تهيمن عودة ظهور القاعدة وطالبان على المحادثات التي يجريها في الاسبوع المقبل الرئيسان الامريكي جورج بوش والافغاني حامد كرزاي بشأن تعزيز الجهود المتعثرة لتحقيق الاستقرار في ذلك البلد الذي تمزقه الحرب. ولاضفاء قدر اكبر من الاهمية على اجتماع القمة الذي يستمر يومين ستعقد المحادثات في منتجع كامب ديفيد في جبال ماريلاند وهو مكان يخصصه الرئيس الامريكي لكثير من اهم اجتماعاته. وزادت حدة اعمال العنف في افغانستان خلال الثمانية عشر شهرا الماضية الى اسوأ مستوى لها منذ الاطاحة بحركة طالبان في عام 2001. وتواجه حكومة كرزاي ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين وسط معارك عنيفة من جانب القوات الامريكية والقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضد المتشددين. ويصارع كرزاي ايضا ازمة 23 كوريا تحتجزهم طالبان رهائن منذ اسبوعين ومقتل اثنين من هؤلاء الرهائن. وقال جيمس ليندساي وهو مساعد سابق في السياسة الخارجية في ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ان قبضة كرزاي على الامور ضعيفة في بلد له تاريخ من الانقسامات القبلية والعشائرية وأن أحد اهداف اجتماع القمة سيكون تعزيز الزعيم الافغاني. واضاف ليندساي الذي يعمل حاليا في جامعة تكساس بأوستن ان" الاساس هنا هو الاشارة من جديد الى دعم كرزاي وجهوده لإنشاء حكومة مستقرة في افغانستان. "انها تهدف ايضا الى ارسال رسالة لجهات مختلفة بأن الادارة لم تنس افغانستان". ويتمتع كرزاي بدعم قوي ليس فقط من بوش ولكن ايضا من الكونجرس الامريكي. وقالت تيريسيتا شافير وهي محللة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "لديه ناد كبير من المشجعين في واشنطن. انه رجل ذو شخصية مؤثرة وجيدة. "المشكلة انه يواجه مهمة مستحيلة". وقال جوردون جوندروي المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض ان بوش يشعر بأن كرزاي "يتخذ الخطوات السليمة" لمعالجة التحديات التي يواجهها. ووصف ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية محادثات كامب ديفيد بأنها جلسة استراتيجية وقال ان الولاياتالمتحدة"ستوضح من جديد ان الدعم الامريكي لافغانستان قوي". ويأتي اجتماع بوش مع كرزاي قبل بضعة اسابيع من حلول ذكرى مرور ست سنوات على هجمات 11 سبتمبر ومع محاولة بوش ان يؤكد للشعب الامريكي التزامه بمحاربة القاعدة ولاسيما من خلال التشديد على دور القاعدة في العراق في اشعال العنف الطائفي هناك. ويقول منتقدو بوش ان حرب العراق حولت الموارد عن جهود مكافحة طالبان والقاعدة واعادة بناء افغانستان. وسلط تقرير للمخابرات الامريكية يحذر من تهديد القاعدة للولايات المتحدة الضوء على الانتقادات واعاد للاذهان الفشل في اعتقال اسامة بن لادن. ويسلط التقرير الضوء ايضا على المنطقة القبلية التي ينعدم فيها القانون في باكستان على الحدود مع افغانستان والتي يعتقد انها ملاذ لآمن لجماعة ابن لادن وطالبان. ويمثل تعزيز الجماعات المتشددة في منطقة وزيرستان الباكستانية الوعرة موضوعا رئيسيا يريد كرزاي بحثه مع بوش. وخلال اجتماع ثلاثي عقد في سبتمبر في واشنطن بين بوش وكرزاي والرئيس الباكستاني برويز مشرف أثار كرزاي مخاوف من هدنة وقعها مشرف مع زعماء القبائل في المنطقة الحدودية. واعترف البيت الابيض بأن استراتيجية السعي للتوصل لاتفاق سلام اخفقت. وعلى الرغم من ضغط المسؤولين الامريكيين على مشرف لكي يصبح اكثر جرأة في معالجة مشكلة المنطقة القبلية فإنهم مازالوا مؤيدين بشكل كبير علنا لمشرف الذي تعتبره ادارة بوش حليفا مهما للولايات المتحدة ويواجه تحديات لزعامته في الداخل.