر
نشر في أخبار مصر يوم 03 - 12 - 2007


فى هذا الملف:
*نشأة الفكر الصدرى
*ماهية التيار الصدري
*الملامح الفكرية للتيار الصدري
* ظهورمقتدى الصدر
*مدينة الصدر
* جيش المهدى
*موقف التيارمن الإحتلال الأمريكى
*تقييم للظاهرة الصدرية
نشأة الفكر الصدرى:
إذا اردنا أن نتعرف على بدايات الفكر الصدري فإنها تعود فى جذورها إلى الدعوة التي أطلقها المرجع الشيعى محمد صادق الصدر منذ اوائل السبعينات لإصلاح المجتمع العراقى وانتقاد الأوضاع العامة فيه ، ثم تأسيس الحوزة العلمية التي اجتذبت فئات عريضة من شيعة العراق.
ويعتقد بعض المحللين ان اصل كلمة التيار الصدرى تمثلت فى أنها مصطلح أطلق على الاشخاص الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه التي جاء بها الخميني في كتابه (ولاية الفقيه) الذي كتبه في العراق وطبع في بيروت.. وطبقه فعليا بعد استلام السلطة في إيران في عام 1979..
وتعبر ولاية الفقيه عن نظرية جديدة تختلف عن ما اعتقد به الشيعة من أن من يتولى امور المسلمين هو الإمام المهدي المنتظر. وهو الإمام الثاني عشر وآخر أئمة الشيعة المعصومين. فالخميني وضع نظريته بإقامة حكومة تقوم على المذهب الجعفري .. وعندما يظهر المهدي المنتظر يستلم السلطة من هذه الحكومة. ويكون لهذه الحكومة مرشد ديني أعلى يتولى مراقبة الحكومة ويسقطها إذا ما خالفت الأصول الفكرية للمهدي المنتظر.. وظهر في إيران تيار يعارض هذه النظرية ويرى انها تخالف أصول المذهب الشيعي..
ومن علماء الشيعة المعارضين لنظرية ولاية الفقيه هو أية الله محمد محمد صادق الصدر.. ولانه عارض علنا هذه النظرية أطلق على هذا الاتجاه بالتيار الصدري..
ومن ذلك أصبحت كلمة التيار الصدري تطلق على العراقيين والايرانيين المعارضين لولاية الفقيه و لا تمثل الشيعة العرب فقط، ولهذا التيار مؤيدين في إيران.. فلا يمكن وصف التيار الصدري بانه تيار عربي خالص داخل الشيعة..
*ماهية التيار الصدري
يعتبر الشباب هم الاساس فى التيار الصدري فمعظم المنتسبين له يغلب عليهم الطابع الانفعالي والتعبير عن السخط من استبداد الظلم بشكل قوى وهو ما يلامس مكنونا كبيرا لدى الشيعة في حين يميل كبار السن في المدينة إلى اتباع المراجع التقليديه كالسيستاني.
ويضم التيار ثلاث شرائح تنتشر في الوسط والجنوب الشيعي ولا سيما في النجف والكوفة والعمارة، وإن تركزت بكثافة في ضاحية الصدر ببغداد، هي:
-الشريحة الأولى: طلاب الحوزة الدينية ، ويتميزون بالانتماء الفكري والأيدلوجي المتشدد للفكر الصدري؛ ونتيجة لذلك يحاولون تطبيق التعاليم الدينية بالقوة كإلزام النساء بالزي الإسلامي، ويرفضون إقامة دور للسينما ومحال للشرائط الموسيقية بامناطق التى ينتشرون فيها.
- أما الشريحة الثانية: وتضم أعضاء سابقين بحزب البعث، كانوا ينتمون للدرجات الدنيا في الحزب وهم خليط من المتحمسين والمستقلين.
- الشريحة الثالثة: وتضم العامة من الناس.
*الملامح الفكرية للتيار الصدري
يستند الفكر السياسي الشيعي على قواعد اجتهادية عقلية تتميز بالمرونة جعلته يستجيب لمواكبة التيارات الفكرية الجديدة ، كما تميز هذا الفكر أيضاً بتنوع الممارسة حسب المعطيات الوطنية والموروث التاريخي لكل بلد وحضارة.
و من ناحية أخرى ساهم التضييق على الشيعة في ممارستهم للنشاط السياسي ولشعائرهم الدينية، وكذلك شعورهم بالاضطهاد السياسي والتمييز، الى بروز حركات الاحتجاج الشيعي المرتبطة بالحوزة العلمية في النجف ورجال الدين الشيعة في المدن الأخرى ككربلاء والكاظمية والتي تطورت لاحقا إلى حركة الإسلام السياسي الشيعي.
ولعب السيد "محمد باقر الصدر" دورا كبيرا في استنفار "الحوزة العلمية" وتوفير مواردها الهائلة لدعم أول حركة سياسية شيعية برزت في العراق وضعت إستراتيجيتها وتكتيكاتها على أساس تحقيق الهدف النهائي وهو إقامة حكم إسلامي وفقا للمشروع الذي قدمه.
ويرتكز فكر باقر الصدر "الصدر الأول" على مستويين أحدهما نظري، والآخر حركي، وكلاهما مكملان لبعضهما، فسلوكه الثوري ضد حزب البعث والرئيس صدام حسين يتكامل مع نظريته السياسية المعادية لأي خروج عن الإسلام والداعية للعدالة والحرية والثورة الأمر الذي دفعه للإسهام في تأسيس حزب الدعوة الإسلامية أواخر عام 1958، ولكنه خرج منه بعدها بعامين اتساقا مع تصوره حيال تطور المرجعية الدينية وضرورة فصل العمل المرجعي والحوزة العلمية عن العمل التنظيمي الخاص "الحزب".
وكان لفكر السيد محمد باقر الصدر دور مؤثر في تشكيل فكر ابن أخيه السيد "محمد صادق الصدر" "الصدر الثاني" والذي يعد المؤسس الحقيقي للتيار الصدري في العراق لطبيعة الدور الذي لعبه في بلورة الهوية الشيعية العربية هناك وإنشاء ما أطلق عليه الحوزة الناطقة والتي لامست الحياة اليومية للعامة من الشيعة فضلا عن دوره في التقريب بين الحوزة الدينية والعشائر.
وكان رجال الدين الشيعة يصطدمون خلال تسييرهم لحياة الناس والإفتاء، بمعضلة طغيان الأحكام العشائرية وسريانها والذي يفوق سريان أحكام الحوزة وفتاويها، كما أن نفوذ هؤلاء كان يحد منه النفوذ الكبير لمشايخ العشائر إلى أن جاء السيد "محمد صادق الصدر" في بداية التسعينيات من القرن الماضي؛ فقرر التعرض بالأعراف العشائرية من دون أن يمسها، وكان إصداره لكتاب "فقه العشائر" والذي تعرض فيه لكثير من الأحكام والقضايا ومحاولته التوفيق بينها وبين الأحكام الفقهية وإيجاد مخارج مقبولة لها، مما كان له أكبر الأثر في توطيد علاقاته مع مشايخ العشائر وبطونها في مدينة الصدر "الثورة" والتي تزايدت باطراد، وهو ما دفعه لإعطاء وكالات باسمه كمرجع تقليد لعدد من هؤلاء المشايخ لينوبوا عنه في فصل الخلافات اليومية بين المواطنين.
وجدير بالذكر أن دعوة الصدر الأول اتسمت بالتصادم مع النظام البعثي وبعلاقاته القوية مع الجار الشيعي الأكبر "إيران" عقب الثورة الإسلامية فيها عام 1979، والتي قادها آية الله الخميني والذي ربطته به علاقات متميزة دفعت به لإرسال برقية تهنئة له ولتأييده مما دفع بصدام حسين إلى إهدار دمه مع نفر من أهله.
في حين اتجه الصدر الثاني لتعزيز عروبة الهوية الشيعية العراقية والانغماس في دنيا العشائر والتصدي للإفتاء في القضايا اليومية للناس، ولعل ذلك هو ما يميز هذا التيار عن بقية التيارات الأخرى، حيث يمتلك زخما شعبيا في سنوات معدودة.
وكان من نتائج ذلك إعدام محمد باقر الصدر، ثم مقتل محمد صادق الصدر فيما بعد .وتم اغتيال محمد صادق الصدر وأولاده سنة 1999 من قبل مجموعة من الإيرانيين بقيادة الأردبيلي التي كانت تتخذ من كردستان العراق مقرا لها ،وقد اثيرت الشكوك حول اغتياله، واتهمت الحكومة السابقة أيضا في ذلك. وقبل أغتياله كانت له مواقف سياسية ضد أمريكا وإسرائيل. وقيل أيضا وقف ضد الحكومة السابقة لاستقطاب الناس إليه..
* ظهورمقتدى الصدر
ولد مقتدى محمد محمد صادق الصدرفى 12 اغسطس 1973، وهو الابن الأصغر للزعيم الشيعي محمد محمد صادق الصدر الذي تم اغتياله على يد نظام صدام حسين في الثالث من شهر ذي القعدة عام 1412 للهجرة الموافق للتاسع عشر من شهر فبراير 1999 م، وقد اثر مقتل والده و شقيقيه مؤمل و مصطفى أثرا كبيرا على حياته بالاضافة إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية مع والدته وشقيقه الاخر مرتضي في عهد نظام صدام حسين.
مقتدى الصدر لم يكن معروفا قبل الاحتلال الإمريكى للعراق. وظهر بعد الاحتلال ،تحديدا في أواخر العام 2003 معلنا نفسه واصطف معه مجموعات من الشباب مكونا تيار سياسي شيعي حماسي، بذريعة حماية المراقد الدينية المقدسة و الحفاظ على حياة علماء الدين الشيعة بعد سقوط النظام.وقد حصل مقتدى الصدر على تأييد العراقيين الشيعة له لكونه عربي وللسمعة التي كان يتمتع بها أبيه.
ويرى المراقبون أن انهيار حكم حزب البعث كشف عن جذور قوة التيار الصدرى التي تتمثل في شبكة من المؤسسات الخيرية الشيعية التي أسسها والده. وفي الأسابيع الأولى التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق انتشر أنصار الصدر في شوارع الأحياء الشيعية الفقيرة من العاصمة بغداد وقاموا بتوزيع الغذاء.
كما تم تغيير اسم أكبر حي شيعي في العاصمة بغداد من "مدينة صدام" إلى "مدينة الصدر".
ويذكر ان "مقتدى الصدر" قد نال إرثا كبيرا يتمثل في شبكة واسعة من الحسينيات والمساجد في مدينة الصدر خاصة، وفي بقية المدن عامة حيث تشكل ركائز للتيار الصدري ، فضلا عن فقه ديني نجح في كسب ود العشائر وإقامة علاقة متينة بين المرجعية والعشائرية وصلت درجتها إلى استمرارية الولاء السياسي من جانب العشائر لنجل الصدر الثاني بل استمرار الولاء المرجعي والتقليد له بالرغم من كون ذلك يعد أمرا غير مألوف في الفقه الديني الشيعي حيث يسود مبدأ لا ولاية لميت غير أن ذلك يمكن أن يوضح مدى ثقل المهمة التي تولى تبعاتها مقتدى الصدر، فضلا عن عمق المأزق الذي وجد فيه نفسه هو وأتباعه من ثقل إرث جده وأبيه "الصدرين الأول والثاني" من الفقه الديني والسياسي النضالي فضلا عن قاعدة ضخمة وهى "حزب الدعوة" والذي يعتبر فرعه الداخلي في عراق ما قبل الاحتلال امتدادا للتيار الصدري.
وجدير بالذكر ان العديد من الشيعة أنضموا لمقتدى الصدر بسبب الفراغ السياسي.. وأطلق عليهم بالتيار الصدري ، والصفة العامة لمؤيدي مقتدى الصدر من عامة الشيعة الفقراء ومن العاطلين عن العمل.. وهم ممن شملهم الحصار منذ عام 1991 ولم تسنح لهم فرص التعليم بشكل عام.. وأغلبهم من ذوات الثقافة المحدودة.. و بعضهم معارض للهيمنة الإيرانية.. وهم متشددون في الاتجاهات والأهواء.. ولا يجمعهم بمقتدى الصدر سوى شخصيته.. ولهذا نجدهم تفرقوا في الانتخابات فبعضهم ناصر قائمة الائتلاف وبعضهم خرج عنها. ولم يحدد مقتدى الصدر موقفه من تأييد الانتخابات أو معارضتها.. لأن التاييد أو المعارضة يحسب على خط ولاية الفقيه ، ويخرجه عن خط ابيه.
*مدينة الصدر
يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الرئيس العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم الذي أنشأها في ستينيات القرن العشرين. لتوطين سكان من ريف جنوب العراق في محافظة بغداد ومعظم سكانها يرجع أصولهم إلى مدينة العمارة ومحافظة ميسان في جنوب العراق.
وقد تم تغيير أسم المدينة من مدينة الثورة في أول إنشائها إلى مدينة صدام أثناء حكم الرئيس الراحل وبعد غزو العراق تم تغيير أسمها إلى مدينة الصدر، حيث تعتبر المدينة حاليا المعقل الرئيسي لأتباع مقتدى الصدر وأيضا من أهم مراكز تواجد جيش المهدي، ويجدر بالذكر أنه بالاضافة لتواجد كثيف للشيعة في مدينة الصدر ففي المدينة مايقارب 5% أكراد شيعة ، و 5% أكراد سنة.
يشكل سكان مدينة الصدر ثلث سكان بغداد العاصمة، ويغلب على المدينة الطابع العشائري، وتتسم هذه الضاحية بفقرها وعشوائية مبانيها .
ويرى المراقبون أن البحث في تقسيمات هذه المدينة القبلية والسياسية قد تفسر إلى حد كبير ظاهرة "مقتدى الصدر" الذي يمكن القول إنه يعبر عن تيار حقيقي منتشر بقوة في العراق من شماله لجنوبه (يمثل ما بين 10% إلى 15% من الشيعة) كما يعد امتدادا لنزعة شيعية عربية ودينية يختلط فيها العنف بالتزمت.
ورغم مرور أكثر من ستة عقود على هجرة عشائر الجنوب الشيعية لضاحية "الصدر" فإن المدينة لم تفلح في التغلب على عشائرية السكان الذين استأنفوا فيها معظم تقاليدهم العشائرية القبلية في حياتهم ومعاملاتهم، وحتى الأمور القضائية تتم وفقا لسنة عشائرهم بينما تتلاشى أجهزة الحكم المدني أمام سلطة الشيوخ ونفوذهم، وتظهر ملامح العشائرية في أزياء الرجال والنساء على حد سواء بالإضافة لكونها تضم التقسيم العشائري بكامل أطرافه.
*جيش المهدى
في يونيو 2003 قام الصدر بتأسيس ميليشا أطلق عليها اسم "جيش المهدي" لمناهضة سيطرة قوات التحالف وتعهد بسيطرة الشيعة على مدينة النجف الاشرف ، وانخرط الجيش في عدد من المواجهات مع القوات الأميركية، وطالب بجلائها.
ويتكون هذا الجيش غير النظامي من متطوعين من أبناء الطائفة الشيعية ,عبارة عن مليشيات في المحافظات غير مدربين ويحتفظون بأسلحة شخصية حصلوا عليها من مخازن الدولة بعد الاحتلال.. وحاول مقتدى الصدر اثبات الخط العروبي لتياره ولكنه اصطدم بعقبات عديدة وقاوم الإمريكان في معارك النجف الاولى والثانية.. وأراد السير باتجاه المقاوم العراقي.. ومد جسور العلاقة مع السنة في الرمادي وأنشأ مقرا له
فيها..
وقد استلهم الاسم جيش المهدي من أسم أمام الشيعة الثاني عشر الغائب محمد المهدي بذريعة أن هذا الجيش سينتصر للأمام الغائب حين ظهوره المرتقب و يمهد لدولته المستقبلية وفق الثقافة الشيعية.
أما المرجعية الدينية للتيار فما زالت تتمثل في مكتب "الشهيد الصدر"، وينتمي إليه عدد من العلماء والأتباع التاريخيين.
أما على المستوى السياسي فإن الكتلة الصدرية متحالفة مع الائتلاف العراقي الموحد، وكذلك فإن زعيمه مقتدى الصدر يتمتع بفاعلية داخل المشهد العراقي ويعمل على بناء علاقاته الخاصة مع الخارج.
كما أعلن الصدر عن تأسيس حكومة منافسة لمجلس الحكم العراقي المعين من جانب الولايات المتحدة، غير أن الخطوة باءت بالفشل.
وتعود شعبية مقتدى الصدر إلى القبول الذي يحظى به بين الفقراء والمشردين من الشيعة. لكن بعض العراقيين يرون فيه أيضا رمزا لمقاومة الاحتلال الأجنبي.
واهتم الصدر بالمشاركة في العملية السياسية، حيث عمل على إنشاء حزب سياسي حيث خاض أول انتخابات عامة جرت في العراق بعد سقوم نظام صدام حسين السابق .
وكان الوزراء التابعون للكتلة الصدرية وعددهم 6 قد قاطعوا حكومة نوري المالكي منذ إبريل الماضي ثم انسحبوا من الائتلاف الحاكم في سبتمبر الماضى.
وجدير بالذكر أن التيار الصدري (30 مقعدا في البرلمان) انسحب من كتلة الائتلاف العراقي الموحد الحاكم التي يرأسها الحكيم (85 مقعدا) احتجاجا على سياساته التي اعتبرها "إزدواجية" خاصة بعد دخول المجلس الأعلى بتحالف رباعي مع حزب الدعوة الشيعي والحزبين الكرديين الرئيسيين دون إشراك التيار الصدري.
وكان جيش المهدي قد أنخرط في العملية السياسية منضما إلى القائمة الشيعية المسماة الائتلاف العراقي الموحد التي تمتلك 130 مقعدا و التي تكون من أربع كتل أساسية وهي المجلس الإسلامي الأعلى حزب الدعوة حزب الفضيلة و الكتلة الصدرية التي تمتلك 30 مقعدا برلمانيا.
ويرى المراقبون أن انسحاب مقتدى الصدر من البرلمان زاد من الأعباء المرحلية التي يعاني منها رئيس الوزراء نوري المالكي سيما و أن الكثير من المسائل الجوهرية لم تحسم بعد كقانون النفط وقانون ارتباط المحافظات بالحكومة المركزية في بغداد و قضية المحافظة النفطية كركوك و أيضا مسألة المليشيات الدينية المسلحة. و لا يزال جيش المهدي يسيطر على وزارتي الصحة و النقل.
*موقف التيارمن الإحتلال الأمريكى
حاولت القوات الأمريكية في البدء استمالة مقتدى الصدر إلى جانبها نظرا لما يتمتع به من شعبية كبيرة كما أنها لم ترغب الدخول بمواجهة مسلحة مع الشيعة و السنة في وقت واحد لكن أحمد ألجلبي عضو الحكومة العراقية المؤقتة آنذاك فشل في هذه المهمة التي أوكلتها الإدارة الأمريكية أليه.
تدهورت علاقته مع الوجود الأمريكي في مارس من عام 2004 بعدما أصدر الحاكم المدني بول بريمر قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة متهما إياها بالحث على الإرهاب و محاربة الجيش الأمريكي الذي وصفته
بالمحتل.
وقعت اشتباكات عدة بين جيش المهدي و القوات الأمريكية أهمها في مايو أيار من عام 2004 على إثر اتهام مقتدى الصدر بضلوعه بمقتل عبد المجيد الخوئي أحد علماء الشيعة.
الصدر دعا أنصاره في نهاية أغسطس الماضى إلى احترام وقف إطلاق النار ومدته 6 أشهر، بما في ذلك وقف الهجمات ضد القوات الأمريكية،
*تقييم للظاهرة الصدرية
شكلت الظاهرة الصدرية في العراق منذ بروزها كلاعب أساسي على الساحة العسكرية والسياسية في العراق دورًا مهمًا على مدى الأعوام الماضية, وخاصة ان التيار الصدري يعتبر تيار شعبي واسع جداً له نواب في البرلمان العراقي .
و يعتبر الكثير من العراقيين أن اسم جيش المهدي بقياده مقتدى الصدر والتيار الصدري ككل عنوان المقاومة العراقية الشيعية, بل ويصفه بعض المحللين بأنه برهان ودليل على قوة المقاومة للسنة والشيعة في العراق على حد سواء.
27/11/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.