بات لبنان ليلته بدون رئيس جمهورية بعد ان غادر بالفعل الرئيس المنتهية ولايته اميل لحود والذى تم انتخابه عام 1998قصر بعبدا، تاركا لبنان بلا رئيس لمدة اسبوع على الاقل الغموض والفراغ السياسى يخيم على الوضع فى لبنان بعد فشل الفرقاء اللبنانيين فى الإتفاق على رئيس جديد .. كان لحود قد. آخر قراراتخذه لحود قبل الرحيل هو تكليف الجيش حفظ الأمن في لبنان ووضع جميع القوى الأمنية تحت تصرفه تحسبا لاى مخاطر تنجم عن الفراغ السياسى لمنصب رئيس الجمهورية . وأوصى لحود الجيش بعرض التدابير المتخذة على مجلس الوزراء فور تشكيل حكومة تتوافر فيها الشرعية الميثاقية والدستورية. مبررا قراره بعدم انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وافتقار الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة للشرعية الدستورية الميثاقية اعتبارا من 11 نوفمبر 2006، وبالتالي لا يمكنها ممارسة السلطة الإجرائية بصورة دستورية سليمة . ويستند في ذلك الى ان غياب طائفة بكاملها عن الحكومة يناقض ميثاق العيش المشترك الذي ينص عليه الدستور. خبراء في القانون الدستوري قالوا ان "الاعلان" الصادر عن لحود "لا يستقيم دستوريا" لانه يحتاج الى مرسوم والى موافقة مجلس الوزراء. حيث تعطي المادة 65 من الدستور مجلس الوزراء صلاحية اعلان حالة الطوارىء والغائها على ان يكون ذلك بموافقة ثلثي اعضائه. وعلى الرغم من ان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة الا ان قرارا من هذا النوع يجب اعلانه بمرسوم وبموافقة الحكومة واطلاع مجلس الدفاع الاعلى وهذه كلها عناصر غير متوافرة في اعلان الرئيس لحود لذلك فهو لا يستقيم دستوريا. فى المقابل وعلى الرغم من السجال الذي ازداد حدّة حول دستورية هذه الحكومة وميثاقيتها،حاول فؤاد السنيورة طمأنة اللبنانيين إلى أن الوضع مستتب وأنه ليست هناك مخاطر من حدوث أعمال عنف ، مؤكدا ان حكومته "شرعية ودستورية" وأنها مستمرة في تحمل مسؤولياتها وتمارس صلاحياتها كاملة حسب الدستور, واصفا قرار لحود بأنه "يفتقد إلى السند الدستوري والقانوني". موضحا فى بيان له : انه "لا احد على الاطلاق يأخذ مكان فخامة الرئيس ، وان هذه مرحلة استثنائية نص عليها الدستور وهى انه في حال خلو سدة رئاسة الجمهورية تناط صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة الى مجلس الوزراء المؤلف حاليا من 17 عضوا وهو ما زال مجلس الوزراء الشرعي والدستوري" كان مجلس النواب اللبناني قد فشل للمرة الخامسة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أن قاطعت المعارضة التي يتزعمها حزب الله الجلسة البرلمانية. ومن المقرر أن يجتمع مجلس النواب في ال30 من الشهر الجاري في محاولة أخرى لانتخاب رئيس للبلاد. الفراغ الرئاسي ارخى بثقله على الساحة المسيحية، مما دعا رئيس التيار الوطني الحر النائب المعارض ميشال عون دعوة جميع الشخصيات المسيحية السياسية والروحية والاقتصادية من رؤساء جمهورية سابقين ووزراء ونواب سابقين وحاليين، ورؤساء أحزاب وفعاليات سياسية ورؤساء روابط ونقابات وفعاليات إعلامية ودبلوماسية وفكرية إلى لقاءات تعقد في منزله ، للتشاور حول المستجدات وبحث كل الاحتمالات والأخطار المحدقة نتيجة الفراغ القائم، وصولا إلى استخلاص المواقف المناسبة. على جانب آخر شدد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، موضحا إن قيام حكومة السنيورة بتصريف الأمور ليس حلا للأزمة.، ومشيرا إلى أن قوى الرابع عشر من آذار ترشح كلا من بطرس حرب ونسيب لحود لمنصب الرئاسة، ودعا زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون إلى اختيار أحدهما والحوار معه. رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري اصدر بيان يعقب فيه على خلو موقع رئاسة الجمهورية، معتبرا نه يوم حزين في تاريخ لبنان وفي الحياة الوطنية والدستورية أن يشهد جمهورية ديمقراطية من دون رئيس للجمهورية، ووطن لم تتمكن قواه وتياراته السياسية من التوافق على شخصية واحدة. متعهدا أمام اللبنانيين عموما وتجاه المسيحيين اللبنانيين خصوصا، أن يعمل بكل جهد مستطاع لوضع الأمور في نصابها والوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن وعدم ترك البلاد من دون رأس يتولى مسؤولياته الكاملة في قيادة لبنان ويعبر عن روح الشراكة التي أرساها اتفاق الطائف، حتى تبقى لبنان عنوانا للوفاق الوطني .العالم يحث كافة الأطراف في لبنان على الهدوء الأممالمتحدة وأميريكا والاتحاد الأوروبي يحذرون من حصول أعمال عنف في لبنان المنقسم سياسيا. ووجهت الدعوة الى جميع الاطراف اللبنانية الى ضبط النفس . وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان له عن قلقه العميق ازاء هشاشة الوضع في لبنان قائلا انه يتابع الاحداث عن كثب ويدعو كافة الاطراف الى تحمل مسؤولياتها والعمل في اطار الدستور وبطريقة سلمية وديموقراطية. من جهتها حثت السلطات الاميريكية كل الاطراف السياسية اللبنانية على بذل قصارى جهدها للمحافظة على الهدوء وتعزيز امن المواطنين اللبنانيين،مؤكدة انه يجب مواصلة المباحثات الهادفة في اسرع وقت ممكن وبموجب الدستور والمبادىء الديموقراطية، لاختيار رئيس جديد يحافظ على استقلال وسيادة لبنان ويلتزم بالقرارات الدولية. وحثت الخارجية الامريكية المواطنين الاميركيين الذين يقيمون او يعملون او يسافرون الى لبنان على "اتخاذ تدابير امنية مسؤولة". ودعت الاميركيين الى تجنب احداث مثل التظاهرات او تجمعات عامة مشيرة الى انه حتى التظاهرات التي يفترض انها سلمية قد تتحول الى مواجهة. وماذا بعد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية؟ حتى الان يبدو ان الطرفين، المعارضة والموالاة، يلتقيان على ما يمكن تسميته بتوازن الرعب. فلا الاكثرية ستمضي في انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد ولا المعارضة نفذت ما هددت به بتشكيل حكومة ثانية. الازمة الحالية تعيد إلى الأذهان ازمة شبيهة عرفها لبنان عام 1988 عندما حصل فراغ في سدة الرئاسة حين عجز مجلس النواب عن عقد جلسة انتخاب بعد ان قاطعت اكثرية النواب الجلسة رفضا للاتفاق الاميريكي السوري على اسم مرشح للرئاسة الاولى . ودخل لبنان في ازمة حادة بفعل الانقسام الذي حصل مع تشكيل حكومة ثانية برئاسة قائد الجيش يوم ذلك ميشال عون. ولم ينته المازق الا بالتوصل الى "اتفاق الطائف" الذي اعتبر التعديل الاول للدستور اللبناني والذي تميز بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ونقل بعضها الى مجلس الوزراء مجتمعا. ويخشى كثيرون ان تكون تلك الازمة شبيهة بتلك التى حصلت عام 88 وان تستمر وتكون لها تداعيات تؤدي ايضا الى تعديل دستوري لغير مصلحة موقع رئاسة الجمهورية الذي تعترض لاهتزازات متتالية. خطر داهم يحاصر البلاد ، أضحت هذه العبارة لسان حال المشهد السياسي اللبناني الذي ينجرف إلى منعطف شديد الانحناء ربما يجر لبنان قاطبة إلى مصير مظلم إذا لم يتحرك ابنائه لإنقاذه بالتوافق في ما بينهم على أساس القواسم الوطنية المشتركة ، بعيدا عن عوامل الفرقة والنزاع التي تدعمها أطراف خارجية 25/11/2007 المزيد من التقارير والملفات