مساء الأربعاء الماضى تلقيت اتصالا هاتفيا من زوجة أحد المقبوض عليهم بالتحريض على العنف وتمويل تنظيم الإخوان. السيدة تصر على براءة زوجها وانه لا صلة له من قريب أو بعيد بالجماعة. وفى اتصالها قالت ان المحكمة أخلت سبيل زوجها مرتين لكن النيابة طعنت وأعادت حبسه 15 يوما ثم 45 يوما. قد تكون هذه الحكاية مكررة ونسمعها كثيرا هذه الأيام، والسؤال هو لماذا اكتب هذه القصة اليوم؟! لأننى تقريبا شعرت بحالة تعاطف مع السيدة ربما لاننى لمست نبرة صدق فى كلامها او دموعها حيث كانت تبكى بمرارة وظلت تردد «حسبنا الله ونعم الوكيل» عشرات المرات فى كل المسئولين. بطبيعة الحال فإن كثيرين من أسر المقبوض عليهم واقاربهم يعتقدون انهم أبرياء تماما حتى لو كانت هناك أدلة وقرائن. قصة هذه السيدة مدخل مهم كى ألتمس وأناشد المستشار هشام بركات النائب العام ان يوجه بإجراء مراجعة شاملة لأحوال كل المقبوض عليهم منذ عزل محمد مرسى من الحكم فى 3 يوليو الماضى وحتى هذه اللحظة. الكلمات السابقة كتبتها قبل حوالى أسبوع ولم استكملها لانشغالات متعددة وبسبب التطورات المتلاحقة، ومساء الثلاثاء قرأت خبر القرار الشجاع من النائب العام المستشار هشام بركات حيث أمر بالإفراج عن مائة من أعضاء جماعة الإخوان المقبوض عليهم على ذمة قضايا متنوعة لأسباب صحية. ثم خبر آخر مماثل بالإفراج عن 110 طلاب ينتمون الى جماعة الإخوان سواء كان افراجا شاملا أو حتى على ذمة القضايا التى يحاكمون فيها. هذا القرار يستحق التحية ونعود إلى جوهر الأمر وهو ان يبادر السيد المستشار النائب العام إلى طلب إجراء مراجعة شاملة لجميع المقبوض عليهم، بحيث لا يظل هناك برىء داخل السجون. انصاف المظلوم والبرىء واجب دينى وأخلاقى وقانونى، وهو أيضا يمثل أهمية عملية براجماتية للحكومة وسائر مكونات النظام القضائى. الزوجة التى اتصلت بى تقسم بالله انه ليس إخوانيا، ولم يشارك فى نشاط وتسأل انها تخشى ان يخرج زوجها من السجون وقد يئس من كل شىء وصار إخوانيا، وتخشى أكثر ان ابنها الطالب الصغير الذى تمنعه من المشاركة فى أى مظاهرات سيشعر بالظلم لحال والده وقد يتجه إلى أى عمل مخالف للقانون. أوافق تماما على كلام ومخاوف هذه السيدة وأضيف عليه ان أقارب أو معارف أى مقبوض عليه سوف يتضامون معه وينقمون على النيابة والقضاء والحكومة وسائر أركان النظام. وجود مظلوم واحد داخل السجن يحول هذا المواطن البرىء المسالم إلى مشروع متطرف أو ربما إرهابى ووقتها لن يلومه أحد. هناك شكاوى وبلاغات كيدية كثيرة يتم تقديمها ضد أبرياء أو لمجرد وجود شكوك ضعيفة. أرجو ألا يتم الاستخفاف بهذا الكلام لأن ما يحدث الآن كارثى، وسوف يدفع ثمنه كل المجتمع فى السنوات المقبلة. احذروا صرخة مظلوم أو دعاء زوجة برىء وهى تقول حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم انه من مصلحة اى حكومة ألا تكسب خصوما بالمجان.