رسم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية فى العالم صورة قاتمة بشأن ملايين المسلمين والمسيحين، وخاصة فى سوريا التى تمزقها الحرب الأهلية وفى دول أفريقية وأسيوية شهدت أعمال عنف العام الماضي. وكشف التقرير عن أن عدد أعضاء الطوائف الدينية الذين اضطروا للفرار من منازلهم على مستوى العالم العام الماضى أكبر من أى وقت مضي. وأضاف أنه فى كل ركن من العالم تقريبا، اضطر ملايين المسيحيين والمسلمين والهندوس وغيرهم ممن يمثلون طائفة من المعتقدات للفرار من منازلهم بسبب معتقداتهم الدينية. كما أدت الصراعات المسلحة إلى إخلاء أحياء بأكملها من السكان واختفاء مجتمعات سكانية من ديارها التقليدية والتاريخية. وفى مصر، تعرض المسلمون الشيعة والمسيحيون على حد سواء لأعمال عنف وهجمات دموية.. على حد قول التقرير. وأشاد التقرير ببضعة أفعال تؤكد التضامن بين المسلمين والمسيحيين حيث قام المسلمون فى مصر وباكستان بالوقوف أمام إحدى الكنائس لحماية المشاركين فى القداس الدينى داخلها من أى اعتداءات. وفى سوريا، أكد التقرير إن مئات الآلاف من المسيحيين فروا من الحرب الأهلية فى سوريا التى دخلت عامها الرابع. وشهدت تركيبة المجتمعات المسيحية تغييرا هائلا، ففى مدينة حمص على سبيل المثال، تضاءل عدد المسيحيين ليصل إلى ألف شخص مقابل 160 ألف شخص تقريبا قبل اندلاع الصراع. وفى جمهورية أفريقيا الوسطى، ذكرت تقارير أن الانفلات الأمنى والعنف الطائفى بين المسيحيين والمسلمين أسفرا عن مقتل 700 شخص فى ديسمبر الماضى وحده ونزوح أكثر من مليون نسمة عام 2013. وفى ميانمار، أبرز التقرير العنف ضد المسلمين الذى أسفر عن مقتل ما يصل إلى 100 شخص وأجبر 12 ألف شخص على النزوح عن ديارهم فى منطقة بلدة ميكتيلا فى بداية العام الماضى. وقال إن خطاب الكراهية المنظم والاعتداء على المسلمين مستمران وإن العداء بين البوذيين والمسلمين يتم استغلاله فى كثير من الأحيان لتحقيق مكاسب سياسية. وفى باكستان، أشار التقرير إلى أن العنف الطائفى أسفر عن مقتل 400 شيعى و80 مسيحيا. وفى الصين، تعرض أعضاء جماعة فالون جونج للسجن والتعذيب.كما تعرض أعضاء الكنائس المنزلية والأساقفة الكاثوليك غير المسجلين لمضايقات. وسعت السلطات الصينية أيضا إلى الإعادة القسرية لأفراد الإيجور الذين حاولوا اللجوء فى الخارج. ولم تقتصر انتقادات واشنطن على دول العالم النامى فقط بل امتدت إلى حليفتها باريس، حيث أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها لإزدياد الأعمال المعادية لليهود والمسلمين فى فرنسا. وذكر التقرير أنه فى فرنسا ارتفعت الحوادث المعادية للمسلمين بنسبة 11%، إضافة إلى اعتداءات جسدية حصلت أخيرا ضد أفراد من المجموعة اليهودية. وفيما يخص الحوادث المعادية لليهود، سجلت المجموعة اليهودية التى يقدر عدد أفرادهابحوالى 500 ألف شخص زيادة فى هذه الأحداث بلغت نسبتها 58%. وعلى الرغم من تفصيل التقرير الأمريكى لعدد من دول العالم فى اضطهاد الحريات الدينية إلا أنه لم يشر إلى العراق، إذ تم وضعه قبل الهجوم الذى شنه مقاتلون اسلاميون على رأسهم تنظيم الدولة الاسلامية فى هذا البلد وسيطروا خلاله على مناطق واسعة منه من بينها مدينة الموصل، مما أرغم آلاف المسيحيين وغيرهم من الأقليات الأخرى على الفرار. ولكن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لم يشر إلى التجاوزات الاجتماعية وأعمال التمييز بناء على الانتماء الدينى أو المعتقد أو الشعائر التس شهدتها العراق خلال العام الماضي. وذكر التقرير أن الهجمات على أساس الانتماء الدينى لا تقتصر على العالم النامي، فقد ظهرت أدلة على معاداة السامية فى منتديات الإنترنت وملاعب كرة القدم مما دفع بالكثير من اليهود إلى إخفاء هويتهم الدينية، على حد تعبير التقرير الأمريكي. وتحدث التقرير عن وقائع تعاون فيها أشخاص من ديانات مختلفة لحماية بعضهم البعض. وذكر أن زيادة فى الاعتداءات على المساجد فى بريطانيا دفعت مجموعة من اليهود المتدينين إلى مساعدة القيادات المسلمة فى حماية المساجد.