حرصا على تنسيق الموقف العربي إزاء المؤتمر الدولى للسلام المقررعقده الثلاثاء القادم فى مدينة "أنابوليس" بولاية ميريلاند الأمريكية،جاء اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بمقر الجامعة العربية اليوم الجمعة الموافق 23 نوفمبرعلى مستوى وزراء خارجية 16 دولة عربية برئاسة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل , وحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" , ومشاركة السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية ،وقد أعلنت الدول العربية المشاركة فى البيان الصادر عن اللجنة الوزارية موافقتها على المشاركة على المستوى الوزارى فى مؤتمر الخريف وتضم لجنة المتابعة فى عضويتها كلا من الاردن والبحرين والسعودية وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليمن وقطر وتونس والجزائر والسودان , إضافة إلى الأمانة العامة الجامعة العربية . كما يشارك فى الاجتماع وفود من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان, وموريتانيا بناءً على طلبهم , علما بأن الدول الثلاث ليست أعضاء بلجنة متابعة مبادرة السلام العربية. وحضر الاجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال التي فوضتها الجامعة العربية في متابعة مبادرة السلام العربية التي اطلقت بالقمة العربية في بيروت عام 2002 .و كان وزراء خارجية الدول الأعضاء فى اللجنة قد عقدوا اجتماعا الليلة الماضية للتشاور بشأن الموقف العربى فى مؤتمر أنابوليس وللاعداد للاجتماع الرسمى لاتخاذ القرارات فى اجتماع لجنة المبادرة الجمعة .. وجرى التشاور حول خطاب الدعوة الأمريكية للمؤتمر بكافة عناصره حتى يتم بلورة موقف عربي موحد ازاء مؤتمر أنابوليس أو داخل المؤتمر . هذا فى الوقت الذى تكثف فيه الادارة الاميركية تحركاتها تحضيراً لمؤتمر السلام الذي دعت الى عقده بمدينة انابوليس الاميركية في 27 من الشهرالجاري ووجهت الدعوات الى نحو 50دولة للمشاركة به وسط تحفظ عربي حول الضبابية التي تلف المؤتمر الذي تقول واشنطن ان نجاحه يعتمد على اطلاق مفاوضات اعلان قيام الدولة الفلسطينية •وقد صرح عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بأن المنطلق العربى من المشاركة فى المؤتمر يأتى لدعم الجانب الفلسطينى ودعم المسيرة العربية المبنية على المبادرة العربية بكل نقاطها .. مشددا على أنه لايوجد تطبيع مجانى مع اسرائيل وجدد التأكيد على إصرار الجانب العربى على مسألة وقف المستوطنات والجدار العازل مشيرا إلى أن هناك مشاورات جرت مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية حول هذا الموضو ع و من جانبه، أعلن د.صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية إنه سيكون هناك موقف عربى مشترك وموحد مستندا الى المرجعيات التى وردت فى دعوة الرئيس جورج بوش وارتكزت الى قرارات الشرعية الدولية ومنها القراران 242 و338 والارض مقابل السلام كما تحدثت الدعوة عن مرجعيات مدريد وعن الاتفاقيات الموقعة وأمور أخرى كثيرة. واضاف عريقات "نحن كطرف فلسطيني شاهدنا جمودا في العملية السياسية على مدى سبع سنوات والآن السؤال ليس هو ان نذهب او لا نذهب وانما السؤال الاستراتيجى الآن هو كيف نذهب كعرب وكيف يكون موقفنا مستندا الى نقطة ارتكاز تقول للجميع اننا نسعى للسلام ونريد السلام ولكن سلامنا لن يكون بأى ثمن".. وتابع عريقات "سلامنا يقوم على أساس تحقيق رؤية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى إنهاء احتلال عام 1967 بما فيها القدس والجولان السورى المحتل وما تبقى من الاراضى اللبنانية هذه هى مبادرة السلام العربية وخريطة الطريق تضمنت مبادرة السلام العربية ورؤية بوش لهذا الغرض وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وبالتالى سيستمر النقاش حول هذا الموضوع" ..مؤكداًأن المهم الان هواطلاق مفاوضات الوضع النهائى حول القدس واللاجئين والمياه والحدود والمستوطنات والأمن وهى قضايا تدخل فى المصلحة العليا لأكثر من بلد عربى حيث يوجد لاجئون فى بلاد عربية كثيرة وكذلك بالنسبة للحدود والقدس والتى هى قضية كل عربى وكل مسلم. بينما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين الجمعة ان الوزراء العرب ينتظرون ردا من الادارة الاميركية على رسالة عاجلة بعثوا بها أمس تتضمن طلبا بادراج قضية هضبة الجولان السورية المحتلة صراحة على جدول اعمال اجتماع انابوليس حتى توافق سوريا على المشاركة بهذا المؤتمر . فى حين أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان مشاركة سوريا في مؤتمر السلام المقرر عقده في انابوليس الاسبوع المقبل ستشكل خطوة ايجابية يمكن ان "تفتح الباب" لمحادثات سلام شاملة وكاملة بين اسرائيل وسوريا.واشار باراك في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية قبل توجهه الى الولاياتالمتحدة مساء غدا السبت لحضور المؤتمر الي انه وعلى الرغم من ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني سيشكل "الموضوع الرئيسي" على جدول اعمال القمة, فانه "سيكون من الافضل بالنسبة لاسرائيل" مشاركة سوريا في المؤتمر. واكد باراك انه من المهم من حيث المبدأ ترك الباب مفتوحا امام السوريين وذلك حتى تتمكن اسرائيل من التفاوض معهم عندما يحين الوقت المناسب. كما أكد باراك الي انه يخطط للقيام بكل ما يستطيع لضمان نجاح القمة حيث التقى في الاشهر الاخيرة ولعدة مرات برئيس الوزراء الفلسطيني د.سلام فياض وبينما يؤكد باراك على وجود "فرصة كبيرة" لنجاح المؤتمر مشيرا الى ان الاختبار الحقيقي سيكون عندما تتم مناقشة الموضوعات الرئيسية عند بدء المحادثات بين الاطراف المعنية عقب انتهاء اعمال المؤتمر، فان مسئولي وزارة الدفاع حذروا انه من الممكن للجماعات المسلحة الفلسطينية ان تسرع من وتيرة عملياتها خلال وما بعد المؤتمر .واضاف ان اسرائيل لا تخطط لتخطي المرحلة الاولى من خطة خارطة الطريق المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة والتي تدعو الفلسطينيين الى التخلص مما اسمته البنية التحتية للارهاب في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفى الاطار نفسه، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لصحيفة "هآرتس" الجمعة ان ابقاء الوضع القائم في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على حاله "خطير" على اسرائيل, مشيرا خصوصا الى "خطر سيطرة حركة حماس على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)" بعد سيطرتها على قطاع غزة. ويتوقع دبلوماسيون ان بعض الدول العربية ربما لن تحضر ما لم تر تقدما كافيا تحقق في المحادثات التمهيدية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقد تعزز المشاركة السعودية على المستوى الوزارى قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الوصول لاتفاق وتساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على كسب تأييد الاسرائيليين لمثل هذا الاتفاق بالابقاء على احتمال سلام اوسع مع العالم العربي. وعلى صعيد دور القيادة المصرية فى انجاح المؤتمر ، فان هناك تنسيقا مستمرا بين الرئيس مبارك والقادة العرب للوصول إلى موقف عربى موحد يساهم فى إيجاد حل نهائى للقضية الفلسطينية ،وفى هذا السياق أعلن الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن الخميس اثر قمة ثلاثة في شرم الشيخ "تفاؤلهم" بامكانية ان يفتح اجتماع انابوليس الطريق امام تسوية سياسية ترضي "الشارع الفلسطيني والعربي". وقدعبرت القاهرة عن تأييدها لمؤتمر أنابوليس رغم وجود تحفظات مبدئية. الموقف العربى ويرى المحللون تعقيبا على الموقف العربي الرسمي إزاء هذا المؤتمر ، فإنه يمكن التمييز بين ثلاثة مواقف عربية متداخلة بعض الشيء: الأول: موقف يعلن عن استعداده لحضور هذا المؤتمر عند تلقيه دعوة رسمية ممهورة بخاتم الدولة العظمى التي لا يمكن إدارة الظهر لها تحت أي ظرف من الظروف. ويشمل هذا الموقف معظم دول مجموعة الاتصال العربية ، خصوصاً الدول التي لا يشكل حضورها من عدمه أي إضافة نوعية للمشاركين في المؤتمر الثاني: موقف يربط حضوره المؤتمر بتحقيق بعض الشروط الخاصة به ، حيث تنطبق هذه الوضعية على بلد مثل سوريا يقول سلفاً أنه قد لا يلبي الدعوة الأميركية إذا لم يتم إدراج هضبة الجولان المحتلة على جدول أعمال المؤتمر ، وذلك دون أن يلزم نفسه بموقف قطعي حاسم ، درءاً لمزيد من العزلة التي قد يتعرض لها هذا البلد المعني بإعادة فتح خطوط اتصالاته الدبلوماسية مع الأوروبيين والأميركيين على وجه التحديد. الثالث: موقف يرهن مسألة حضوره لهذا المؤتمر بتوصل الفلسطينيين إلى وثيقة مرضية لهم ، تتيح للداعين والمدعوّين تحقيق اختراق جوهري ، يتجاوز حد الحضور البروتوكولي والتقاط الصور التذكارية. ولعل الموقف السعودي هو الأبرز على هذا الصعيد ، إن لم يكن هو الموقف الأشد أهمية بالنسبة لسائر المدعوّين على الإطلاق ، بما في ذلك الجانب الإسرائيلي المراهن على تحقيق التطبيع دون أن يدفع أياً من الاستحقاقات. وقد تغيب عن هذا التصنيف دولتان عربيتان مهمتان ، وهما: 1 الأردن الذي يعد انعقاد مؤتمر أنابوليس إحدى ثمار دبلوماسيته وحراكه ومساعيه المكثفة مع الولاياتالمتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية ، أي تلك الجهود التي قادها الملك عبدالله الثاني بنفسه داخل الكونجرس ومع الإدارة وقادة الرأي العام الأميركي ، محذراً من مغبة انقضاء هذا العام دون تدخل أميركي حاسم ، أي قبل دخول السنة الأخيرة من الولاية الثانية للرئيس جورج بوش. 2 مصر التي تشارك الأردن والسعودية موقفيهما الداعيين إلى ضرورة إنجاح المؤتمر بتحقيق تلك النتائج التي طال انتظارها على صعيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ،ً وتترقبً ما قد تسفر عنه المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية ، ويمكن اعتبار المواقف العربية ، على تباينها الضئيل من مسألة تلبية الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس ، مواقف تتسم بالموضوعية والتحفظ ، فضلاً عن تأجيل الإعلان المسبق عن أي التزام يخص مشاركاتها ، طالما أن انعقاد المؤتمر ذاته يتوقف أساساً على نتائج محادثات ثنائية متواصلة بين طرفي النزاع المباشرين ، وهي نتائج قد لا يتم حسمها حتى موعد قريب من الزمن المرجح لعقد المؤتمر في صيغته المتداولة حالياً ، إن لم نقل أن اعتبارات السياسة الحزبية والتوازنات الائتلافية داخل الحكومة الإسرائيلية ، قد تسد الطريق على إمكانية ، ليس فقط نجاح مؤتمر أنابوليس ، وإنما أيضاً انعقاده أساساً.غير أن بعض الخبراء يرون أنه رغم وصف الموقف العربي العام إزاء مؤتمر السلام المقبل ، بالموضوعية والاعتدال والتوازن ، وعدم تحميل أصحابه ما لا يحتملون من مواقف قد تكون مكلفة على صعيد علاقاتهم الثنائية مع الدولة الراعية للمؤتمر ، فإن ذلك لا يعني أن هذا الموقف على ما يرام ، أو أنه في أفضل حالاته. وثيقة السلام ..فى مأزق وقبل أيام على مؤتمر أنابوليس يحاول الاسرائيليون والفلسطينيون عبرجولات المفاوضات التي أطلقها عباس واولمرت قبل أشهر التوصل الى وثيقة مشتركة حول معالم تسوية لتقديمها خلال اجتماع انابوليس لكنهم يتعثرون عند القضايا الاساسية اي حدود الدولة الفلسطينية ومصير المستوطنات والقدس واللاجئين الفلسطينيين.هذا بالإضافة إلى أن المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين أصبحوا يرون أن الوثيقة المشتركة ليست شرطا مسبقا للاجتماع وأن واشنطن تفكر في عقد مؤتمر آخر في غضون ستة أشهر ومع ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم يتوصلوا الى تفاهم حول اعلان مشترك لتحريك المفاوضات, الا ان اولمرت قال انه من الممكن التوصل الى اتفاق لأن الخلافات يمكن تقليصها خلال المحادثات المكثفة، وتوقع ان المفاوضات التي ستفتتح بعد انابوليس "ستكون صعبة", مؤكدا انه يتوجه الى الاجتماع الدولي "بدون آمال مفرطة". بينما وصف نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس امكانية توصل فريقى التفاوض الفلسطينى والاسرائيلى الى وثيقة مشتركة بأنها بمثابة "المعجزة". لكنه قال : إن هناك امكانية للتوصل الى اتفاق فى اللحظة الاخيرة بشأن صيغة نوايا أو مبادىء فى واشنطن بمساعدة ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش عشية الاجتماع فيما أشار نمر حماد الى صعوبات فى الاتفاق على نص يشدد على الحاجة الى مشاركة دولية أكبر فى جهود السلام الاسرائيلية الفلسطينية . القدس ..فى مفاوضات الوضع النهائى واليوم وفي الوقت الذي يستعد فيه الزعماء الفلسطينيون والاسرائيليون لاستئناف محادثات السلام يحاول الاثنان وضع تصور لمستقبل مدينتهما التي تقف في قلب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ويقدسها كل جانب.حيث يريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس القدسالشرقية العربية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية لكن تقسيم القدس قضية خلافية حساسة بالنسبة للاسرائيليين.ورغم مرور أكثر من 40 عاما على ضم إسرائيل للشطر الشرقي للقدس لكن المدينة التي تنتشر فيها المظاهرالعربية تشير إلى أن أمرها لم يحسم بعد وأنها لا تزال مقسمة بالفعل. ويؤكد المراقبون الفلسطينيون أن القدس هي كلمة السر بالنسبة لأي اتفاق فلسطيني إسرائيلي وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر أنابوليس للسلام بالولاياتالمتحدة بمشاركة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأطراف عربية ودولية أخرى.ويقول الخبير الفلسطيني جهاد أبو زنيد إن إسرائيل بعد حرب 1967 أحكمت سيطرتها على القدس وسعت وبشكل ممنهج منذ ذلك التاريخ لإلغاء الطابع الديني الإسلامي والمسيحي للمدينة وتحويلها إلى مدينة يهودية.وكثيرا ما أدت هذه الإجراءات والتعقيدات على الأرض إلى نشوب حالة من التوتر وزيادة الكراهية بين الفلسطينيين واليهود المتشددين, وهي كافية للتسبب في الانفجار في أي لحظة.وقد أثار ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ونائبه حاييم رامون غضب اليمين الإسرائيلي عندما صرحا مؤخرا بأن الحكومة تدرس إمكانية تسليم بعض أحياء القدسالشرقية في إطار "اتفاق سلام مستقبلي" مع الجانب الفلسطيني.وتنص اتفاقات السلام التي أبرمت بين الجانبين على أن تكون القدسالشرقيةعاصمة للفلسطينيين مع منح ترتيبات خاصة للاماكن المقدسة في البلدة القديمة, والقدسالغربية عاصمة لدولة إسرائيل وفيما يتعلق بتأثير الانقسام الفلسطينى على فرص نجاح المؤتمر ،يوضح بعض المحللين السياسيين الفلسطينيين أن الانقسام الحاد فى الساحة الفلسطينية يلقي بظلاله بشكل كبير على الموقف الفلسطينى التفاوضى قبيل المؤتمر الدولى ، معتبرا أن " إسرائيل تستغل حالة الانقسام أسوأ استغلال وتلعب على وتر الخلافات للضغط على موقف الوفد المفاوض حتى لا يتمكن من الإبحار فى سفينة تحقيق المطالب الفلسطينية".وبدوره ، استبعد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى المقال إمكانية توصل الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى تفاهمات تلبى الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية الثابتة ، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تزال متمسكة باللاءات الخاصة بها، وهى: لا لعودة القدس، ولا لعودة اللاجئين، ولا عودة إلى حدود عام 1967. وأيا كانت الطريقة التي تدير بها إسرائيل إشكالية اجتماع أنابوليس،وموقف حركة حماس ،فالمؤكد أن الرئاسة الفلسطينية تعتبر المؤتمر فرصة تاريخية لإطلاق عملية سلام شامل وقابلة للإنجاز فى مدى زمنى مناسب، وهو أمر صرح به الرئيس الفلسطينى محمود عباس أكثر من مرة .لكن بعد عدة جولات ولقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح عباس يبدى تشاؤمه حيال نجاح مؤتمر أنابوليس، وهو تشاؤم يستند إلى مبررات قوية أكثرها وضوحا اشتراط إسرائيل على اعتراف فلسطينى بيهودية دولة إسرائيل وتطبيق خريطة الطريق بمرحلتها الأولى فقط. غيرأن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز استبعد التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكى جورج بوش . حق العودة وفى هذا الصدد ، أبدى الدكتور ابراهيم ابراش وزير الثقافة الفلسطينى فى الحكومة الفلسطينية تخوفا بهذا الشأن، مضيفا ان الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير مثل هذه الاشتراطات مبيناً أن شرط الاعتراف الفلسطينى بإسرائيل كدولة يهودية يعنى رفضا مباشرا لحق عودة اللاجئين رغم أن المجلس التشريعى الفلسطينى أقر قانونا لمنع التنازل عن حق العودة ، والأكثر خطورة تهديد مصير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطينى من سكان إسرائيل ، مضيفا أن تطبيق خريطة الطريق في مرحلتها الأولى يعني تطبيقها على الضفة الغربية فقط باعتبار أن غزة مسيطرة عليها من قبل حركة حماس وهو أمر غاية فى الخطورة لأنه يعد تجاوزا للقرارات الدولية".غير أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس ، الذى دعا إلى إسقاط سيطرة حماس فى غزة ، لم يلمح إلى انه سيقدم أي تنازلات في المفاوضات، لكنه إن فعل ذلك فسيكون في موقف لا يحسد عليه، فهو أولا من ناحية لا يملك سلطة على جزء من الأراضي التي يطالب بتحريرها لإقامة الدولة المستقلة، وحتى إن حقق ذلك فإنه من ناحية عملية لن يكون بمقدوره تطبيق أي اتفاق يتوصل إليه في قطاع غزة دون العودة إلى حركة حماس التي أحكمت سيطرتها فيه وبالتالي سيكون التوقيع على أي اتفاق "حبرا على حبر وليس على ورق". ويرى مراقبون فلسطينيون أن عباس يحتاج على أقل تقدير أن يظهر تقدما ملموسا على طريق إقامة دولة فلسطينية حتى يمكنه التصدى للتحديات السياسية التى يواجهها حتى من داخل حركته بالإضافة إلى خصومه في الساحة الفلسطينية، حركتى حماس والجهاد الإسلامي اللتين تستعدان لتنظيم مؤتمر دمشق الموازى والمناهض لمؤتمر انابوليس لكن هذا التقدم قد يكون بعيد المنال بالنظر للمواقف الاسرائيلية.وعلى العكس من هذه التوقعات ، يرى مقربون من الرئيس الفلسطينى أن عباس وهو المفاوض والخبير والمشهود له بالحنكة السياسية باعتباره مهندس اتفاق أوسلو "واع تماما" أن مؤتمر انابوليس لن يحقق للفلسطينيين بين ليلة وضحاها ما يصبو إليه شعبه وبالتالى سيسعى لتعزيز أمرين مهمين أولا رفض أي تنازل عن الثوابت الفلسطينية، وثانيا الخروج من المؤتمر كزعيم جديد للفلسطينيين مثلما فعل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000. وما يدفع إلى الاعتقاد بأن عباس قد يتخذ هذين الامرين في المؤتمر، هو حاجته لمزيد من تأييد الشارع الفلسطيني له، وإظهار خصومه بأنهم أخطأوا التقدير لنواياه، ومن ثم يشكل ذلك أساسا لضغط جماهيري عكسي ضد حماس من جانب ومنادى بعودة نفوذ فتح من جانب آخر. . ومن جهه أخرى ، أكد بعض المحللين والكتاب السياسيين الفلسطينيين ان مؤتمر انابوليس، يختلف عن المؤتمرات السابقة التي عقدت بين الجانبين،وأبرزها كامب ديفيد، إذ أنه سيخصص لبلورة أوضاع ومواقف واتجاهات، وليس مطلوبا منه نجاح أو فشل فيما يتعلق بالصراع. ومازالت التوقعات بشأن نتائج مؤتمر تتأرجح بين الأمل فى أن يسفر اجتماع أنابوليس عن إطلاق مفاوضات جادة لعملية السلام التى توقفت منذ سبع سنوات وفق أجل زمنى محدد وآلية للمتابعة وبين القلق من أن يسفر عن بقاء الوضع على ماهوعليه .ويظل الغموض محيطا بالمدى الذي سيذهب اليه المؤتمر في معالجة القضايا الجوهرية وهي الحدود والامن والِمستوطنات ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والتي استعصت على محاولات سابقة لانهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود . 23/11/2007 المزيد من التقارير والملفات