خيّم التراجع علي البورصة المصرية خلال معظم تداولات الاسبوع الماضي المنتهي في 17/1/2008 ، خاصة علي مدي الجلستين الاخيرتين مع إتجاه شرائح من المستثمرين الي البيع لجني الأرباح على خلفية الإرتفاعات التى سجلتها العديد من الأسهم منذ نهاية العام الماضي وحتي منتصف الاسبوع. وتركزت عمليات البيع على الأسهم الكبرى والقائدة بالسوق بعد أن سجلت أعلى إرتفاع لها خلال الفترة الاخيرة ، مما دفع المستثمرين فى هذه الاسهم خاصة الصناديق وكبار المستثمرين والاجانب للبيع لتحويل أرباحهم السوقية إلى أرباح رأسمالية. وتخطى إجمالي قيمة رأس المال السوقي للشركات المتداولة بالبورصة المصرية لدي إغلاق نهاية الاسبوع 681 مليار جنيه من خلال التعامل على أسهم 168 شركة. وتجاوزت الاسهم الخاسرة لتلك الرابحة خلال تداولات الاسبوع مما أدي الي هبوط المؤشرات القياسية فى السوق ، فقد تراجع مؤشر البورصة الرئيسي "كاس30" - الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة مقيدة بالسوق- لدى الاغلاق الاخير فاقدا 76.85 نقطة لينهى تعاملات الاسبوع عند مستوى 10731.46 نقطة. وبهذا يكون "كاس 30" قد فقد 2.1 في المائة من قيمته لدي تداولات الاربعاء والخميس بخسارته 1.6 في المائة و0.7 في المائة ، علي التوالي ، ليغير دفته نحو الهبوط بعد سلسلة من الإرتفاعات القياسية تخطي معها المؤشر حاجز أحد عشر ألف نقطة لاول مرة فى تاريخه حين بلغ 11035.09 نقطة . وإقتفي مؤشر "داو جونز 20" - الذي يقيس أداء أنشط 20 شركة من حيث نسب التداول الحر ورأس المال السوقي - أثر "كاس 30" ليخسر 0.71 في المائة ليغلق عند 2243.85 نقطة. وفسّر محمد رشدي ، العضو المنتدب بشركة قرطبة لإدارة المحافظ بالبورصة المصرية ، تراجع السوق بانه جاء نتيجة أسباب نفسية بعد الارتفاع الكبير الذى سجلته المؤشرات فى الايام الماضية وهو ما دفع المستثمرين خاصة الاجانب الي البيع لجنى الارباح. وقال وسطاء أن السوق يشهد حاليا حالة جيدة وكفاءة عالية فى أدائه من خلال الارتفاع التدريجي للاسعار لتبتعد عن الطفرات السريعة والمفاجئة التى كانت تضر بالمستثمرين ، وهو ما جنب السوق أية تراجعات حادة فى الاسعار. وعلي صعيد القطاعات النشطة خلال الاسبوع ، شهد السوق نشاطا انتقائيا على أسهم عدد من القطاعات في مقدمتها النسيج والاسكان والعقارات والبنوك. وتصدرت قائمة الاسهم المرتفعة "أوراسكوم للانشاء والصناعة" محققا أعلى قيمة تداول بين الاسهم المتداولة ، كما حقق السهم ايضا أعلى ارتفاع من حيث القيمة السوقية فى نهاية التعاملات رابحا 17.01 في المائة من إجمالي رأس المال السوقي للشركة بقيمة بلغت نحو 115.977 مليار جنيه. وجاء في المرتبة الثانية سهم "أوراسكوم تليكوم القابضة" بما نسبته 14.05 في المائة بقيمة بلغت 95.811 مليار جنيه ، تلاه سهم "المصرية للاتصالات" بنسبة 5.57 في المائة بقيمة 37.999 مليار جنيه. وحقق سهم "مينا فارم" للادوية اعلى ارتفاع من حيث السعر بنسبة 884%. وقال محمد عبد القوى ، محلل أسواق المال ، أن تزامن تراجع السوق المصرية مع هبوط الاسواق العالمية التي تعاني تبعات أزمة الرهن العقاري جاء بمحض الصدفة حيث أن للسوق المصرية آليات مختلفة وتراجعها الحالي انما يعود لمسببات اخري غير الازمة العالمية ، متوقعا ان تستهدف السوق مستوى 10500 نقطة قبل ان تعاود الصعود مرة اخرى. وإستطرد قائلا أن هناك اسهم وقطاعات ربما لا تتأثر بهبوط السوق وهى تلك التى يتوافر بشأنها أنباء إيجابية قوية سواء فيما يتعلق بالصفقات أو الاستحواذات او غيرها من الاحداث الجوهرية. وحول أداء شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية ، أوضح محمد عبد القوى ، أن لهبوط الاسواق العالمية أثر سلبي على أداء شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية ببورصة لندن مما دفع بأسعارها للهبوط الحاد خاصة "أوراسكوم تليكوم" التى هبطت شهاداتها بشكل ملحوظ خلال الاسبوع متراجعة من 93 جنيها فى بداية الاسبوع الى 81 جنيها فى نهاية جلسة تداول الجمعة الماضية. وهبطت أسعار شهادات إيداع "أوراسكوم للانشاء والصناعة" من 606 جنيهات فى بداية الاسبوع الى نحو 560 جنيها فى نهايته.