اعلن المغني الفرنسي انريكو ماسياس الاثنين انه لن يزور الجزائر مسقط رأسه، ليضع بذلك الفنان اليهودي الأصل، حدا للجدل الذي دار في الأسابيع الأخيرة في الجزائروفرنسا عن إمكانية حضوره إلى الجزائر رفقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال ماسياس في تصريحات صحفية "لن ازور بلدا غير مرحب بي فيه" ، واضاف ان الرئيس "ساركوزي نصحني بان اتحلى بالصبر"، مؤكدا انه "سيزور يوما ما الجزائر ومهما كان الثمن". وكان احتمال زيارة ماسياس الجزائر قد اثار حفيظة قسم من الطبقة السياسية في الجزائر. وكان يتوقع ان يقوم ماسياس 69 عاما باول زيارة له الى الجزائر منذ رحيله عنها في 1962 اثر استقلال الجزائر عن فرنسا. وكان رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز بلخادم الذي سبق ان تصدى لمشروع زيارة اولى لماسياس الى الجزائر في العام 2000 قد عبر عن تحفظه ، وقال بلخادم "لم اغير رأيي"، لكنه استطرد مخففا من لهجته "ليس لدينا الحق باختيار المدعوين الذين سيرافقون الرئيس الفرنسي" لدى قدومه الى الجزائر مطلع ديسمبر في اول زيارة دولة منذ انتخابه في مايو. وتقول المصادر في الجزائر إن رفض زيارة ماسياس لا تحمل أي موقف من ديانته اليهودية وإنما من "موقفه المعادي للثورة الجزائرية." وولد أنريكو ماسياس واسمه الحقيقي "غاستون غريناسيا" في 11 ديسمبر 1938 بحي "الشارع" الذي كان يقطنه اليهود في قسطنينة، ورحل عن الجزائر إلى فرنسا فور استقلالها عن باريس عام 1962. واعترف في أغانيه بأن من أمنياته زيارة قسطنينة وهو ما عبر عنه في واحدة من أشهر أغانيه وهي "La France de mon enfance" أو "فرنسا الصبا" التي يتغنى فيها بقسنطينة. غير أن أوساطا في الجزائر تعتبر أن تلك الأغنية بالذات تعبر عن حقيقة الفنان من "وطنه الأم" حيث انه عبر فيها عن "قسطنينة الفرنسية" حيث أن حنينه هو حنين "لفرنسا الجنوبية."