اعترفت الولاياتالمتحدة بأنها تدعم مجموعات سورية معارضة للنظام السورى .. مؤكدة فى نفس الوقت أن الأمر لا يتعلق بخطة سرية لزعزعة نظام الرئيس السورى بشار الأسد . وجاء الاعتراف الأمريكى وسط توتر فى العلاقات السورية - الأمريكية وبعد أن نشرت مجلة " تايمز " فى منتصف ديسمبر 2006 معومات تستند إلى وثيقة سرية تتحدث عن جهود تبذلها إدارة الرئيس بوش لتمويل الجماعات المعارضة للرئيس الأسد . وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية " شون ماكورماك " على أن الولاياتالمتحدة تدعم مجموعات سورية من المجتمع المدنى بما يتطابق مع سياستها العامة لنشر الديمقراطية فى العالم . ومن جهة أخرى أشارت مصادر أمريكية إلى أن برنامج الرئيس بوش لنشر الحرية يجعل من تطوير الديمقراطية فى الشرق الأوسط الأولوية فى السياسة الخارجية الأمريكية . كما طالب مسئولون أمريكيون بسرية أى جهود لدعم معارضين لنظام الرئيس الأسد فى سوريا ، وذلك لأن أى شخص يثبت أنه يستفيد من هذه الجهود يُعاقب بقسوة . وكانت مجلة " تايمز " قد أكدت على أن الولاياتالمتحدة تدعم اجتماعات منتظمة لناشطين سوريين فى أوروبا ، كما تواصل اتصالاتها مع مجموعات معارضة للرئيس السورى فى واشنطن وداخل سوريا . واتهمت الإدارة الأمريكية مراراً سوريا بمساندة الإرهاب وتهريب الأسلحة لحزب الله ، إلا أن سوريا نفت هذه المزاعم وأبدت استعدادها للبحث عن أرضية تفاهم وبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك مع الولاياتالمتحدة . ورغم ذلك تعهد الرئيس السورى بشار الأسد فى كلمته التى ألقاها فى السابع من فبراير الحالى 2007 خلال اجتماعات اللجنة المركزية لحزب البعث السورى بمواصلة دعم حزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية رغم الضغوط الأمريكية على دمشق للكف عن مساندة الجماعتين اللتين تعتبرهما واشنطن إرهابيتين . وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد فرضت عقوبات على سوريا فى عام 2004 ، فيما يرجع بشكل أساسى إلى مساندة دمشق للجماعتين وهددت فى سبتمبر الماضى 2006 بتوسيع الحظر المفروض على سوريا ، كما تتهم واشنطن سوريا بالتدخل فى الشئون اللبنانية وأنها سبب عدم الاستقرار فى لبنان. ويرى المراقبون أن حُكم بشار الأسد الذى خلف والده حافظ الأسد فى عام 2000 فى الاستفتاء بسهولة اتسم بتباطؤ خطى تحرير الاقتصاد وتدهور الروابط مع الولاياتالمتحدة حليف إسرائيل الرئيسى ، كما أن الأسد لم يقدم أى إشارة فى خطابه إلى أن حزب البعث الذى يحتكر السلطة منذ أن قام بالانقلاب فى عام 1963 سيسمح لأحزاب المعارضة بالعمل فى سوريا .