وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على مشروع قرار يعتبر ما تعرض له الأرمن من مذابح خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915 إبادة جماعية. وجاءت هذه الخطوة رغم التحذيرات التي صدرت من أقطاب الإدارة الامريكية وعلى رأسها الرئيس جورج بوش لثني الكونجرس عن تبني مثل هذا القرار لاضراره الشديدة المتوقعة على العلاقات مع تركيا. لجنة الشؤون الخارجية اجازت القرار بغالبية 27 مقابل 21 صوتا في خطوة أولى حيث من المقرر ان يعرض القرار للتصويت أمام الكونجرس في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، كما يبحث مجلس الشيوخ الامريكي مشروع قرار مناظر. ويعتبر هذا القرار في حال اقراره من الكونجرس قرارا رمزيا غير ملزم للسياسة الخارجية الامريكية ولا يحتاج إلى تصديق الرئيس الامريكي . وفي حال تبنى مجلس النواب مشروع القرار، فإن الولاياتالمتحدة تكون قد حذت حذو فرنسا التي أسست سابقة بتصويت برلمانها على اعتبار ما تعرض له الأرمن بمثابة إبادة. من جانبها اشارت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية إلى أن صدور هذا القرار سيؤدي الى عديد من المشاكل لسياسة الولاياتالمتحدةالامريكية في منطقة الشرق الاوسط. وقالت ان هذا القرار يمكن ان يؤدي إلى تقويض الجهود الامريكية في العراق وافغانستان لان تركيا محور رئيسي للعمليات العسكرية في المنطقة. وتعتبر انقرة أن القرار اهانة وترفض موقف الارمن، الذي يدعمه العديد من الباحثين التاريخيين الغربيين، من ان نحو مليون ونصف مليون ارمني تعرضوا للابادة على ايدى الاتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الاولى. وكانت تركيا قد حذرت واشنطن من تعرض علاقاتهما للضرر في حال تبني الكونجرس الامريكي مثل هذا القرار. وحذر الرئيس التركي، عبد الله جول، من أن العلاقات الثنائية بين البلدين ستتضرر كثيرا في حال إجازة مثل هذا القرار.. وقال جول في رسالة بعث بها إلى الرئيس بوش، إن "مشكلات خطيرة" يمكن أن تنجم في حال أجاز مجلس النواب الأمريكي مشروع القرار.