فى نبأ هز الاسواق المالية كشف بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسى الخميس عن أن عملية احتيال قام بها أحد المتعاملين فيه كلفته خسائر قدرها 4.9 مليار يورو (7.1 مليار دولار) وانه سيسعى نتيجة لذلك للحصول على سيولة عاجلة. واذا تأكدت عملية الاحتيال فستكون الخسائر هى الاكبر فى تاريخ المؤسسات المالية التى يسببها متعامل واحد وتتجاوز كثيرا خسائر قدرها 2.6 مليار دولار تكبدتها مؤسسة "سوميتومو كورب" اليابانية بسبب المتعامل فى عقود النحاس ياسو هاماناكا، وخسائر قدرها 1.4 مليار دولار الحقها المتعامل نيك ليسون ببنك "بارينجز البريطانى" وذلك خلال التسعينيات من القرن الماضى. كما يتجاوز هذا الاحتيال خسائر بلغت 6 مليارات دولار تعرض لها صندوق "امارانث" للتحوط بسبب المتعامل بريان هنتر وفريقه قبل انهيار الصندوق عام 2006 . وأعلن "سوسيتيه جنرال" ثانى أكبر بنك مسجل فى فرنسا خططا لجمع 5.5 مليار يورو، من خلال زيادة رأس المال لدعم ميزانيته العمومية التى تعانى بدورها من تأثير أزمة الائتمان العالمية. وكشف البنك الخميس عن شطب آخر قدره 2.05 مليار يورو من الاصول فيما يتصل بأزمة الائتمان. وزلزلت أوصال صناعة البنوك العالمية اثر كشف البنك عن عملية الاحتيال، التى جاءت فى وقت تترنح فيه هذه الصناعة بالفعل من تأثير أزمة الرهن العقارى عالى المخاطر مع تخلف المقترضين عن سداد ديونهم. وعلق كارلوس جارسيا المحلل فى فورتيس قائلا "أخطر شىء هو ان هذا يثير شكوكا بشأن نظم ادارة المخاطر فى بعض البنوك، فلا يمكن أن تعلن فجأة بين يوم وليلة خسارة سبعة مليارات دولار." وقال سوسيتيه جنرال انه بدأ اجراءات قانونية ضد المتعامل الذى لم يكشف عن اسمه. وصرح رئيس مجلس ادارة البنك دانييل بوتون فى مؤتمر صحفى "يجرى حاليا تقديم شكوى قانونية، واضاف انه لا يعرف مكان المتعامل." وذكر مصدر فى سوسيتيه جنرال ان المتعامل ليس من نجوم البنك وانه صغير السن نسبيا، وقال البنك ان المتعامل كان يعمل فى العقود الاجلة على مؤشرات اسواق الاسهم الاوروبية. ورفض مجلس ادارة سوسيتيه جنرال عرضا من بوتون بتقديم استقالته، وجرى تعليق التعامل فى أسهم البنك. وأعلن بنك فرنسا المركزى ان اللجنة المصرفية ستجرى تحقيقا فى القضية، وقال انه لا حاجة لاى تعليق اخر بعد ان اخذ سوسيتيه جنرال خطوات لدعم ميزانيته العمومية. من جهتها امتنعت الحكومة الفرنسية عن التعليق على عملية الاحتيال.