نجحت البورصة المصرية خلال الاسبوع الاول من شهر ابريل في استعادة اللون الأخضر بعد اسبوع "اسود " على السوق، وذلك بدعم من أسعار الأسهم المتدنية التيجذبت المستثمرين، وخاصة المؤسسات المحلية، وتمكنت الأهم القيادية في التماسك. وصف إسلام عبد العاطى المحلل المالي في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر اداء السوق ب"المتذبذب الحذر" خلال جلسات الاسبوع , حيث ترتفع وتنخفض المؤشرات فى اداء متذبذب وخاصة المؤشر الرئيسى, فى حين تتبع المؤشرات الاخرى نفس النمط تقريبا. واضاف عبد العاطي ان هذه الارتفاعات التى حققها السوق فى بعض الجلسات تعد مردودا تصحيحيا طبيعيا للانخفاضات الحادة التى منى بها السوق على مدار عدة جلسات ماضية، مما اوجد قدر من القوة الشرائية بعدما اصبحت الاسعار جاذبة بالشراء بشكل كبير اثر انخفاضات عنيفة وصلت لاكثر من 60% فى بعض الأسهم وفى خلال فترة زمنية بسيطة , فكان لابد ان تعاود المحافظ الاستثمارية التواجد مرة اخرى فى ظل هذه الاسعار المتدنية. من جانبه، قال ايهاب سعيد المحلل الفني إن الاسبوع الماضى خلى تقريبا من اى احداث سياسيه هامه باستثناء حالة الترقب التي تشهدها البلاد انتظارا لمعركة الانتخابات الرئاسيه فى ظل اعلان بعض الاسماء عن نيتها ايضا خوض سباق الانتخابات الرئاسية، وعلى الجانب الاقتصادي فقد شهد الاسبوع افتتاح معرض "سيتى سكيب العقارى "والذى تزامن مع الحركه التصحيحيه التى شهدها السوق على مدار الايام الماضية. ويرى سعيد ان ان هذا العام قد جاء مختلفا نسبيا عن الاعوام السابقه فيما يتعلق بتأثير المعرض على اداء اسهم القطاع العقارى المدرجه بالبورصه.. فلأول مرة تتفاعل اسهم القطاع مع بدا فعاليات المعرض بشكل ايجابى لاسيما الأسهم القياديه فى هذا القطاع مثل سهم "مدينة نصر للاسكان والتعمير" وايضا "مصر الجديده للاسكان والتعمير."، مضيفا "مما لاشك فيه ان هذا القطاع سيشهد تفوقا ملحوظا خلال الفتره القادمه بعد كم الاخبار الايجابيه المتعلقه به والتى سبق واشرنا اليها على مدار الاسابيع الماضية". تماسك الأسهم القيادية وقال ايهاب سعيد المحلل الفني ان المؤشر الرئيسي نجح فى التماسك قرب مستوى الدعم الهام عند ال7500 نقطه بعد ان كان قد تجاوزه لأسفل بشكل مؤقت بجلسة الاثنين الماضى، ولكنه نجح فى الاغلاق مع نهايتها قرب مستوى 7530 نقطه ليبدأ الدخول فى حركه تصحيحيه لأعلى امتدت بجلسات الثلاثاء والاربعاء والخميس ليغلق مع نهاية الاسبوع قرب مستوى ال 7900 نقطه مدعوما بنجاح غالبية الأسهم القياديه على التماسك ومعاودة ارتدادها لأعلى. وكان على رأس هذه الأسهم القيادية سهم "البنك التجارى الدولى" والذى نجح فى التماسك أعلى مستوى الدعم السابق قرب 35 جنيه ليعاود ارتداده لأعلى ويغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 37.60 جنيه،وايضا سهم "جلوبال تيليكوم" والذى نجح هو الاخر فى التماسك قرب مستوى الدعم الرئيسى عند 4.10 جنيه ليعاود ارتداده لأعلى بشكل حاد فى اتجاه مستوى المقاومه السابق قرب ال4.55 - 4.60 جنيه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه. وايضا نجح سهم "المجموعه الماليه هيرميس القابضة" فى التماسك قرب مستوى الدعم السابق عند 11 جنيه ليعاود ارتداده لأعلى بشكل قوى فى اتجاه مستوى ال 12.53 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 12.40 جنيه، كما نجح ايضا سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضه فى التماسك قرب مستوى 7 جنيهات ليعاود ارتداده لعلى فى اتجاه مستوى ال 7.80 جنيه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه. واشار سعيد إلى انه كان من الواضح تفوق بعض القطاعات على اداء السوق خلال جلسات الاسبوع الماضى لاسيما قطاع العقارات بقيادة سهم "مدينة نصر للاسكان والتعمير" والذى انهى بالفعل حركته التصحيحيه السابقه وذلك بعد نجاحه على اعادة تجربة قمته السابقه قرب 34.50 جنيه والاغلاق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه. واما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيره والمتوسطه اوضح خبير اسواق المال انه فقد نجح فى التماسك ومعاودة ارتداده لاعلى بشكل قوى فى اتجاه مستوى ال 595 نقطه مقتربا بذلك من مستهدفه عند ال 600 نقطه ليغلق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه، وقد عاب هذا الارتداد استمرار التأثر بالاسهم الصغيره والمتوسطه ذات الوزن النسبى العالى مثل سهم "موبينيل" اغلب جلسات الاسبوع،ولم تنجح بقية الأسهم الصغيره والمتوسطه على التفاعل ايجابا مع اداء المؤشر سوى بجلسة الخميس التى شهدت تحسن واضح فى اداء غالبية تلك الاسهم ونجاح العديد منها على تعويض جزء من خسائرها الكبيره على مدار الايام الماضية. تقلص التداولات وانقسام المحليون. واوضح ان احجام التعاملات بجلسات الاسبوع الماضى تراجعت نسبيا اغلب جلساته لتتراوح بين 615 - 975 مليون جنيه بمتوسط قيم تعاملات بلغت 795 مليون جنيه بالمقارنه مع متوسط قيم تعاملات بلغت 830 مليون جنيه، مشيرا إلى انه كان من الملاحظ ان انخفاض قيم التعاملات بجلسات الاسبوع جاء متواكبا مع الارتفاع على عكس الاسبوع الماضى الذى كان اغلبه تراجعات حادة. واردف " باستثناء جلسة الخميس فقد وضح بشكل كبير استمرار حالة الترقب من قبل المستثمرين بعد الهبوط الحاد الذى شهده السوق مما ادى الى تراجع قيم التعاملات بشكل ملحوظ مع الارتفاع بجلستى الثلاثاء والاربعاء.. فيما اختلف الوضع تماما بجلسة الخميس التى شهدت عودة قيم التعاملات حول المليار جنيه بعد نجاح مؤشر السوق الرئيسى على تجاوز مستوى المقاومه قرب ال 7800 - 7850 نقطه. واما فيما يتعلق بفئات المتعاملين بجلسات الاسبوع الماضى، فاوضح ان المستثمرين الاجانب واصلوا سلوكهم الشرائى أغلب جلسات الاسبوع وان بقيت نسبتهم ضعيفه الى حد كبير، فيما تباينت تعاملات العرب، اما فيما يتعلق بالمستثمرين المصرين فقد استمر الانقسام فى تعاملاتهم بين الافراد والمؤسسات وان انعكست ادوارهم، فقد تحول المستثمرين الافراد نحو البيع أغلب جلسات الاسبوع بسبب استمرار حالة الفزع التى تنتاب اغلبهم من الانخفاضات الاخيره، وخشية بعضهم من عودة ظهور القوة البيعيه، وتحول سلوك المؤسسات الى الشراء أغلب جلسات الاسبوع بعد التراجعات الكبيره التى تعرضت لها غالبية الاسهم مما دفعها على الاقتراب من مستويات متدنيه اضحت عندها جاذبه للشراء مرحليا لتحقيق ارباح راسماليه سريعة. وحول توقعات اداء البورصة المصرية خلال الاسبوع القادم، قال ايهاب سعيد " سيواجه مؤشر السوق الرئيسى EGX30 مستوى المقاومه الجديد قرب ال 8000 - 8100 نقطه والذى قد يعوقه مؤقتا على مواصلة صعوده مع ملاحظة بقاء الرؤية الايجابيه متوسطة وطويلة الاجل، اما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيره والمتوسطه فسيواجه مستوى المقاومه قرب ال 600 نقطه والذى ان نجح فى تجاوزه لأعلى فقد يواصل ارتداده فى اتجاه مستوى المقاومه التالى والاهم قرب ال 630 نقطه والذى قد يعوقه على مواصلة ارتداده. من جهته، اشار اسلام عبد العاطي إلى ان الجاذبية الاستثمارية للاوراق المالية حاليا ربما تتغلب على عنصر المخاطرة فى السوق, حيث لا يستطيع البعض ان يترك هذه الاسعار الجاذبة دون الدخول حاليا مهما كان عنصر المخاطرة ولكن يحاول الكثيرون التأكد من الاتجاه العام قبل الدخول مما يوجد حالة التذبذب والحذر حاليا فى السوق. اتهامات بتقصير رقابي وحول الانخفاضات الحادة التي شهدتها السوق خلال 7 جلسات متتالية قال اسلام عبد العاطي المحلل المالي" لا يمكن فصل المؤثرات السياسية وتلاعب البعض بمقدرات السوق وهو ما احدث الانخفاضات العنيفة التى شهدناها." واعتبر عبد العاطي ان هناك تقصير ملحوظ من الجهات الرقابية والمؤسسية لتفسير موجة التراجع الحاد والتى عزى بعض المسئولين الى انها موجة عادية من جنى الارباح وهو ما لا يقنع المستثمرين, كذلك فان استمرار الاعمال الارهابية قد تضر بشكل ما بسير التعاملات فى الاطار الايجابى وذلك نظرا لضعف الاتجاه الايجابى حاليا , مما يجعل السوق عرضة للتأثر بالمؤثرات الخارجية. واضاف " عودة السوق لمستوى ما دون 8000 نقطة قد اضاع الكثير من استثمارات المستثمرين, مما اوجد حالة من تصيد الفرص والبيع السريع تحسبا لمزيد من الهبوط فى السوق. " كان الدكتور محمد عمران رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية اجتمع الاثنين الماضي بمسئولي ما يقرب من 40 شركة من شركات الوساطة في الأوراق المالية ومديري الاستثمار من بينهم أعضاء بعدد من الجمعيات المهنية العاملة في السوق وكذلك أعضاء في اللجنة الاستشارية لرئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، شدد عمران والحضور على حرص إدارة البورصة على مراعاة سلامة التعاملات لاسيما في ظل المراجعة المستمرة لها بشكل آني وشكل لاحق، دون التدخل فى اتجاة السوق سواء صعوداً أو هبوطاً . كذلك قررت إدارة البورصة الاربعاء إتاحة تحديثا يوميا عبر موقعها الالكتروني لنموذج الإفصاح الخاص بأهم البيانات والمؤشرات المالية، ويشمل النموذج عددا من البيانات مثل مضاعف الربحية للسهم مقرونا بمضاعف ربحية القطاع، ومعدل دوران السهم، كذلك نسبة تغير سعر السهم منذ بداية العام، ورأس المال السوقي للشركة ، فضلا عن المتوسط اليومي لقيم وأحجام التداولات وكذلك عدد العمليات المنفذة على الأسهم المقيدة.
