جاءت الغارات التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، لتثبت بالدليل القاطع ان الجماعات الإرهابية المنتشرة فى الشرق الاوسط،- مثل داعش وجبهة النصرة وانصار بيت المقدس، ونماذج اخرى عديدة تقاتل فى العراق وسوريا الآن-، انها صنيعة غربية تسعى الى القتال مع الجيوش العربية واثارة الذعر والفوضى فى تلك الدول من اجل تقسيمها بناء على مشروع الشرق الاوسط الجديد. ما يثير الدهشة بل والصدمة أيضا ان تلك العناصر الارهابية الضالة التى تتحدث باسم الدين الاسلامى وانهم يبغون شرع الله وتطبيقه، والدفاع عن الاسلام والمسلمين من الاعداء، لم يتحرك لهؤلاء الخونة ساكن وهم يشاهدون الطائرات الاسرائيلية تقصف المدنيين العزل داخل غزة، بل انه لم يخرج علينا رجل رشيد من بينهم يهدد على استحياء الحكومة الاسرائيلية، أو يدين عمليات القتل الوحشية. الغريب فى الأمر ان تنظيم داعش اصدر بيانا يؤكد فيه أنهم لا يمكن ان يقاتلوا اسرائيل إلا بعد ان يقضوا على الخارجين على الدين الاسلامى الحنيف وتعاليمه، والشيعة وغيرهم، وبعدها تتم محاربة اى دولة اخري، وللاسف الشديد ان قولهم اشبه بقول رجل احتسى الخمر حتى ثمل، او كلام صادر من شخص فقد عقله تماما. الحقيقة ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها، تأكدوا انهم لم يحققوا اى مشروعات لتقسيم الشرق الاوسط، بالتدخل العسكري، وذلك بعد الفشل الذريع الذى لحق بالقوات الامريكية إبان احتلال العراق، لذا فقد وضعت الخطط البديلة، من خلال تدمير الدول من الداخل، مع دعم جماعات ارهابية وتزويدها بالعتاد اللازم من اجل تنفيذ المخطط الغربي، والهدف اولا محاولة الدخول فى صراع مسلح مع الجيش النظامى للدولة، فى محاولة لهدم كيانه او استنزافه فى حرب عصابات لم يتدرب عليها. هذه الجماعات الارهابية التى بدأت تنتشر فى الجسد العربى بشكل سريع جدا هى صنيعة غربية بكل المقاييس، تساند قراراتهم وتنفذ الخطط التى توضع لها بعناية من اجل تحقيق الهدف، ولا يمكن ان ننسى نشأة تنظيم القاعدة والدعم الامريكى الذى حصل عليه لمواجهة الغزو السوفيتى على افغانستان، ثم بعد ذلك اتخذت الولاياتالمتحدة هذا التنظيم ذريعة للدخول فى افغانستان، ومن بعدها احتلال العراق، ثم بعد ذلك انقلبت الولاياتالمتحدة على التنظيم وقتلت زعيمه. الحقيقة واضحة تماما، ولكن البعض يحاول ان يغض الطرف عنها، ما يحدث من تخريب متعمد فى منطقة الشرق الاوسط تقف خلفة الولاياتالمتحدة، وما يحدث فى غزة الآن خير دليل على ذلك. نقلا عن صحيفة الأهرام